الأزمة التركية الأوروبية .. أوغلو يتنبأ "بحروب مقدسة" في أوروبا
تستمر تفاعلات الأزمة التركية الأوروبية التي نشبت بعد أن منعت عدة عواصم تجمعات دبلوماسية بغرض الحشد لمشروع التعديل الدستوري الجديد الذي يعزز سلطات الرئيس رجب الطيب أوردغان، والتي لا يبدو أنها وليدة الساعة بل ترجع جذورها لعام توليه رئاسة الوزراء، وربما قبل ذلك.
ففي ألمانيا تعيش أهم جالية تركية بالعالم ويمكن لـ1.4مليون منهم التصويت في استفتاء 16 نيسان/ابريل. وأعلنت الحكومة الالمانية أن لا علاقة لها بإلغاء 4 تجمعات انتخابية يشارك فيها وزراء مطلع آذار/مارس، موضحة أن السلطات البلدية هي المختصة وأنها تذرعت في قرارها بمشاكل لوجستية او أمنية.
واعتبرت انجيلا ميركل اتهامات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التي أكد فيها أن المستشارة الالمانية “تدعم الارهابيين”، “سخيفة”، بحسب ما قال المتحدث باسمها ستيفن سيبرت مساء الاثنين. وقال المتحدث “لا تنوي المستشارة المشاركة في مسابقة استفزازات”. وأضاف “هذه الانتقادات سخيفة” في حين وصل التوتر بين انقرة وعدة دول اوروبية الى ذروته.
وفي هولندا تأتي الازمة بين لاهاي وانقرة بعد حملة الانتخابات حيث وضع مرشح اليمين المتطرف غيرت فيلدرز الاسلام والهجرة في صلب النقاش، وأكد أنه سيمنع أي حملة للاستفتاء التركي إذا أصبح رئيسا للوزراء. وبعد ستة أيام منعت لاهاي قدوم وزير الخارجية التركي وطردت الوزيرة المكلفة شؤون الاسرة، واندلعت مواجهات بين عناصر الشرطة ومتظاهرين مؤيدين لأردوغان.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال تجمع لأنصاره في محافظة صقاريا شمال غرب البلاد، الخميس 16 مارس/آذار، أن السياسة الأوروبية تجاه المسلمين سببت حربا "بين الصليب والهلال".
وجاءت تصريحات أردوغان خلال التجمع في معرض تعليقه على قرار محكمة العدل الأوروبية، التي أجازت حظر ارتداء "الرموز الدينية المرئية"، في أماكن العمل، ما يتيح لأصحاب العمل منع الموظفات من ارتداء الحجاب.
وقال الرئيس التركي: "عار على الاتحاد الأوروبي. لقد انهارت مبادئكم الأوروبية وقيمكم والعدالة. إنهم أطلقوا صداما بين الصليب والهلال، ولا يوجد أي تفسير آخر".
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد انضمت إلى صفوف منتقدي محكمة العدل وهي المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي، بعد قرار السماح للشركات بمنع العاملات فيها من ارتداء الحجاب.
وفي أول تعليق له على نتيجة الانتخابات الهولندية، تنبأ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس 16 مارس/آذار بأن تكون أوروبا في وقت قريب مكانا لـ"حروب مقدسة".
وقال جاويش أوغلو في هذا الشأن :"حسمت الآن الانتخابات التشريعية في هولندا... حين تنظر إلى الأطراف العديدة لا ترى أي فروقات بين الاشتراكيين الديمقراطيين والفاشي خيرت فيلدرز، جميعهم لديهم عقلية واحدة. إلى أين ستمضون؟ إلى أين تسوقون أوروبا؟ لقد بدأتم في تدمير أوروبا. تسوقونها نحو الهاوية. الحروب المقدسة ستبدأ قريبا في أوروبا".
وأضاف قائلا :"لأنهم كانوا متعددين في معتقداتهم الدينية قتلوا بعضهم بعضا منذ 100 عاما مضت"، مستدركا "لكن هم استخلصوا العبر من ذلك، وأقاموا الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا".
يشار إلى أن هذه الأزمة بين أوروبا وتركيا تأتي في حين تتحسن العلاقات التركية الروسية، وتوتر في العلاقات التركية الأمريكية بسبب الدعم الأمريكي للقوات الكردية في الشمال السوري ومخاوف تركيا من النفوذ الكردي.
المصدر: وكالات