هل يغير ترامب النظرة الأمريكية إلى روسيا؟

10.11.2016

أربك دونالد ترامب مرة أخرى منتقديه، بفوزه غير المتوقع في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. فهل سيسعى لتغيير العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا بشكل جذري؟

أنهى دونالد ترامب واحدة من المفاجآت الكبيرة في التاريخ السياسي الأمريكي عندما تجاوز بثقة الحد الأدنى لأصوات المجمع الانتخابي والبالغة 270 صوتا اللازمة ليصبح رئيسا للبلاد. رئاسته التي تبدأ في 20 يناير 2017، تقدم احتمالات مثيرة للاهتمام بالنسبة للعلاقات الامريكية الروسية.

التقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تم ملاحظته فعلا، ومشاعر بوتين حول ترامب إيجابية كذلك. يوم 9 نوفمبر، كان بوتين من بين أول زعماء العالم الذين قدموا تهانيهم لترامب. ولكن هل ستؤدي بادرة حسن النية هذه إلى تغيير جوهري في الشراكة الأمريكية-الروسية؟ ترامب لديه إمكانات مثيرة للتغيير.

التخلص من العقوبات التي فرضها الرئيس باراك أوباما ردا على تدخل روسيا عام 2014 في أوكرانيا هي واحدة من أهم العقبات. ففي العام الماضي، قدر المسؤولون الروس بأن العقوبات تكلف البلاد أكثر من 100 مليار دولار. ومن المفترض أن هذا الرقم سيزداد هذا العام، إضافة إلى تراجع أسعار النفط الذي يشكل ضغطا كبيرا آخر على الميزانية الروسية.

أما مطالبة دول حلف شمال الاطلسي بأن تدفع جزءا أكبر من التكاليف المرتبطة بالتكتل، سيكون الخيار الثاني الذي يمكن لترامب أن يسلكه. بعد ساعات من فوز ترامب، حث الامين العام لحلف الناتو ترامب ألا ينسى العلاقة الوطيدة بين الولايات المتحدة وأوروبا الغربية التي "ساهمت في الحفاظ على السلام". ترامب يمكن أن يضيف المزيد من الضغوط على العلاقة - لمصلحة روسيا - اذا حد من دور القوات الامريكية في المنطقة.

مع مواصلة روسيا حربها على الإرهابيين في سوريا، سيكون أمام ترامب وسيلة أخرى لإظهار أنه سيتعامل مع روسيا بطرق مختلفة تماما عن أوباما.

لا توجد أية وسيلة لمعرفة فيما إذا كان ترامب سيعتمد أيا من هذه الأفكار بمجرد توليه منصبه.

كما ان لديه ما يسمى بخيارات القوة الناعمة لتغيير الطريقة التي تنظر فيها روسيا نحو أمريكا. على سبيل المثال، يمكنه أن يطالب الكونغرس الأمريكي باستعادة تمويل الباب الثامن، وهو البرنامج الذي يسمح لعلماء الولايات المتحدة بالمشاركة في الأبحاث حول روسيا واكتساب الكفاءة في اللغة الروسية. قطع التمويل لهذا البرنامج قبل ثلاث سنوات. وعلى نفس المنوال، قال إنه قد يدفع لزيادة التبادلات الأكاديمية والرياضية والثقافية بين البلدين.

موقف الرئيس أوباما الشهير "بإعادة تشغيل العلاقات" الذي بدأ مع زيارة هيلاري كلينتون الأولى إلى موسكو كوزيرة لخارجية الولايات المتحدة والتي لم تكن ناجحة، والتي اتهمها منتقدوها خلال الحملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة بأنها أظهرت هيلاري كلينتون بأنها ليست قادرة بأن تكون ناجحة على المسرح الدولي. ولكن ليس من المرجح أن يقوم ترامب بإظهار نواياه لتحسين علاقات واشنطن مع موسكو.

لكن الخيارات الموضوعية التي سيختارها ستحدد ما ينوي كسره في وقت قريب من خطط سلفه. قادة أوروبا الغربية، ربما سيكونون أكثر من أي طرف آخر، يراقبون عن كثب.