داعش يكثف من هجماته المضادة مع اقتراب القتال من الموصل

الثلاثاء, 25 أكتوبر, 2016 - 10:30

وسع تنظيم الدولة الإسلامية نطاق هجماته يوم الاثنين ضد قوات الجيش العراقي والقوات الكردية لتخفيف الضغط على مقاتليه الذين يواجهون هجوما في الموصل آخر معقل حضري كبير للتنظيم في العراق.
واستعيدت السيطرة على نحو 80 قرية وبلدة كانت في قبضة التنظيم في الأسبوع الأول من الهجوم الأمر الذي قرب القوات العراقية والكردية من مشارف المدينة ذاتها حيث ستكون المعركة هي الأعنف.
وقد تكون حملة الموصل التي تهدف لسحق الشطر العراقي من دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في الأراضي الخاضعة لسيطرته في العراق وسوريا أكبر معركة حتى الآن في 13 عاما من الاضطرابات التي بدأت بالغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003 وقد تتطلب عملية إغاثة إنسانية هائلة.
ووفقا للأمم المتحدة فلا يزال نحو 1.5 مليون شخص في المدينة وتشير أسوأ التصورات إلى أن ما يصل إلى مليون منهم قد يضطرون للنزوح. وتقول وكالات الإغاثة التابعة للمنظمة الدولية إن المعارك أجبرت نحو 7400 على النزوح عن ديارهم حتى الآن.
وفي سلسلة من الهجمات المضادة على أهداف بعيدة في أجزاء مختلفة من البلاد منذ يوم الجمعة هاجم متشددو الدولة الإسلامية مدينة كركوك المدينة الرئيسية المنتجة للنفط في شمال العراق وبلدة الرطبة التي تتحكم في الطريق من بغداد إلى الأردن وسوريا بالإضافة إلى سنجار وهي منطقة غربي الموصل تسكنها الأقلية اليزيدية.
وقال قائمقام قضاء سنجار محما خليل إن هجوم سنجار كان الأعنف في المنطقة في العام الأخير.
وذكر أن 15 متشددا قتلوا في المعركة التي استمرت ساعتين وأن عددا من مركباتهم دمرت بينما سقط مصابان في صفوف قوات البشمركة الكردية.
وقال تنظيم الدولة الإسلامية إنه جرى تدمير مركبتين للبشمركة وقتل كل من كانوا على متنهما.
وارتكب تنظيم الدولة الإسلامية بعضا من أبشع الأعمال الوحشية في سنجار عندما اجتاح المنطقة ذات الأغلبية اليزيدية قبل عامين فقتل الرجال وخطف الأطفال وسبى النساء. واستعاد مقاتلون أكراد المنطقة قبل عام.
هجوم في الرطبة
قالت مصادر أمنية يوم الثلاثاء إن مقاتلي تنظيم "داعش" وسعوا المنطقة الخاضعة لسيطرتهم في مدينة نائية بغرب العراق قرب الحدود مع سوريا والأردن ليبسطوا سيطرتهم على نصف المدينة بعد أن كانوا يسيطرون على ثلثها.
وهاجم المتشددون مدينة الرطبة يوم الأحد في محاولة لتخفيف الضغط على مدينة الموصل بشمال العراق حيث يصدون هجوما للجيش العراقي والمقاتلين الأكراد بدعم من التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة.
وقالت المصادر إن المتشددين وسعوا سيطرتهم على المنطقة في معارك أثناء الليل.
وأضافت أن الجيش العراقي والعشائر السنية لا تزال تسيطر على نصف المدينة عند المداخل ومن ناحية الطريق السريع الذي يربط بغداد والحدود الغربية.
وأوضحت المصادر أن الجيش يحضر تعزيزات.
وتقع الرطبة في محافظة الأنبار بغرب البلاد وكانت بؤرة للتمرد ضد الحكومة والقوات الأمريكية التي أطاحت بصدام حسين في 2003
* تدخل إقليمي
ويبلغ حجم القوات العراقية التي تهاجم الموصل 30 ألف فرد تساندها قوات خاصة أمريكية تحت غطاء جوي من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. ويقدر الجيش العراقي أن عدد المتشددين الذين يتحصنون بالمدينة يتراوح بين خمسة وستة آلاف فرد.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الكابتن جيف ديفيز إن قوات الأمن العراقية وقوات البشمركة تحرز "تقدما قويا" في تقدمها صوب الموصل لكنها تواجه مقاومة شرسة.
واستقطبت حملة الموصل أطرافا إقليميين وسلطت الضوء على كيف أصبح العراق شأنه شأن سوريا ساحة للنفوذ بين الأطراف المتنافسة - تركيا التي يحكمها السنة وحلفاؤها الخليجيون وإيران الشيعية والفصائل المسلحة الموالية لها.
وثمة خلاف بين تركيا والحكومة المركزية في العراق التي يهيمن عليها الشيعة بشأن وجود القوات التركية في معسكر بشمال العراق وهو ما لم تسمح به بغداد.
وتخشى أنقرة من أن يتم استخدام الفصائل الشيعية المسلحة في هجوم الموصل. وتواجه هذه الفصائل اتهامات بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين السنة في أماكن أخرى. وساهم الوجود التركي في العراق أيضا في إلهاب المشاعر الطائفية بين الشيعة.
ولعب الجيش التركي بالفعل دورا في المعركة وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن أربع طائرات تركية مقاتلة تنتظر على أهبة الاستعداد للمشاركة في العمليات الجوية.
ونفى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن يكون لتركيا دور في العملية. وقال في بيان "لا نريد قوة عسكرية تركية ولا صحة ادعاء الجانب التركي بالمشاركة في الحرب."
وتتكون منطقة نينوى المحيطة بالموصل من مزيج من المجموعات العرقية والدينية مثل العرب والتركمان والأكراد واليزيديين والمسيحيين والسنة والشيعة بينما يشكل العرب السنة الأغلبية العظمى منها.
*"خلافة" البغدادي
أعلن أبو بكر البغدادي من المسجد الكبير في الموصل خلافته في 2014. وخلال عام تراجع تنظيمه في العراق بعد أن فقد مدن تكريت والرمادي والفلوجة السنية.
وكان الجيش العراقي طرد الأسبوع الماضي المسلحين من المنطقة المسيحية الرئيسية إلى الشرق من الموصل وواصلت وحدة النخبة فيه وتعرف باسم جهاز مكافحة الإرهاب العمليات لتطهير المزيد من القرى منذ يوم السبت.
واستولت قوات جهاز مكافحة الإرهاب على مجموعة من القرى غربي بلدة برطلة المسيحية في هجوم في الصباح الباكر يوم الاثنين وتبعد الآن ستة كيلومترات إلى الشرق من الموصل.
وكانت المناطق التي استولت عليها خالية إلى حد كبير من السكان لكن مدنيين ربما يقطنون قريتي بازوايا وقوجالي اللتين تحدان الموصل.
وقال العميد الركن فالح فاضل جاسم إن الدولة الإسلامية استخدمت عبوات ناسفة محلية الصنع وقناصة في المناطق التي تم استعادتها يوم الاثنين مثلما فعلت في الكثير من المعارك السابقة.
وأضاف أن المسلحين حفروا شبكة من الأنفاق بطول عشرة كيلومترات أسفل‭‭‭ ‬‬‬برطلة حيث خزنوا الطعام والأسلحة لعرقلة الجيش. وأضاف "حاولوا عمل خطوط دفاعية حصينة لكنهم لم يستطيعوا."
وقال المكتب الصحفي التابع للجيش إن ما إجماليه 78 قرية وبلدة استعيدت في الفترة بين 17 أكتوبر تشرين الأول عندما بدأت عملية الموصل ومساء الأحد وإن أكثر من 770 من مقاتلي الدولة الإسلامية قتلوا.
وتقول الدولة الإسلامية إنها قتلت مئات المقاتلين من القوات المهاجمة وحالت دون تقدمهم.
وذكر مصدر عسكري فرنسي يوم الاثنين أن مئات من مقاتلي الدولة الإسلامية غادروا سوريا بهدف تعزيز معقلهم في شمال العراق. وأضاف المصدر "(في الأسابيع الأخيرة) شاهدنا تحركات من سوريا إلى الموصل."
وفي واشنطن قال المتحدث باسم البنتاجون ديفيز إن الدولة الإسلامية تستقدم مزيدا من التعزيزات من الخارج.
ويحاول الجيش التقدم من الجنوب والشرق بينما تسيطر قوات البشمركة الكردية على جبهات في الشرق والشمال.
وبعد هجوم الدولة الإسلامية يوم الجمعة في كركوك شن التنظيم المتشدد هجمات أخرى في سنجار والرطبة على بعد 360 كيلومترا غربي بغداد وقالت مصادر أمنية إن مسلحيه قتلوا سبعة من رجال الشرطة على الأقل.
وقالت المصادر إن وحدات الشرطة الاتحادية وصلت إلى الرطبة الليلة الماضية لتعزيز القوات المحلية. وتقدر المصادر أن 16 متشددا قتلوا حتى الآن. وقال تنظيم الدولة الإسلامية في بيان على الإنترنت إن عشرات من أفراد قوات الأمن والمقاتلين من رجال القبائل السنية الموالين للحكومة فروا من الرطبة.
المصدر: وكالات