تحف من الأدب الروسي.. تستحق أن تقرأ!

01.08.2016

عُرف عن الأدب الروسي عظمته وتألقه، إذ تطرق كتاب عظام روس لقضايا أدبية وفلسفية في كتاباتهم ورواياتهم لم تمر على قراءها مرور الكرام، ويسرنا أن نعرض عليكم فكرة عن عدد من الروايات الروسية الشهيرة على مدى عقود، والتي بكل تأكيد، تستحق أن تقرأ.

أحد الأشياء المشتركة بين هذه الروايات، أنها صمدت أمام تحدي الزمن، فضلا عن البراعة الفنية التي تميزت بها، والأصالة والقدرة على إشراك القارئ في تفكير عميق شخصي بحثًا عن أجوبة للأسئلة الأهم في الحياة.

ستجعلك تلك الكتب تشعر وتفكر وتنضج كإنسان. ذات مرة، أوصى هنري ديفيد ثورن بأن “تقرأ الكتب الأفضل أولاً، وإلا ربما لن تحظى بفرصة قراءتها أبدًا.” لذا، إعمالاً لنصيحته، نعرض لك بعض أفضل الروايات الروسية لتقرأها أولاً.

الحرب والسلام- 1869
من تأليف ليف تولستوي

عادة ما يشيد بها النقاد على أنها أعظم رواية كتبت على الإطلاق. تسرد هذه الرواية الملحمية قصة خمس عائلات أرستقراطية، عاشت خلال فترة حرب روسيا مع نابليون بونابارت في بدايات القرن التاسع عشر. “الحرب والسلام” أكثر من مجرد رواية؛ فهي: قصة حب وقصة عائلية ورواية حرب، إلا أنها في جوهرها كتاب يدور حول مجموعة من الناس يحاولون إيجاد موطئ قدم لهم في عالم ممزق، وعن أناسٍ يحاولون خلق حياة ذات معنى لأنفسهم في بلد مزقته الحروب، والتغيرات الاجتماعية والارتباك الروحي. فهي تمثل بُوصلَة أخلاقية فضلاً عن كونها احتفالًا ببهجة الحياة. تمثل ملحمة تولستوي “الحرب والسلام” الرواية الكلاسيكية الروسية لعصرنا.

بطل من هذا الزمان- 1840
من تأليف ميخائيل ليرمونتوف

عادةً ما يشار إليها على أنها أول رواية نفسية روسية؛ تدور الرواية حول قصة شاب صغير السن يدعى تشورين، وهو فاتن وزير نساء، يتمرد ويثور لكن بلا قضية. على مدى أكثر من قرن ونصف، أبهرت شخصيته القراء، فضلاً عن إشعارهم بالحيرة.

تتألف الرواية من خمسة قصص متداخلة يتوغل أثرها في روح بوشكين المعقدة. فكانت النتيجة صورة لا تُنسى عن أول شخصية رئيسية روائية مخالفة للعرف، وتفتقر إلى المواصفات البطولية التقليدية؛ فأينما حلّ البطل يترك في أعقابه دمارًا؛ وذلك حتى عندما يسحر ويبهر شخصيات الرواية والقُرّاء على حدٍ سواء.

الآباء والبنون – 1862
رواية من تأليف أيفان تورغينيف

ترصد هذه الرواية الشعرية العميقة بمهارةٍ فائقة الصراعات الاجتماعية والعائلية التي بدأت تظهر في أوائل الستينات من القرن التاسع عشر (1860). وتعد تلك الفترة فترة صراعات اجتماعية كبيرة في روسيا. تمثل الرواية عاصفة صحفية نارية من خلال تجسيدها القوي لشخصية البطل بازاروف، وهو شاب حاد البصيرة وشغوف إلى أبعد الحدود، فضلا عن كونه عدميّ. بعبارة أخرى هو شابٌ مميز في صفاته في عالمنا اليوم، كما كان الحال مع تورغينيف في زمانه.

يفغيني اونيغين-1833
رواية شعرية من تأليف الكسندر بوشكين

في هذه التحفة الفنية غير المشهورة للأسف لدى القارئ العربي، يجمع بوشكين بين قصة حب فاتنة تعبر عن الحياة الروسية في القرن التاسع عشر، وأحد أبرع الهجاءات الاجتماعية التي كُتبت قاطبة. وتمكن من إخراج ذلك كله على هيئة شعرية. فمع أول الكتاب تجده مرحًا وجادًّا، ساخرًا وعاطفيًّا، وتعتبر هذه الرواية الشعرية نقطة انطلاق الدراسة في الصفوف الأدبية التي تدرس الأدب الروسي المعاصر في الجامعة. ولعل السبب في ذلك أن بوشكين خلق في تلك الرواية قالبًا جمَّع فيه غالبية الموضوعات، والشخصيات الأدبية بأنواعها، والأساليب الأدبية التي يبني عليها الأدباء المعاصرين كتاباتهم.

ليس من قبيل الصدفة تلقيب بوشكين بـ”أبي الأدب الروسي الحديث”، وتعتبر روايته الشعرية “يفغيني اونيغين” العمل الأدبي الأكثر تمثيلاً للأعمال الأدبية.

الاخوة كارامازوف (1880)
من تأليف فيودور دوستويفسكي

في هذه القصة العاطفية الفلسفية التي تدور حول بطل قاتل أبيه والتنافسية الأسرية، دوستويفسكي مثله مثل أي كاتب روسي يسبر أغوار الموضوعات الدينية والشر والمعنى. فالرواية تصف اختلاف وجهة نظر الأشقاء كارامازوف الثلاثة عن العالم؛ اليوشا الرهبانية، وديمتري الحسية، وايفان العقلية، علاوة على أبيهم الفاسق، الذي أصبح غموض اغتياله والتحقيقات نقطة محورية في القصة ولاسيما في الثلث الأخير من الرواية.

دكتور جيفاغو- 1959
من تأليف بوريس باسترناك

وهي رواية مستوحاة من “الحرب والسلام”. تسرد تلك الرواية التاريخية قصة طبيب شاعر يدعى يوري جيفاغو، يكافح ليجد مكانه ومهنته وصوته الفني وسط معمعة الثورة الروسية، تلك التحفة الفنية من النثر الموحي تشبه في جمالها الريف الروسي، الذي تصوره الرواية.

تأخذ رواية “دكتور جيفاغو” القارئ في رحلة الحب والألم والافتداء خلال أقسى سنوات القرن العشرين.

الدون الهادئ (1959)
من تأليف ميخائيل شولوخوف

غالبًا ما تقارن هذه الرواية برواية “الحرب والسلام”، فهي رواية تاريخية ملحمية، تتتبع مصير عائلة نموذجية من القوزاق خلال عشرة سنوات من الاضطرابات؛ أي قبل بداية الحرب العالمية الأولى حتى الحرب الأهلية الدامية في أعقاب الثورة الروسية عام 1917.

في رواية شولوخوف، يعود تاريخ روسيا في بدايات القرن الـ 20 للحياة من جديد، حيث تتطور الشخصيات المترابطة؛ فهم ليسوا فقط مجبرين على التعامل مع مجتمعٍ تحت الحصار، ولكن أيضا يتعاملون مع الرومانسية المنكوبة، والنزاعات العائلية وأسرار الماضي التي لا تزال ذكراها تطارد الحاضر.

يوم في حياة إيفان- 1962
من تأليف الكسندر سولجينتسين

تلك القصة القصيرة المروعة، ولكنها في نفس الوقت تحفة مليئة بالأمل على نحو غير مسبوق. تحكي قصة يومٍ واحدٍ في حياة رجل عادي عامل، سجين في أحد المعسكرات السوفيتية التي امتلأت بعشرات الملايين في الاتحاد السوفيتي. وهي مستوحاة من قصة حياة سولجينتسين الشخصية باعتباره أحد هؤلاء السجناء، يعتبر هذا الكتاب أصليًّا في قصته، غنيًا بالتفاصيل، يخلو من العاطفة، ما يزيد بدوره من حدة تأثيره العاطفي.