موسكو تستضيف مؤتمرا لكبار القادة العسكريين والأمنيين في العالم للرد على الإرهاب العالمي
حضر مسؤولون عسكريون وخبراء أمنيون من جميع أنحاء العالم إلى موسكو الأسبوع الماضي لمناقشة كيفية التعامل مع التحديات الأمنية العالمية الأكثر إلحاحا، بما في ذلك الإرهاب العالمي.
تصدر موضوع الإرهاب العالمي جدول أعمال مؤتمر موسكو حول الأمن الدولي (MCIS) الذي عقد ما بين 27-28 أبريل/ نيسان. نظم المؤتمر من قبل وزارة الدفاع الروسية، وضم كبار المسؤولين العسكريين والخبراء والدبلوماسيين لمعالجة التحديات الأمنية الدولية الراهنة والتهديدات المختلفة.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو خلال المؤتمر إنه "لم يعد العالم المكان الأكثر أمنا والأسهل للعيش"،. "هذا هو السبب الذي يجعل التعاون العسكري بين الدول هو الأكثر أهمية من أي وقت مضى".
الأحداث المأساوية في عامي 2015 و 2016 - بما في ذلك إسقاط الطائرة الروسية في سيناء والهجمات الإرهابية المتوحشة في أوروبا وجميع أنحاء الشرق الأوسط، وانتشار الدولة الإسلامية في العراق والشام (ISIS) في اليمن وليبيا وآسيا الوسطى - قدم السياق الجيوسياسي لمؤتمر هذا العام. أصبحت هذه الأحداث إشارة لأصحاب المصلحة العالمية للعمل كفريق واحد وإنشاء تحالف أوسع لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة.
حضر المؤتمر أكثر من 500 شخصية من أكثر من 80 بلدا، بما في ذلك تلك الدول التي تعتبر أهدافا للإرهاب بشكل دائم أكبر مثل باكستان والهند وأفغانستان وسوريا والعراق ومصر. في الوقت نفسه يشير عدم وجود الشخصيات العسكرية الأوروبية والأمريكية في المؤتمر إلى انعدام الثقة بين روسيا والغرب وهذا يمثل مشكلة تعوق المبادرات المشتركة لمكافحة الإرهاب.
ومع ذلك، حضر المؤتمر العديد من المسؤولين الأوروبيين من المؤسسات الرئيسية متعددة الأطراف. منهم لامبرتو زانيير، الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE)؛ إيف داكور المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر. وعدد من كبار المسؤولين في الأمم المتحدة. تشير مشاركتهم إلى أنه لا تزال هناك بعض الفرص للحوار بين روسيا والغرب حول مشاكل الأمن الأوروبي والدولي.
عدم الاستقرار الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط أدى إلى أزمة لاجئين واسعة النطاق، وهذا ما يشير إلى أن النهج الحالي في مكافحة الإرهاب الدولي ما يزال مدفوعا بعقلية التكتلات والمصالح الوطنية وهو لا يعمل بشكل جيد. معظم المشاركين في المؤتمر متفقون على أن نهج جديدا يقوم على أساس الاحترام المتبادل والمشاركة الفعالة لجميع الدول هو الأكثر أهمية الآن.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال المؤتمر إن " العلاقات الدولية الحالية الآن على مفترق طرق إما أن تزداد الفوضى أو أن يسود العمل الجماعي لحل المشاكل الحالية ". "لتنفيذ هذا يجب علينا فتح حوار صادق ومفتوح من خلال البحث عن توازن المصالح".
وزير الدفاع الباكستاني، آصف الخواجة يوافق على ذلك ويقول " يجب على الناس إيجاد حلول لمشاكلهم بأنفسهم، ويجب عدم فرض الحلول عليهم من الخارج". أما نظيره الصيني تشانغ وان تشيوان فقد كرر ذلك وأكد أنه لا يجوز وجود أي تدخل من الخارج في السياسة الداخلية لأي بلد، "بما في ذلك التدخل تحت ذريعة محاربة الإرهاب لتحقيق الأهداف الخاصة".
أسباب الإرهاب وعدم الاستقرار
أحد الأسباب الرئيسية لعدم قدرة القوى العالمية الحالية على مواجهة التحديات الجديدة هو غياب التعاون والحوار الفعال بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، كما ويقول شويغو. في الواقع، إن التعاون الذي يقارب الصفر بين الناتو وروسيا يجعل من المستحيل التصدي لتحدي الإرهاب.
كما ساهم الغياب الواضح لحوار متساو وصريح بين روسيا وشركائها الغربيين مساهمة كبيرة في عدم القدرة على محاربة الإرهاب الدولي على نحو فعال.
الرئيس السابق لأفغانستان، حامد كرزاي، يتذكر التدخل السوفيتي في أفغانستان في عام 1979، وشرح كيف أن الخلافات والسعي لتحقيق المصالح الخاصة يمكن أن يؤثر على حملات مكافحة الإرهاب. في ذلك الوقت أيد عدد من الدول الغربية أولئك المتطرفين - المجاهدين - لإضعاف موسكو. في النهاية، أولئك الذين قاتلوا ضد الاتحاد السوفييتي أصبحوا إرهابيين، وانهارت أفغانستان، مما خلق بيئة مزدهرة للإرهاب العالمي.
وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان حذر من مغبة استخدام الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط لتحقيق المصالح الخاصة، لأن مثل هذا النهج يغذي الإرهاب ويهدد كلا من الأمن الإقليمي والدولي.