هل سيدعو ثلاثي الأستانة الولايات المتحدة للمشاركة ؟
حسمت موسكو بقوة أمس السجالات السياسية التي شهدتها التحضيرات لمحادثات أستانا بين الحكومة السورية والمعارضة المزمع عقدها في 23 الجاري أمس ولاسيما من ناحية المدعوين بتأكيد أن الدعوات تتم عبر الإعلان الروسي التركي الإيراني المشترك «لا غيره» على حين لم تحسم ميليشيات المعارضة المسلحة قرارها بالمشاركة.
فبعد أن أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن تركيا وروسيا ستدعوان الولايات المتحدة للمشاركة في أستانا، علماً أنها تعقد بعد ثلاثة أيام من تسلم دونالد ترامب مقاليد السلطة في واشنطن، رد مصدر روسي على المسؤول التركي بالقول: «إن المباحثات حول شكل اللقاء في أستانا لم تنته بعد والعمل عليه حالياً في ذروته، لذلك فإن الإدلاء بأية تصريحات بخصوص المشاركين فيه أمر غير مناسب».
وطلب جاويش أوغلو من واشنطن دعوة تنظيم داعش إلى مفاوضات حل الأزمة السورية، ردا على دعوة واشنطن لإشراك حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي!
في غضون ذلك كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن روسيا وجهت دعوة لإدارة ترامب للمشاركة في مفاوضات أستانا، عبر السفير الروسي لدى واشنطن سيرغي كيسلياك، خلال مكالمة هاتفية مع مستشار ترامب للأمن القومي مايكل فلين أواخر الشهر الماضي، إلا أنها أشارت إلى أن فلين لم يحدد موقف الإدارة من الدعوة أثناء الاتصال، وهو ما دفع الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى الحذر وقال: لا أستطيع القول حتى الآن أي شيء بشأن المشاركة الأميركية المحتملة في محادثات أستانا».
في الغضون، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والسفير السوري لدى روسيا رياض حداد الاستعدادات لمحادثات أستانا، وحسب بيان صادر عن الخارجية الروسية، أعرب الجانبان «عن رضاهما عن خلق نظام وقف إطلاق النار، فرصاً لازمة لتخفيف الوضع الإنساني في سورية، والجهود الرامية إلى تمرير الحل السياسي بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254»، دون أي ذكر لبيان جنيف.
كما بحث بوغدانوف مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري، ونائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، التحضيرات الجارية لمحادثات أستانا.
وأوضح بيان للخارجية الروسية أن مسؤولي الدول الثلاث أقروا بإمكانية إحلال السلام الدائم في سورية من خلال محادثات أستانا، متفقين على وجود فرصة للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب عبر هذه المحادثات أيضاً.
وبالرغم من أن المتحدث باسم ميليشيا «الجيش الحر» المقدم الفار فارس بيوش أكد في حديث تلفزيوني من الحدود السورية التركية أن «القرار بالمشاركة في أستانا لم يتخذ بعد من قبل المعارضة»، معتبراً «أن مثل هذا القرار ليس من السهل اتخاذه وهو يحتاج لدراسات معمقة، وأنه بعد خمسة أيام من النقاش في أنقرة لم يتمكنوا من التوصل لقرار المشاركة بعد»، وذلك بعدما أوردت شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية أن المعارضة «وافقت على المشاركة في محادثات بالعاصمة الكازاخية أستانا بعد ضغط تركيا للتخلي عن شرط وقف كل العمليات العسكرية لبدء المحادثات». إلا أن التوقعات تشير إلى أن الفصائل المسلحة المحسوبة على تركيا ستشارك في محادثات الأستانة بضغط من تركيا التي تعهدت أمام موسكو بالسعي لانجاح الاتفاق وإحلال السلام في سوريا، وكانت تركيا ساعدت في خروج المسلحين من أحياء شرق حلب الشهر الماضي وهذا ما سرع من دخول الجيش السوري إلى هذه الأحياء وتطهيرها من المسلحين.