موسكو تتعهد بالرد على أي هجمات إلكترونية أمريكية: صراخ الرعاع لن يرعبنا
تعهدت روسيا بالرد على أي هجوم إلكتروني تشنه الولايات المتحدة الأمريكية عليها، إثر تهدبدات وجهها مسؤولون أميركيون لموسكو، على خلفية مزاعم بتنفيذ هجمات إلكترونية تستهدف التدخل في سير العملية الإنتخابية الرئاسية الأمريكية.
وقال كبير مستشاري الكريملن، يوري أوشاكوف، إن التهديدات، التي أطلقتها أمريكا بشن هجمات إلكترونية على روسيا، تخطت الحدود.
وكان نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد أكد أن بلاده ستشن هجمة إلكترونية على روسيا، من أجل توصيل رسالة معينة إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مضيفًا أنها ستحرج روسيا في الوقت الذي تحدده.
وأعلن المتحدث باسم الكريملن، ديمتري بيسكوف، أن بلاده ستتخذ الإجراءات اللازمة كافة، من أجل التصدي لأي هجوم إلكتروني وشيك تقوم به الولايات المتحدة، خلال الفترة المقبلة.
أكد أن بلاده تتعامل مع التهديدات المتصاعدة من جانب أمريكا بشكل جدي، خصوصًا أنها صدرت عن نائب الرئيس الأمريكي نفسه.
وتشهد العلاقات الأمريكية الروسية حالة من التوتر الشديد، مؤخرًا، بعد وقف التعاون الثنائي بينهما بشأن الأزمة السورية، ووصفت العديد من التقارير الإخبارية الحالة بين الجانبين بأنها أشد مما كانت عليه خلال فترة الحرب الباردة.
كما أكد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن بلاده "لن تنحني" أمام التهديد بشن هجمات إلكترونية عليها، مستنكرا استغلال الورقة الروسية في الحملة الانتخابية الأمريكية.
وقال ريابكوف في حديث لوكالة "إنترفاكس" الروسية الأحد 16 أكتوبر/تشرين الأول: "الجرعة الجديدة من التهديدات لن تأخذنا على حين غرة، ولا سيما أنها لن ترغمنا على الانحناء. لم يعد ذلك يندرج في خانة "دبلوماسية مكبرات الصوت"، نظرا لأن هذا الطرح خال بالمطلق من الدبلوماسية، بل هو صراخ في السوق لن يأخذنا ولن يفزعنا".
وتابع قائلا "لا نستبعد مع الأسف إقدام واشنطن على تبني أي قرار دراماتيكي، وذلك أن التجربة قد أظهرت أن العلاقات الأمريكية مع روسيا صارت وسيلة لتحقيق غايات سياسية داخلية" في الولايات المتحدة. "وفي هذه الحالة، يتمثل الأمر في اللعب على وتر طرف محدد في الحلبة السياسية الداخلية الأمريكية، وتعزيز حظوظ أحد المرشحين في الفوز بالانتخابات. موسكو لا تلمس بروز أي لون في واشنطن يوحي بإدراك الجانب الأمريكي مدى جدية مثل هذه الممارسات".
وتابع: "كل ذلك يأتي تزامنا مع مطالبتنا المستمرة للإدارة الأمريكية وقادتها بتقييم الوضع الداخلي، وتقييم الأوراق التي يتم الرهان عليها وإدراك حجم مسؤوليتها".
وذكّر ريابكوف في هذه المناسبة بـ"أن موسكو قد اقترحت غير مرة على واشنطن تنظيم مشاورات أمريكية روسية على مستوى الخبراء في حقل الأمن المعلوماتي والأجهزة المعنية، دون أن يبدي الأمريكيون أي اهتمام بهذه المقترحات"، معتبرا "أنهم يتمتعون على ما يبدو بممارسة إحماء الحرارة" وتأجيج التوتر في العلاقات بين البلدين.
وأنهى ريابكوف تصريحه بالقول "أكدت موسكو مرارا وتكرارا بطلان الاتهامات المنسوبة إليها بالهجمات الإلكترونية على الولايات المتحدة، إلا أنه وبعد بلوغ هذه الاتهامات حد التهديد، فإن ذلك يعني أنه لم يعد لدى الأمريكيين ما يكفي من الإرادة السياسية اللازمة لحل مشاكلهم معنا بما فيها تلك غير المتعلقة بقراصنة مفترضين".
واتهمت واشنطن موسكو الأسبوع الماضي صراحة بمحاولات التدخل في الانتخابات الأمريكية عبر قرصنة أنظمة معلوماتية استهدفت خوادم الحزب الديمقراطي، في تصعيد جديد ولافت للتوتر بين البلدين.
كما اعتبرت وكالة الأمن القومي الأمريكية أن "عمليات السرقة والقرصنة هذه تهدف إلى التأثير على سير الانتخابات الأمريكية"، فيما توعد البيت الأبيض الثلاثاء روسيا بـ"رد متناسب".
وفي سياق ما يشاع حول الهجمات الإلكترونية الروسية، شكك موقع "ويكيليكس" باستعداد المخابرات المركزية الأمريكية استهداف القيادة الروسية، وكتب في صفحته على تويتر بهذا الصدد: "لو قررت الولايات المتحدة فعلا شن حرب إلكترونية سرية على روسيا، فما كان لها أن تفصح عن نواياها هذه، ولكانت وكالة الأمن القومي الأمريكي هي التي ستشن هذه الحرب لا المخابرات المركزية".