ضربة موجعة لميركل بسبب سياسة الأبواب المفتوحة
دفعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ثمن سياسة الأبواب المفتوحة للاجئين، وتعرضت إلى خسارة جزئية موجعة في الانتخابات النيابية المحلية التي أجريت في ثلاث ولايات أمس. وخسر «الحزب المسيحي الديموقراطي» الذي تتزعمه مركل في ولاية بادن ـ فورتمبيرغ المرتبة الأولى بعد نيله 27.5 في المئة من الأصوات وتقدم «حزب الخضر» عليه وحصوله على 32 في المئة، تلاهما كل من الحزب «الاشتراكي» و «الليبرالي» و «البديل من أجل ألمانيا» المعادي للأجانب 12.5 في المئة.
ونجح حزب ميركل في الاحتفاظ بموقعه في ولاية ساكسن - أنهالت حيث حصد 29 في المئة من الأصوات، فيما مني «الاشتراكي» بهزيمة قاسية بعد نيله 11.5 في المئة من الأصوات في مقابل 23 في المئة لحزب «البديل» الذي حل في المرتبة الثانية في الولاية. كما تراجع «حزب اليسار» بصورة واضحة وحصل على 17 في المئة، فيما حصل «الحزب الليبيرالي» على 5 في المئة من الأصوات.
وفي ولاية راينلاند ـ بفالتس خسر حزب المستشارة أمام «الحزب الاشتراكي» الذي حصل على 37.5 في المئة في مقابل 32.5 لمنافسه «المسيحي الديموقراطي». وحصد حزب «البديل» المتطرف في الولاية التي يحكمها «الحزب الاشتراكي» منذ نحو 25 سنة 11 في المئة من الأصوات، فيما نال الحزب «الليبيرالي» و «حزب الخضر» 6 في المئة و5.5 في المئة على التوالي.
يذكر أنه قبل أزمة اللاجئين كانت مختلف الاستطلاعات تشير إلى أن حزب ميركل سيحتل المرتبة الأولى في الولايات الثلاث.
وعلى رغم أن «حزب البديل» المعادي للأجانب لن يتمكن من تغيير موازين القوى داخل برلمانات الولايات الثلاث، إلا أنه سيخلط التحالفات بصورة غير مرغوبة، كأن يضطر «المسيحي الديموقراطي» للانضمام الى حكومة يرأسها «الخضر» من أجل تأمين غالبية نيابية لن يتمكن «الاشتراكي» من ضمانها هذه المرة. ويتوقع ان يتكرر الأمر نفسه تقريباً في ولاية راينلاند ـ بفالتس بين الحزبين الرئيسيين: «الاشتراكي» و «المسيحي الديموقراطي» بسبب ضعف نتيجة «الخضر».
ويرى محللون ومراقبون أن ملف اللاجئين كان عاملاً حاسماً في توجهات الناخبين، لكنه لن يكون كافياً لزعزعة موقع المستشارة داخل حزبها الذي تمسك بها رغم انقسامه حالياً حول الموقف النهائي من قضية اللاجئين إلى جانب الشرخ الكبير الحاصل بين مركل وقيادة «الحزب المسيحي البافاري» الشقيق.
ونفى الاعلامي الألماني المعروف ميشائيل شبرنغر إمكان استقالة مركل حتى ولو أتت النتائج وخيمة لها ولحزبها، لافتاً إلى أنها لا تزال تتمتع بثقة البرلمان الاتحادي ولن يتمكن معارضوها من حجب الثقة عنها ذلك ان الأحزاب الأخرى، وحتى المعارضة منها، لن تصوت ضدها في هذه الحالة.
وأضاف شبرنغر: «صحيح أن ميركل في محنة كبيرة، لكن سقوط حكومتها غير وارد في المستقبل المنظور». وتابع في حوار مع موقع «دويتشه فيلله» الالكتروني: «مراحل كهذه سبق وشهدتها ألمانيا، لكن ازدهار اليمين الشعبوي سيتراجع بسرعة، والأمر يتوقف هنا على ما إذا كانت ألمانيا ستنجح في الحد من الهجرة، بعدها ستتهاوى من جديد أسهم حزب البديل من أجل ألمانيا».
المصدر وكالات