البرلمان العراقي يفشل في حل أزمته السياسية
فشل البرلمان العراقي في التوصل الى نزع فتيل ازمة رئاسة مجلس النواب الثلاثاء خلال الجلسة الطارئة التي دعا اليها رئيس الجمهورية فؤاد معصوم.
وكان معصوم تقدم بمبادرة لحل ازمة المجلس من خلال جلسة استثنائية تطرح مسالة اقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري على التصويت.
وقال مصدر برلماني ان الفريق المؤيد للجبوري اعترض على اعتلاء عدنان الجنابي الرئيس المؤقت الذي انتخبه النواب المعتصمون منصة الرئاسة.
وسرعان ما بدأت كتل الاحزاب الكردية و"متحدون" التي تضم اطرافا سنية اضافة الى كتل "المواطن" بزعامة عمار الحكيم و"الفضيلة" و"بدر" الانسحاب من الجلسة، بحسب المصدر.
وقالت النائبة الا طالباني في مؤتمر صحافي بعد مغادرتها القاعة "نحن المجتمعون هنا، اتحاد القوى، والمواطن، وبدر، والتركمان، والمسيحيين، وكتلة الفضيلة، حضرنا بناء على دعوة رئيس الجمهورية لحل الازمة، وحماية الدستور".
واضافت "فوجئنا بان المعتصمين استمروا في اجندتهم، بدون نصاب واتخذوا قرارات لذا قررنا الانسحاب، من هذه الجلسة الطارئة".
واعتبرت ذاك بمثابة "ضرب للشراكة الوطنية، والعملية السياسية".
من جهته، قال النائب عن "متحدون" الكتلة السنية احمد المساري، "هذا انتهاك للشرعية، ومخالفة للدستور، لن نعود الا في حال عودة الشرعية".
وقال المصدر ان الجنابي افتتح الجلسة معلنا فتح باب التشريح للرئاسة وتاجيل الجلسة الى الخميس.
وقال النائب حيدر الكعبي احد النواب المعتصمين داخل البرلمان وهو من الفريق المعارض للجبوري، "النصاب اكتمل والجلسة افتتحها الرئيس المؤقت عدنان الجنابي وفتح باب الترشيح الخميس".
وكان مصدر في الرئاسة العراقية ان "الرئيس دعا الى انعقاد الجلسة الاستثنائية عند الساعة الثانية بعد ظهر الثلاثاء" (11,00 ت غ).
وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة من مبادرة الرئيس التي وصفها بانها "خارطة طريق لمعالجة ازمة رئاسة مجلس النواب".
وتتضمن المبادرة "انعقاد جلسة شاملة بحضور جميع الكتل في مجلس النواب يترأسها احد اعضاء المجلس بينما يجلس اعضاء هيئة الرئاسة في صفوف اعضاء المجلس".
وبحسب المبادرة يفسح "المجال للدكتور سليم الجبوري بالقاء كلمة ليبين وجهة نظره بما جرى وكيفية تجاوز الازمة الحالية، وبعدها يتم طرح امر الاقالة على التصويت".
واضاف "في حال اصرار المجلس على الاقالة يتم انتخاب هيئة رئاسة جديدة للمجلس". اما في حال "عدم الموافقة على الاقالة تستمر هيئة الرئاسة الحالية في ممارسة مهامها".
لكن نوابا صوتوا لاقالة الجبوري، يرفضون مقترح رئيس الجمهورية كونه يبحث في الاقالة.
وقالت النائبة زينب الطائي من التيار الصدري، وهي من المعتصمين، لفرانس برس "رفضنا خارطة الطريق التي قدمها رئيس الجمهورية لانها تريد العودة بنا الى المحاصصة".
واضافت ان المبادرة "تريد مناقشة موضوع الاقالة الذي انتهى".
كما قال النائب نيازي اوغلو وهو مقرر البرلمان واحد المعتصمين، "نرفض العودة الى النظر باقالة هيئة الرئاسة السابقة ".
واكد اوغلو "نريد المضي بانتخاب هيئة رئاسة جديدة لمجلس النواب".
وتابع انه يتعذر على الجبوري ونائبيه الشيخ همام حمودي وارام شيخ محمد القيام بمهامهم حول ادارة جلسة اليوم.
الا ان الجبوري وافق على حضور الجلسة والجلوس في صفوف النواب.
وقال مكتبه في بيان انه سيحضر "الجلسة بقلب مفتوح واستعدادٍ كامل للاجابة عن اي استفسارات بشان الازمة".
واكد الجبوري عدم وضع اي خطوط حمراء بمواجهة اي طرح خلال الجلسة، في اشارة الى مناقشة مسالة اقالته.
ويشهد العراق منذ عدة اسابيع ازمة سياسية سببها خلافات حول تشكيلة حكومية يسعى رئيس الوزراء حيدر العبادي الى ان تكون من التكنوقراط المستقلين والاكاديميين، بدلا من وزراء مرتبطين باحزاب المهيمنة على السلطة.
واشتدت حدة الازمة بعدما اقال عدد من النواب الجبوري اثر تعليقه جلسة كانت منعقدة الثلاثاء الماضي للتصويت على لائحة حكومة من 14 مرشحا قدمها العبادي بعد التفاوض عليها مع رؤساء الكتل السياسية.
وأدت هذه الخطوة الى تجميد عمل مجلس النواب وانقسام حاد بين الكتل السياسية بين مؤيد للاقالة ومعارض لها.
المصدر: أف ب