تيران وصنافير مصرية.. الرياض غاضبة والمصالحة مؤجلة
كشفت مصادر سياسية مصرية عن أن دولة الإمارات لم تتمكن من تحقيق وساطة صعبة بين مصر والسعودية، بعد أن غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي الإمارات قبيل ساعات من وصول الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى أبو ظبي، بعد أن كانت وسائل إعلام مصرية رسمية قد روجت لعقد قمة ثلاثية في الإمارات.
وغداة عودة السيسي إلى القاهرة، أوصى تقرير قضائي مصري، برفض الطعن المقام من الحكومة وتأييد الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية، والتي أقرت القاهرة بموجبها بأحقية المملكة في جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين في البحر الأحمر.
وقال مصدر قضائي، يوم الاثنين، إن "الدائرة الأولى لهيئة مفوضي الدولة (هيئة قضائية استشارية) في المحكمة الإدارية العليا أوصت برفض الطعن المقام من الحكومة وتأييد الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية".
ولم يقدم المصدر مزيدا من التفاصيل حول حيثيات القرار الذي يعد استشاريا للمحكمة ولا تتقيد به، ولكنه يتزامن مع توتر في العلاقات بين القاهرة والرياض.
وقال محللون في مصر إن القاهرة تؤكد على أهمية مكانة الإمارات رغم فشل جهودها عند السعودية، في إشارة إلى عمق التوتر في العلاقات بين القاهرة والرياض.
واعتبروا أن الغضب السعودي شديد من موقف معلن من السيسي اعتبر مؤيدا للنظام السوري، وتوجيه انتقادات منه إلى موقف السعودية بشأن وجود قوات مسلحة اعتبرها "إرهابية" في العالم العربي.
واعتبرت المصادر أن الخلافات العميقة بين البلدين تشير إلى أن القاهرة لم تقدم أي تغيير تجاه هذه القضية سواء في سوريا أو أي بلد آخر.
وكانت تقارير مصرية روجت لإمكانية عقد القمة المصرية – السعودية، وبمشاركة من الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، مشيرة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قرر تمديد زيارته ليوم ثالث، حيث كان قد أعلن أن الزيارة سوف تستمر لمدة يومين فقط. وكانت كافة الترجيحات تذهب إلى أن الأمر لن يقتصر فقط على تصفية الخلافات المصرية – السعودية، بل قد يشمل تصفية أوسع للخلافات العربية، لكن جملة التطورات التي شهدتها أبوظبي، غيرت دفة الترتيبات التي كانت جارية منذ بضعة أسابيع للتقريب بين مصر والسعودية.
وقال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في حوار في برنامج "على مسؤوليتي"، المذاع على فضائية "صدى البلد"، إن هناك حالة من العتب بين المملكة العربية السعودية ومصر، مشيرا إلى أنه لا يعرف أسباب هذا العتاب بين البلدين، ولكنه على يقين من أنه سينطوي قريبا، وأنه خلال زيارته للملك سلمان لم يتطرق لهذا الموضوع، ولكنه تحدث عن عشقه لمصر وتحدث وكأنه مصري، وبالتالي تجد المشاعر نفسها مع القيادة المصرية.
وأضاف أبو الغيط أنه قد يتدخل بعض الشركاء للدولتين من ذوي التأثير، أو قد تتدخل مصالح كل دولة لإنهاء هذه الأزمة، منوها بأن الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، والشيخ عبد الله بن زايد، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، يلعبون دورا كبيرا في محاولة لم الشمل المصري السعودي. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه في غياب المملكة السعودية ومصر فإن الجامعة العربية تكون ضعيفة وواهنة للغاية.
يُذكر أن الخلاف السياسي بين مصر والسعودية، حول الملفات الإقليمية، ظهر للعلن، مع إعلان الرياض استياءها من تصويت القاهرة في مجلس الأمن لمصلحة مشروع قرار روسي تعترض عليه الرياض، وما تلى ذلك من وقف شركة أرامكو السعودية إمدادات البترول إلى مصر، إضافة إلى التنسيق بين الحكومتين المصرية والسورية.