جرائم الحرب الأمريكية في سورية لا تزال دون عقاب
عدت للتو من سوريا. رأيت بعض الأشياء التي لا أريد حقا أن أتحدث عنها. جميع الروس الذين يتذكرون حصار ستالينغراد سيفهمون. شارك معظم السوريين في الحرب. هذه قضية رئيسية للغاية. يمكننا الذهاب إلى هناك، يمكننا أن ننظر إلى هؤلاء الجنود السوريين والجنود الروس، إلى الأطفال الصغار الذين قطعت أرجلهم في الانفجارات وإلى النساء اللواتي عانين مع عائلاتهن بشكل رهيب، يمكننا أن نذهب إلى القرى حيث قتل كل الرجال دفاعا عن الوطن. ولكن ما يمنعنا من أن نكون مجرد سائحين يتعاطفون، هو أن المشكلة في ذلك الجزء من العالم يحوي الكثير من السياح المتعاطفين. الضعف الكبير لدى السوريين هو أنهم ليس لديهم مجتمع مدني نابض بالحياة.
إذا نظرنا إلى اليمن، فجرائم الحرب التي يعتقد الغرب أن المملكة العربية السعودية قد ارتكبتها، هي جرائم لا توصف بالمقارنة مع سوريا. شاهدنا في ذلك اليوم، أن قوات حلف شمال الأطلسي من استراليا وبريطانيا والدنمرك وعدد قليل من الدول الأخرى قتلت في مذبحة واحدة أكثر من 100 جندي سوري، قتلوا بصورة غير مشروعة من قبل القوات الغربية. ليست هناك أية دلالة أنه كان حادثا غير مقصود. الوضع على الأرض هو أن الجيش السوري صامد، إنها حقا معجزة. إلى جانب الجيش السوري هناك قوى الدفاع الروسية وحزب الله وإيران وآخرون. ومع ذلك فهذه القوى ليست كافية لكسب هذه الحرب والسماح للحضارة بإعادة تأكيد نفسها.
المشكلة الرئيسية التي أراها هي أن السوريين والفلسطينيين واليمنيين، تم تقسيمهم إلى مجتمعات صغيرة، فهم يشبهون إلى حد كبير الناس ما قبل الحرب في روسيا. لديك جيوب متميزة، ولكن ليس لديك شعور بالتميز في المجتمع المدني. لذلك، لم يسمع حقا صوت السوريين بشكل عال كما يجب أن يكون.
دعونا ننظر فقط إلى ما يحدث: القتل هو جريمة حرب وفقا للقانون الروسي، أكثر من مائة جندي سوري قد قتلوا. تخيل لو أن جنديا روسيا أو سوريا قتل مئات الأميركيين أو مئات الاستراليين، على الرغم من أن أيا منهم غير موجود في سورية بشكل قانوني. الجيش القانوني الوحيد في سوريا هم أولئك الذين تمت دعوتهم بشكل قانوني من قبل الحكومة السورية. ولكن إذا قتل أي أميركي، فإن الدنيا ستقوم ولا تقعد.
لذلك، أين نحن؟ لدينا حرب ساخنة وحرب باردة. الجيش السوري ما زال متماسكا بشجاعة مع حلفائه البواسل، ولكن المشكلة هي أن المجتمع المدني، الذي يشكل صوت الحضارة التي يجب أن يرافق الجيش السوري وحلفائه، غير موجود هناك.
انطباعات المفكر الكاثوليكي والناشط الدكتور ديكلان هايز بعد زيارته سوريا. خاص لموقع كاتيخون