أرمينيا تحتج لدى إسرائيل: طائراتكم تقتلنا في قره باغ!
قدمت أرمينيا احتجاجاً رسمياً لإسرائيل لتزويدها الجيش الأذري بالسلاح. وجاء هذا الاحتجاج أساساً على خلفية ما نُشر مؤخراً من أن طائرة انتحارية من دون طيار إسرائيلية الصنع قتلت سبعة مقاتلين أرمن في منطقة ناغورنو قره باخ المطالبة بالاستقلال عن أذربيجان. وكانت الخارجية الإسرائيلية قد رفضت التعليق على أنباء متعلقة بهذه الطائرة أو إبداء موقف حيال ما يجري من اقتتال هناك.
وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن أرمينيا قدمت الأسبوع الماضي لإسرائيل احتجاجاً شديد اللهجة على خلفية تقرير أفاد باستخدام الجيش الأذري طائرة انتحارية من دون طيار من إنتاج إسرائيلي لمهاجمة قافلة أرمنية أثناء المعارك التي استؤنفت في الأسبوع الأخير في الجيب الأرمني المطالب بالانفصال. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى تأكيده أن الأرمن احتجوا على تزويد إسرائيل لأذربيجان بالسلاح وعلى استخدام هذا السلاح ضد الأرمن.
وكانت الصدامات قد تجددت الأسبوع الماضي في ناغورنو قره باخ بين قوات من الجيشين الأذري والأرمني. وتعتبر الجولة الأخيرة واحدة من الجولات الأشد خطورة في هذه المنطقة منذ انتهاء الحرب.
وقبل أيام، نُشر شريط فيديو من منطقة المعارك ظهرت فيه طائرة من دون طيار من طراز «هاروب» الذي تنتجه الصناعات الجوية الإسرائيلية. وتعتبر هذه الطائرة انتحارية تحمل متفجرات، وتتوجه نحو الهدف لتصطدم به وتتفجر عليه. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمنية إن إحدى الطائرات من دون طيار تفجرت على حافلة، وقتلت سبعة «متطوعين أرمن كانوا في طريقهم إلى منطقة القتال». يذكر أن الصناعات الجوية الإسرائيلية وقعت في العام 2012 مع أذربيجان على صفقة هائلة بقيمة 1.6 مليار دولار شملت أيضاً تسليم طائرات من دون طيار.
وخلال الأسبوع الماضي، وصل إلى تل أبيب سفير أرمينيا في مصر، أرمان مالكونيان، الذي يخدم أيضاً كسفير لبلاده في إسرائيل. وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن مالكونيان اجتمع إلى مدير شعبة أوروبا - آسيا في وزارة الخارجية، وسلّمه رسالة احتجاج رسمية وشديدة اللهجة بسبب حادثة الطائرة من دون طيار الانتحارية، وبسبب تزويد أذربيجان بالسلاح الإسرائيلي. وشدد السفير الأرمني على أن بلاده تنتظر ألا تزود إسرائيل أذربيجان بأسلحة تستخدم ضد أرمينيا.
ورفض السفير الأرمني أن يقدم لـ «هآرتس»، التي تواصلت معه، أية معلومات عن فحوى حواراته في إسرائيل، لكنه لم ينف المعلومات الواردة في النبأ. وأشار إلى أنه وصل إسرائيل في زيارة عمل روتينية، وليس بوسعه تقديم معلومات للصحافة عن الاتصالات الديبلوماسية التي أجراها مع وزارة الخارجية الإسرائيلية. كما رفض المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، عمانويل نحشون، أيضاً التعليق على النبأ، وتجنب إبداء أي موقف بشأن المعارك الجارية حالياً في ناغورنو قره باخ.
واعتبر المراسل السياسي لـ «هآرتس»، باراك رابيد، أن الصمت العلني لإسرائيل بشأن معارك ناغورنو قره باخ ظهر واضحاً في ضوء واقع تزويد إسرائيل لأذربيجان بالكثير من الأسلحة. ولكن حكومة باكو هي الأخرى احتجت على الموقف الإسرائيلي الصامت. فقد أبلغ المستشار السياسي للرئيس الأذري، علي حسانوف، صحيفة «جروزليم بوست» الأسبوع الماضي أن بلاده تنتظر من إسرائيل إبداء موقف واستخدام علاقاتها مع الولايات المتحدة للضغط على أرمينيا لوقف القتال والبدء بالتفاوض.
تجدر الإشارة إلى أن هناك تحالفاً استراتيجياً قديماً بين إسرائيل وأذربيجان. وترى «هآرتس» أن أسباب هذا التحالف تتمثل في واقع أن أذربيجان دولة علمانية مسلمة تقع إلى جوار إيران جغرافياً، وهذا يمنحها أهمية بالغة في نظر الإسرائيليين. وعدا ذلك، فإن أذربيجان من بين أكبر مصدري النفط لإسرائيل. وفي السنوات الماضية، صارت إسرائيل مزوداً رئيسياً للسلاح لأذربيجان.
وبحسب تقارير مختلفة، فإن إسرائيل باعت لأذربيجان في السنوات الأربع الماضية أسلحة بحوالي خمسة مليارات دولار. وفي أيلول 2014، زار وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون باكو، وتباحث مع قيادتها في توسيع التعاون الأمني بين الدولتين. وكانت الأسلحة الإسرائيلية لأذربيجان قد أثارت انتقادات حتى في إسرائيل نفسها بسبب اعتقاد بأنها تعزز الصراع حول ناغورنو قره باخ وتساعد أذربيجان في استئناف القتال ضد الأرمن.
جريدة "السفير