تجدد الاشتباكات في جنوب السودان ومجلس الامن يطلب مساعدة الدول المجاورة لوقف القتال
تجددت الاشتباكات وإطلاق النار في جوبا عاصمة جنوب السودان يوم الاثنين بعد يوم من دعوة مجلس الأمن الدولي الرئيس سلفا كير ونائب الرئيس ريك مشار لكبح جماح قواتهما ووقف العنف المستمر منذ أيام وأدى لمقتل العشرات.
ورأى شاهد من رويترز طائرتي هليكوبتر تحلقان وتطلقان النار فيما يبدو باتجاه المقرات السياسة والعسكرية لمشار. وقال سكان إن دبابات تجوب الشوارع. وقال مسؤول من الأمم المتحدة إن معارك عنيفة نشبت حول مقرات المنظمة مجددا.
وتشهد العاصمة قتالا بصورة يومية منذ اندلاع اشتباكات للمرة الأولى يوم الخميس بين الموالين لكير وأنصار مشار الذي قاد المتمردين خلال حرب أهلية استمرت عامين. وأثار تفجر القتال من جديد مخاوف من عودة الصراع الشامل.
ولم يتضح على الفور من يقود القتال أو من له الغلبة في المعارك. وأثار العنف مخاوف من أن كير ومشار قد لا يكون لهما سيطرة كاملة على قواتهما.
ولم يصدر أي تصريح رسمي يحدد عدد القتلى لكن خمسة جنود على الأقل قتلوا يوم الخميس وقال مصدر في وزارة الصحة إن 272 شخصا من بينهم 33 مدنيا قتلوا يوم الجمعة. وبعد فترة هدوء وجيزة يوم السبت بدا أن القتال الذي تجدد يوم الأحد أشد عنفا.
وقالت شانتال بيرسو المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة لرويترز عبر الهاتف "نحث على وقف للاقتتال ونأمل أن ينفذوا (القادة السياسيون) كل البنود العملية من اتفاق السلام."
وأضافت أن إطلاقا للنار وقع يوم الاثنين حول مقرات للأمم المتحدة في منطقة جبل في جوبا وأيضا حول قاعدة قرب المطار. وتعرضت قواعد الأمم المتحدة لإطلاق نار من أسلحة خفيفة وثقيلة يوم الأحد. وقتل صيني من أفراد قوات حفظ السلام.
وعبرت بعثة الأمم المتحدة عن غضبها البالغ من تجدد العنف في أحدث دولة في العالم التي أحيت الذكرى الخامسة لاستقلالها عن السودان الأسبوع الماضي. ولا يزال الناس في جنوب السودان يرزحون في الفقر وانخفض بشدة إنتاج النفط في البلاد وهو مصدر الدخل الرئيسي
مجلس الامن يطلب مساعدة الدول المجاورة لجنوب السودان لوقف القتال
طلب مجلس الامن الدولي الاحد من الدول المجاورة لجنوب السودان المساعدة في وقف القتال الدائر في هذا البلد وكذلك ايضا زيادة مساهمتها في قوات حفظ السلام الدولية.
وفي بيان صدر باجماع اعضائه الخمسة عشر اكد مجلس الامن انه "يدين بأشد العبارات" المعارك الدائرة منذ الخميس، مطالبا الرئيس سلفا كير وخصمه نائب الرئيس رياك مشار ب"القيام بكل ما بوسعهما للسيطرة على قوات كل منهما وانهاء المعارك بصورة عاجلة".
كما طالبهما بان "يلتزما بكل صدق بالتنفيذ الكامل والفوري لاتفاق السلام، بما في ذلك وقف إطلاق النار بشكل دائم واعادة انتشار القوات العسكرية من جوبا".
وحذر البيان طرفي النزاع من ان استهداف المدنيين وموظفي الامم المتحدة ومنشآتها يمكن ان يشكل جرائم حرب، داعيا الى محاسبة المرتكبين ومهددا بفرض عقوبات.
كما طلب المجلس من "دول المنطقة"، من دون ان يحددها، ومن مجلس الامن والسلم في الاتحاد الافريقي، ومن الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايغاد) "التباحث بحزم مع قادة جنوب السودان من اجل معالجة هذه الازمة".
واذ اكد المجلس انه "يعتزم تعزيز بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان (..) كي تتمكن من درء العنف والتصدي له بشكل افضل"، طلب من دول المنطقة "الاستعداد للمساهمة بجنود اضافيين" في قوات الامم المتحدة عند الحاجة.
وكانت الاشتباكات بين الطرفين بدات الخميس وتواصلت الجمعة حيث اوقعت نحو 150 قتيلا وسجلت الاحد اشتباكات بالاسلحة الثقيلة في جوبا.
ووجهت منظمة هيومن رايتس ووتش الانسانية الاحد انتقادات شديدة الى موقف مجلس الامن واتهمته باعتماد "استراتيجية خاسرة" في هذا البلد.
واصدرت مساعدة مدير المنظمة المسؤولة عن العلاقات مع مجلس الامن الدولي بيانا بهذا الصدد فيما كانت تجري مناقشات مغلقة دعا اليها المجلس اثر المعارك العنيفة التي شهدتها جوبا عاصمة جنوب السودان في الايام الاخيرة بين القوات الحكومية والمتمردين السابقين.
وجاء في البيان ان "مجلس الامن عول لفترة اطول مما ينبغي على حسن ارادة قادة جنوب السودان (...) ولوح بتهديدات فارغة بفرض حظر على الاسلحة وعقوبات فردية".
وتابعت كومار "ان احداث نهاية الاسبوع تثبت ان هذه الاستراتيجية الخاسرة فشلت".
المصدر: وكالات