أوباما يتعمد إذلال اليابانيين

يزور الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم 27 مايو/أيار، النصب التذكاري لضحايا القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما. ومن المفترض أن تتم الزيارة، يصحبة ثلاثة ناجين يابانيين في المأساة. وشهدت اليابان احتجاجات ضد زيارة أوباما لهيروشيما. ولا ينوي الرئيس الأمريكي الاعتذار عن القصف الوحشي الذي قتل 140 ألف مواطن ياباني، معظمهم من المدنيين.

الهدف الحقيقي من قصف هيروشيما

كان الهدف من قصف هيروشيما وناغازاكي في أغسطس/آب 1945، استعراض قوة الأسلحة الأمريكية الجديدة، "القنابل النووية"، بهدف ترسيخ مكانة الولايات المتحدة الرائدة في عالم ما بعد الحرب. ولم يكن الغرض الرئيسي من القصف كسر مقاومة اليابان، التي كانت بالفعل في ذلك الوقت قريبة من الاستسلام، بل تخويف المنافس الرئيسي لها في أوراسيا - روسيا السوفياتية.

ازدواجية المعايير

رفض أوباما الاعتذار عن هيروشيما، يعد عملا من أعمال الغطرسة الأمريكية تجاه اليابان، البلد الذي لا يزال يعاني من سيادة محدودة، وتبعية للولايات المتحدة. وبهذا، تثبت واشنطن أن سياستها الدولية، تمارس منطق المعايير المزدوجة ولا تنوي الاعتذار عن ارتكاب أفظع الجرائم.

عنصرية بحتة

العنصرية الحضارية الأمريكية تجاه اليابانيين، تتضح بثقتهم بأنهم كحملة الديمقراطية، يسمح لهم بمواصلة جرائم الجيش الامريكي تجاه اليابانيين في أوكيناوا، حيث القواعد العسكرية الأمريكية. فقد قام موظف في القاعدة الأمريكية بقتل فتاة يابانية شابة، وتم اعتقاله الاسبوع الماضي. وهذا تسبب بموجة جديدة من الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة في البلاد. ظهور أوباما في هيروشيما، دون نية الإعتذار، يهدف فقط لإذلال اليابان مرة أخرى.

اليابان معدوم السيادة

كان لقاء رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الامريكي باراك اوباما في قمة G7 على هذه الخلفية باردا جدا. اليابان مضطرة للإلتزام بالضغوط الأمريكية، خصوصا في مسألة العقوبات ضد روسيا. في الوقت الذي بدأت فيه طوكيو الاقتراب من روسيا، أصبحت العديد من المشاريع المهمة ومسألة مدى إمكانية اليابان على الاتفاق موضع تساؤل. روسيا ستتساءل حتما اذا كان من المنطقي أن تتفق على شيء مع هذا البلد الذي لا يتخذ قرارات مستقلة؟ ومع ذلك، سلوك رئيس الوزراء الياباني يظهر أنه في حالة ضعف الولايات المتحدة، فإن اليابان هي واحدة من أول الدول التي ستتخلى عن سيدها السابق.