ترامب: نهج كلينتون تجاه سوريا سيشعل حربا عالمية ثالثة

28.10.2016

حذر المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، من أن خطط هيلاري كلينتون بشأن النزاع في سوريا، ستؤدي إلى مواجهة مع روسيا ونشوب حرب عالمية ثالثة.

وأكد ترامب في مقابلة مع وكالة "رويترز" يوم الثلاثاء، إن خطة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بشأن سوريا سوف "تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة" بسبب احتمال نشوب صراع مع القوات الروسية.

القضاء على "داعش" أهم من إسقاط الأسد

وقال ترامب في مقابلة ركزت إلى حد بعيد على السياسة الخارجية إن هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" تحظى بالأولوية على إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي.

وتساءل ترامب كيف ستتفاوض كلينتون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدما صورته كشخصية شريرة, كما وجه ترامب اللوم للرئيس الأمريكي باراك أوباما في تراجع العلاقات الأمريكية مع الفلبين في ظل قيادة رئيسها الجديد رودريغو دوتيرتي.

وفيما يتعلق بالحرب الأهلية السورية قال ترامب إن كلينتون قد تجر الولايات المتحدة إلى حرب عالمية بموقفها إزاء حل الصراع.

وكررت كلينتون أكثر من مرة الدعوة إلى إقامة منطقة حظر طيران و"مناطق آمنة" على الأرض لـ"حماية غير المقاتلين". ويخشى بعض المحللين أن تؤدي حماية تلك المناطق إلى دفع الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع الطائرات الحربية الروسية.

وأكد ترامب "ما ينبغي علينا فعله هو التركيز على تنظيم الدولة الإسلامية. لا ينبغي أن نركز على سوريا." مضيفا "سينتهي بنا الأمر إلى حرب عالمية ثالثة بسبب سوريا إذا استمعنا إلى هيلاري كلينتون."

وأضاف "لم تعد تقاتل سوريا.. أنت تقاتل سوريا وروسيا وإيران .. حسنا؟ روسيا بلد نووي .. لكنها بلد يكون فيه السلاح النووي في مواجهة الدول الأخرى التي تتكلم."

وأوضح ترامب إن الأسد أقوى بكثير الآن مما كان عليه قبل نحو ثلاث سنوات. وأضاف أن حمل الأسد على ترك السلطة أقل أهمية من هزيمة "الدولة الإسلامية". موضحا أن "الأسد بالنسبة لي يأتي في الأولوية بعد تنظيم الدولة الإسلامية."

انتقادات لأوباما

وفيما يتعلق بروسيا انتقد ترامب مجددا أسلوب عمل كلينتون على العلاقات الأمريكية الروسية أثناء توليها وزارة الخارجية، وقال إن انتقادها الشديد لبوتين يثير تساؤلات بشأن "كيف ستعود وتتفاوض مع هذا الرجل الذي جعلت منه شريرا لهذا الحد" إذا فازت بالرئاسة.

وبخصوص تدهور العلاقات مع الفلبين وجه ترامب انتقاداته إلى أوباما قائلا إن الرئيس "يريد التركيز على لعب الغولف" أكثر من الحوار مع زعماء العالم.

ومنذ توليه السلطة، عبر دوتيرتي صراحة عن عدائه للولايات المتحدة ورفض انتقاد حملته العنيفة على تجارة المخدرات واستخدم ألفاظا بذيئة لوصف أوباما وطلب من الولايات المتحدة ألا تعامل بلاده مثل "كلب موثوق برباط". في حين عبرت إدارة أوباما عن تفاؤلها بأن البلدين يمكن أن يظلا "حليفين قويين".

وقال ترامب إن تصريحات دوتيرتي الأخيرة أظهرت "قلة احترام لبلادنا".

كما كرر ترامب تأكيده بأن "الإعلام يزور استطلاعات الرأي" وقال إن أنصاره منزعجون من قيادة الحزب الجمهوري. موضحا أن قاعدة الحزب الجمهوري تؤيده، مشيرا إلى الأعداد الكبيرة من الناس الذين يحضرون مؤتمراته الانتخابية.

وقال ترامب "أعتقد أن هؤلاء الناس يشعرون بإحباط شديد من أن الزعماء لا يساعدوننا على الفوز." ومؤكدا أنه إذا فاز فلن يفكر في ضم ديمقراطيين إلى حكومته لكنه سيعمل معهم بشأن التشريعات.

وقال ترامب إنه في الأيام المئة الأولى لحكمه سيعمل على تأمين الحدود مع المكسيك وسيبدأ في إعادة بناء الجيش الأمريكي وتحسين الرعاية للمحاربين القدامى.

رد كلينتون

من جانبها، انتقدت هيلاري كلينتون تصريحات ترامب، وأكد مكتبها أنه "يكرر مقولات" القيادة الروسية، التي "تلعب على مخاوف الأمريكيين من دون أن تكشف عن خططها في مكافحة "داعش" أو تخفف من حدة الأوضاع الإنسانية في سوريا".

وعلى صعيد متصل، كشف مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر، عن وجهة نظر مطابقة لوجهة نظر ترامب بشأن الدعم الذي تقدمه الإدارة الديمقراطية لهيلاري كلينتون وقال: "أنا لا اتمكن من قراءة الأفكار، ولكنني أعتقد أن لمنظومات الصواريخ الروسية قدرات عالية جدا. وأعتقد أن الروس لم ينشروها اعتباطا إذا لم يكونوا على استعداد لاستخدامها. لذلك لا استبعد أن يسقطوا الطائرات الأمريكية إذا شعروا بأنها تشكل خطورة على مواقعهم الأرضية" – جاء ذلك في حديثه في مجلس العلاقات الخارجية.

وينتقد أنصار كلينتون دائما ما تنشره وسائل الإعلام ومن ضمنها الروسية عن أن كلينتون "مرشح حرب" وترامب "مرشح سلام". ولكن كلابر يشير بصورة مباشرة إلى وجود مخاوف في الولايات المتحدة من عدوانية كلينتون، التي تثق بالدور المتميز والمهيمن للولايات المتحدة في المحافل الدولية، ولا سيما أنها ساندت التدخلات الأمريكية في الخارج كافة.

والمثير للاهتمام هو أن نتائج استطلاع الرأي تبين تقدم هيلاري على ترامب. ولكن نتائج الاستطلاع بين أفراد القوات المسلحة تبين تقدم ترامب كثيرا عليها، يليه بالمرتبة الثانية مرشح "الحزب التحرري" غاري جونسون، وتأتي هيلاري بعدهما.

دعم الجيش لترامب

وأفادت نتائج الدراسة التي أجرتها مجلة "ميليتاري تايمز"، التي يقيم فيها العسكريون الأولويات العسكرية الأمريكية الخارجية. بأن تجربة السنوات الأخيرة قوضت رغبتهم في بناء الديمقراطية في بلدان الشرق الأوسط. وهذا هو ما تدعو اليه هيلاري باستمرار. وبحسب اعتقاد العسكريين الأمريكيين، يجب على الولايات المتحدة حاليا التركيز على محاربة الإرهاب وحل مشكلاتها الذاتية، وليس هدر الأموال على نشر قيمها في الخارج.

ويشدد معدو الدراسة على أن هذه النتائج تشير إلى عدم رضا العسكريين المحترفين على سياسة أوباما وسلفه جورج بوش-الابن في محاربة الإرهاب في أفغانستان والعراق.