روسيا تبدأ هجوما جديدا في سوريا

تستأنف القوات العسكرية الفضائية الروسية اليوم 25 مايو/أيار، العملية العسكرية واسعة النطاق في سوريا. صرح بهذا في وقت سابق، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. وفي الواقع، هذا يعني الانهيار النهائي للهدنة المتفق عليها في ديسمبر/اكنون الأول 2015 بين روسيا والولايات المتحدة.

أسباب انهيار المفاوضات

كان السبب الرئيسي لاستئناف الأعمال العسكرية من جانب روسيا، انهيار المفاوضات في جنيف، بسبب الممثلين عن المتمردين، المدعومين من المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة. وقد طرح المتشددون شروطا غير مقبولة، مطالبين باستقالة بشار الأسد ورفضوا الجلوس على طاولة المفاوضات مع ممثلي مجموعات المعارضة الأخرى الموالية لروسيا. وكانت أكبر هياكل المتمردين (التي تشكلت من الأعضاء السابقين في تنظيم "القاعدة")، "أحرار الشام" و"جيش الاسلام" قد تخلت عن الهدنة منذ أكثر من شهر، وشنت حربا ضد دمشق الرسمية. وفي منطقة حلب لم تتوقف الأعمال العدائية.

الولايات المتحدة تخرج من الهدنة

استغلت الولايات المتحدة الهدنة، لتعزيز هياكل المتمردين وانقاذهم من الهزيمة. وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية استعدادها تقديم تنازلات، بما في ذلك إبقاء الرئيس الحالي لسوريا في السلطة. عشية استئناف الهجوم الروسي، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ماكل تونر، بموقف مختلف، يتطابق مع موقف القيادة السعودية وعصابات المتشددين في سوريا: الأولوية ليست للسلام، بل لإسقاط بشار الأسد.

التوقعات

في سياق عملية السلام المتوقفة بسبب التناقضات، بين روسيا وإيران والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر، السبيل الوحيد لحل الصراع هو الحرب. ومع ذلك، حتى الآن، ليس لدى أي جانب هامش كاف من القوة لتحقيق الفوز. الجيش السوري منهك وعلى النقيض من المتمردين، لا يتم تزويده بالمرتزقة من جميع أنحاء العالم العربي. كما أن الألوية الإيرانية و"حزب الله" المقاتلين في سوريا يعانون أيضا من قلة الموارد البشرية والمادية. كما أن المتمردون منقسمون بسبب التناقضات الداخلية والتنافس من قوى خارجية للسيطرة على تصرفاتهم وهذا لا يسمح لهم بتحقيق نجاح حاسم. الدور الذي لعبه عامل "داعش"، شتت قوة الطرفين.
ترفض الولايات المتحدة تنسيق أنشطتها في سوريا مع الجانب الروسي. الأمريكيون يدعمون قوات المعارضة والأكراد السوريين، وفي الوقت نفسه، هم يقودون بالفعل هجوما على عاصمة "الدولة الإسلامية" مدينة الرقة . كما يشن الجيش السوري غارات على الرقة، وروسيا مستعدة للمساعدة في الهجوم. موقف الأمريكيين يظهر أنهم لا يسعون إلى تدمير "داعش"، وهذا يبرز في رفضهم الدعم الروسي.