الدفاع الروسية تجهز ردا للأمريكيين وتحذرهم من عواقب مهاجمة مواقع سورية
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها ستعتبر أي ضربة على المناطق الخاضعة للجيش السوري تهديدا على العسكريين الروس في سوريا، مهددة باستخدام منظومتي "إس-400" و"إس-300" في حميميم وطرطوس للرد على الهجمات.
وقال اللواء إيغور كوناشينكوف، الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، في مؤتمر صحفي عقد الخميس، 6 أكتوبر/تشرين الأول، إن "غالبية ضباط المركز الروسي الخاص بتنسيق المصالحة بين الأطراف المتناحرة يعملون في الوقت الراهن على الأرض"، موضحا أنهم "يقومون بإيصال المساعدات الإنسانية (إلى المناطق المنكوبة) وإجراء مفاوضات مع زعماء البلدات والمجموعات المسلحة في معظم المحافظات السورية".
وأضاف المسؤول، "ولهذا السبب، ستشكل أية ضربات صاروخية أو جوية موجهة إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية تهديدا بالنسبة إلى العسكريين الروس".
وكانت بعض وسائل الإعلام الغربية قد نشرت معلومات تشير إلى بحث الإدارة الأمريكية احتمال توجيه ضربات إلى مواقع الجيش السوري، وبهذا الصدد أشار كوناشينكوف إلى أن "التاريخ يظهر أن مثل هذه التسريبات غالبا ما تشكل مقدمة للعمليات الحقيقية".
وأضاف إن القلق الأكبر تثيره المعلومات التي تقول إن "هذه الاستفزازات يبادر إليها الموظفون في وكالة الاستخبارات المركزية والبنتاغون، الذين قدموا للرئيس الأمريكي في شهر سبتمبر تقارير قالوا فيها إن مسلحي المعارضة يخضعون لسيطرة (الولايات المتحدة)، واليوم هم الذين يدفعون نحو تكثيف التحركات العسكرية في سوريا".
ونصح اللواء الروسي "الزملاء في واشنطن بتحليل التداعيات المحتملة لتحقيق مثل هذه المخططات بشكل دقيق جدا". مذكرا بأن القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس تحميهما منظومات "إس-400" و"إس-300" للدفاع الجوي، مشيرا إلى أن "مدى عملها قد يصبح مفاجأة بالنسبة لأية أجسام طائرة مجهولة".
وأشار المتحدث بسام وزارة الدفاع الروسية إلى أنه "لن يكون هناك، على الأرجح، وقت أمام المنظومات الروسية للدفاع الجوي لتحديد المسار الدقيق لتحليق الصواريخ وهوية حاملاتها، عبر قنوات اتصال مباشر" في حال تعرضت مواقع الجيش السوري لضربات جديدة.
كما لفت كوناشينكوف إلى أن الجيش السوري يمتلك أيضا منظومات فعالة للدفاع الجوي مثل "إس-200" و"بوك"، التي خضعت سابقا لعمليات صيانة.
وفي ختام كلمته، أكد كوناشينكوف أن روسيا اتخذت، على خلفية شن طائرات التحالف الدولي ضربة جوية على القوات السورية في دير الزور في 17 سبتمبر/أيلول، "كل الإجراءات الضرورية لمنع تكرار مثل هذه الأخطاء بحق العسكريين الروس والمنشآت الروسية في سوريا".
وبهذا الصدد، صرح النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد الروسي، فرانتس كلينتسيفيتش لصحيفة "إيزفيستيا"، أن روسيا قد تزيد من دعمها الحربي للقوات الحكومية السورية، ردا على العمليات المحتملة من جانب العسكريين الأمريكيين بعد وقف المفاوضات بشأن سوريا.
وأوضح المسؤول رفيع المستوى في الدوائر العسكرية الدبلوماسية للصحيفة أن وزارة الدفاع الروسية أعدت خططا متكاملة تتضمن إجراءات عسكرية–سياسية داخل سوريا وخارجها، حيث تستعد الولايات المتحدة، وفقا للخبراء، لزيادة توريد الأسلحة لفصائل المعارضة السورية.
وقال كلينتسيفيتش: "سنضع دبلوماسيتنا في مواجهة الخطة "باء" الأمريكية، وعند الضرورة، يمكننا تعزيز دعمنا العسكري للقوات السورية. كما أن لهيئة الأركان العامة خططا خاصة لمواجهة الإرهابيين، الذين سيولون اهتمامهم لقواعدنا في سوريا، أكثر من اهتمامهم بالقوات السورية".
وأكد السيناتور الروسي أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين بشأن قرار موسكو ودمشق "انتهاج طريق الحرب" هي إشارة للإرهابيين لتفعيل نشاطهم والاعتماد على دعمهم.
وبحسب مصدر مطلع في وزارة الدفاع الروسية، فإن العسكريين الروس كما يبدو مستعدون لتطور الأحداث بهذا الشكل، حيث وُضعت خطط عسكرية متكاملة وإجراءات سياسية–عسكرية في حال خروج الولايات المتحدة من المفاوضات بشأن سوريا والعمل بما يسمى الخطة "باء"، والتي يحتمل أنها تتضمن زيادة المساعدات المقدمة إلى القوى المعارضة للنظام السوري.
ووفق قوله، إضافة إلى زيادة الوحدات العسكرية الروسية في سوريا، تضع موسكو مجموعة تدابير عسكرية–سياسية داخل وخارج الحدود السورية. مؤكدا أن الأوان لم يحن لكشف تفاصيل هذه الخطوات.
وبرأي الخبراء، أهم ما تتضمنه الخطة "باء" الأمريكية، هو زيادة توريدات الأسلحة لما يسمى بـ"المعارضة المعتدلة". ولا يستبعد الخبير في منتدى "فالداي"، ورئيس المجموعة العلمية التنفيذية لمعهد بحوث السلام في فرانكفورت هانس–يواخيم شبانغر، ازدياد ضغط "صقور" الولايات المتحدة في الأوضاع الحالية وبعد فشل الجهود الدبلوماسية.
ويقول الخبير الألماني إن إدارة أوباما ووزير الخارجية جون كيري متحفظان جدا على فكرة التدخل عسكريا في الشأن السوري، التي دافع عنها الكونغرس والأجهزة الخاصة. وأضاف: "لا أعتقد أنهم سيهاجمون مواقع القوات الحكومية من الجو، ولكن احتمال توريد الأسلحة للمعارضة وارد جدا. وبإمكان الولايات المتحدة اتخاذ خطوات محددة تناقَش منذ فترة، مثل توريد أسلحة دفاع جوي محمولة إلى بعض فصائل المعارضة".
من جانبه، قال خبير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيا مكسيم شيبوفالينكو إن روسيا قد تتخذ إجراءات إضافية لتعزيز منظومات الدفاع الجوية ونشر وسائل ومعدات الحرب الإلكترونية.
وأضاف شيبوفالينكو أن روسيا في المرحلة الأولى يمكن أن تعزز القوات الجو–فضائية في سوريا وزيادة نطاق عمل وسائل الدفاع الجوي ومعدات الحرب الإلكترونية، وتزويد القوات السورية بطائرات ومدافع إضافية، ثم الاهتمام لاحقا ببعث الجيش السوري.
وبحسب رأيه، إن نشر منظومات "إس–400" و"إس–300 في 4" في سوريا كاف لحماية طائرات القوة الجوية السورية. وإضافة إلى هذا، تملك روسيا ما يكفي من المعدات لتوريدها إلى سوريا مثل المدافع ذاتية الحركة.
وأضاف أن المهارة في تنفيذ العمليات الحربية تكون أحيانا أهم من الأسلحة. فالقوات السورية تقلصت إلى النصف تقريبا، وتعاني نقصا في الضباط، وهذا أحد أسباب عدم وجود انتصارات على الأرض على الرغم من التغطية الجوية التي تقدمها طائرات القوة الجو–فضائية الروسية لها. وهذا يتطلب إنشاء أكاديمية عسكرية في سوريا لإعداد الضباط ورفع الكفاءة القتالية لدى ضباط الحلقة الوسطى.مؤكدا أن "الجيش المهني فقط يمكنه تغيير مسار الحرب، وهذا الجيش سيكون العمود الفقري للدولة السورية الجديدة".
المصدر: وزارة الدفاع الروسية، "ازفيستيا"، وكالات