ثمانية أعوام على الحرب الروسية الجورجية

08.08.2016

في 8 أغسطس/آب 2008، شن نظام ميخائيل ساكاشفيلي في جورجيا، عدوانا عسكريا ضد أوسيتيا الجنوبية.

حرب بالوكالة ضد روسيا

من الناحية الجغرافية، كان الصراع موجها ضد روسيا. إذ أسفر القصف الجورجي لمدينة تسخينفال عن مقتل عناصر من قوات حفظ السلام والمدنيين الروس. وبالإضافة إلى ذلك، إزداد التوتر السياسي في أوسيتيا الشمالية وفي جمهوريات شمال القوقاز الأخرى.
توقيت الهجوم لم يكن اختيارا عشوائيا- في ذلك الوقت، كانت تجري دورة الالعاب الاولمبية في بكين، وفي حفل الافتتاح، تواجدت القيادة الروسية.
وكما اتضح من التحقيقات بعد الحرب، استعد الجانب الجورجي لفترة طويلة بمساعدة الغرب للعملية، التي كانت تسمى "الحقل النظيف" - في إشارة إلى التدمير الكامل لسكان أوسيتيا.
بالإضافة إلى أوسيتيا الجنوبية كان من المخطط تنفيذ عملية عسكرية ضد أبخازيا.

ما قبل الحرب

انفصلت أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عن جورجيا بعد الحرب الأهلية 1991-1993. في عهد نظام غامساخورديا، الذي انتهج سياسة التطهير العرقي.
وبما أن مناطق أوسيتيا وأبخازيا انفصلت عن جورجيا، تم تنفيذ التدابير القمعية المشددة في البلاد تجاه مناطق أخرى. وبعد وصول ساكاشفيلي إلى السلطة عبر الثورات الملونة في العام 2003، تمت مركزة السياسية في نهاية المطاف في كل البلاد.
قبل الهجوم الجورجي، تواجدت المناطق المستهدفة تحت حماية نظام وقف إطلاق النار. ومع ذلك، وصفت تبليسي السبب الرسمي للتدخل العسكري بـ"هجمات الانفصاليين المسلحين".
زبعد اندلاع الحرب، وصف ثائد قوات حفظ السلام الجورجية ماموكا كوراشفيلي الإجراءات في أوسيتيا الجنوبية، بأنها "عملية استعادة النظام الدستوري".
في التاسع من أغسطس/آب، وافق البرلمان الجورجي بالاجماع على المرسوم الذي أصدره الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي، والذي يعلن الأحكام العرفية والتعبئة الشاملة لمدة 15 يوما. وقد برر نص المرسوم فرض الأحكام العرفية بضرورة "منع زعزعة الاستقرار في المنطقة، والهجمات المسلحة على المدنيين وحوادث العنف، من أجل حماية حقوق الإنسان والحريات".

الرد الروسي

أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن إنطلاق عملية "اجبار جورجيا على السلام" في 9 أغسطس/آب. ودخلت قافلة من القوات الروسية إلى إقليم أوسيتيا الجنوبية عبر الحدود الروسية. وقبل 10 أغسطس/آب، أحكمت القوات الروسية السيطرة الكاملة على تسخينفال.
جزء من القوات تابع التقدم على أراضي جورجيا. وقصف الطيران الروسي المطارات العسكرية في جورجيا. وفي البحر الأسود، جرى قتال بين سفن روسيا وجورجيا.

الآثار

استمر القتال حتى 12 أغسطس/آب. ومن 14-16 أغسطس/آب، وقع رؤساء أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وجورجيا وروسيا على خطة لإحلال السلام.
في أوسيتيا الجنوبية،  قتل 1694 شخصا، من بينهم 32 جنديا وموظفا في وزارة الداخلية. بلغت الخسائر العسكرية الروسية 74 قتيلا، 19 في عداد المفقودين، 171 جريحا. في حين سجلت خسائر جورجيا - 215 قتيلا، و70 في عداد المفقودين واصيب 1469.
في 26 أغسطس/آب، اعترفت روسيا رسميا بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا كدولتين مستقلتين. وفي يوم 2 سبتمبر/أيلول، قطعت جورجيا علاقاتها الدبلوماسية مع روسيا. ما عثر عملية انضمام جورجيا الى حلف شمال الاطلسي.

حرب المعلومات

قبل وأثناء وبعد الحرب التي استمرت خمسة ايام، تم شن حملة دعائية واسعة النطاق في وسائل الإعلام الغربية، وكان الهدف منها تشويه سمعة تصرفات روسيا وتبرير سلوك ساكاشفيلي.
وفي وقت لاحق، اتضح أن غالبية تصريحات ساكاشفيلي لا تتفق مع الواقع، وبعض وسائل الإعلام الغربية شوهت بتعمد المعلومات. أيضا، نظمت في مختلف البلدان تظاهرات واحتجاجات.