تشومسكي: فوز ترامب نتاج تحول الديمقراطية إلى بلوتوقراطية

11.11.2016

صرح المفكر السياسي الأميركي نعوم تشومسكي بأن فوز دونالد ترامب، جاء نتيجة انعدام ثقة معظم الأمريكيين بالنظام الحاكم، الذي تحول من الديمقراطية (حكم الشعب) إلى البلوتوقراطية (حكم الأثرياء).

وقال تشومسكي إن الرئيس الأميركي الخامس والأربعون هو "حصيلة مجتمع متداع وماض بقوة نحو الانهيار"، كما وصف تشومسكي ترامب بأنه ظاهرة فريدة من نوعها، لم تتكرر مطلقا في أي من الأمم الصناعية الغربية المتحضرة، بمعنى أن قواعد الحزب لطالما كانت تعمد إلى اقصاء المرشحين الشعوبيين.

وقال المفكر الأميركي إن أغلب من يؤيدون ترامب "ليسوا من الفقراء؛ أغلبهم من الطبقة العاملة البيضاء، الذين عانوا التهميش خلال حقبة النيوليبرالية، ولنكن أكثر دقة؛ بداية من عصر رونالد ريغن".

وأضاف تشومسكي "أن الديمقراطيين تخلوا عن هذه الجموع في السبعينات، على الرغم من مواصلة ادعائهم عكس ذلك. ومنذ مدة طويلة لم يعد ممكنا الحديث عن (طبقة عمالية) في الولايات المتحدة؛ يجب الحديث عن (طبقة وسطى) عند الإشارة إلى (الطبقة العمالية)، حتى باتت تشعر هذه الطبقة الآن بالمرارة وتضمر أحقادا".

وتابع: "عامل آخر يعرفونه جيدا في أوروبا، يتمثل في تعزيز الشعبوية والقومية المتطرفة. وهناك ارتباط مباشر بين دعم الشعبويين المستبدين والتحمس لصعود ترامب. الكثير منهم يشعرون بأنهم مهددون بصعود النسوية، وآخرون (يشعرون بأنهم مهددون) من قِبل أوضاع يعتبرونها مخلة بالنظام الذي يرونه ملائما. من هذا الخليط خرجت توليفة شديدة الخطورة".

وعن خطورة هذه الظاهرة يقول تشومسكي إن الأمر "يتعلق بالتغيير الجذري الذي يطرأ على المنظومة السياسية؛ فالولايات المتحدة في الحقيقة هي دولة الحزب الواحد، ذي الوجهين السياسيين؛ أحدهما جمهوري والآخر ديمقراطي. لكن في الحقيقة، الأمر لم يعد على هذا النحو: لا زلنا بالفعل دولة حزب واحد، ولكنه حزب رجال الأعمال، الذي ليس له سوى وجه واحد، ولم يعد مهما ماذا يسمى، بعد أن اتجه الحزبان نحو اليمين".

ويرجع الوضع الصعب للأحزاب التي تحتل المرتبة الثالثة في الولايات المتحدة الأميركية إلى الإرث البريطاني حيث لا يوجد تمثيل سياسي متوازن، وإنما نظام انتخابي يعتمد على الأغلبية، وهذا ما يزيد من صعوبة الأمر.

وصف تشومكسي ترامب بأنه حصيلة مجتمع متداع وماضٍ بقوة نحو الانهيار. لكنه أكد في رده على تساؤل عما إذا كان ذلك يعني تهاوي المنظومة السياسية، بقوله "يجب أن نعترف بأن الوضع في أوروبا أسوأ. ففي أوروبا تعرضت الديمقراطية لضربة عنيفة حينما نقلت سلطة القرار السياسي إلى بروكسل. إنه تطور صادم. الولايات المتحدة انحدرت من الديمقراطية إلى البلوتقراطية (حكم طبقة الأثرياء)، مع ملحقات ديمقراطية".

واكد "نعم هنا يوجد قدر كبير من الحرية، ومجتمع مفتوح، وهناك الكثير من الأشياء الإيجابية، ومع ذلك وبكل بساطة، لا تحصل غالبية المجتمع على الحد الأدنى من التمثيل".

ويتحدث المفكر اليساري عن ثلاثة أرباع المجتمع، ممثلوهم لا يكترثون لهم، خاصة الشريحة ذات الأجور المتدنية، ويزداد النفوذ كلما انضمت المجموعة إلى شريحة أعلى راتبا، إلى أن نصل إلى أعلى شريحة لنجد طبقة الواحد في المئة التي تتحكم في كل شيء.