موسكو وأنقرة ودمشق تتفق على تنفيذ عمليات مشتركة في سوريا

03.09.2016

إذا أرادت روسيا، يمكنها أن تنشر ثلاث فرق مدرعة في سوريا خلال 72 ساعة وبالتالي تحل مشكلة المتمردين الإسلاميين بشكل دائم. الولايات المتحدة يمكنها أن تفعل الشيء نفسه في سعيها لإزالة بشار الأسد عن السلطة. لذلك، تتدخل القوتان في سوريا وتقاتلان في الغالب من خلال الوكلاء، في حين أن كل من القوتين العظميين تحاول خداع الطرف الآخر. 
هذا التوازن  تغير بعد التدخل التركي العسكري في شمال سوريا، حيث أن هذا التدخل يمكن أن يدمر القواعد المقررة بين الولايات المتحدة وروسيا. ومع ذلك، تم توضيح الأمور، وأصبحت هناك فرصة غير متوقعة لإيقاف القتال بسرعة في سوريا.
بعد 24 أغسطس 2016، وهو التاريخ الذي شن فيه الجيش التركي عمليته العسكرية على بلدة جرابلس، عقدت عدة جولات من المحادثات، وآخرها في بغداد، بين الضباط الروس والسوريين والأتراك للحد من التصرفات التركية وللسيطرة عليها. تركيا لم تعد بعد الانقلاب الفاشل هي تركيا العدوانية التي أسقطت الطائرة الروسية سوخوي 24 في نهاية عام 2015. لذلك تقول مصادر تركية أنه تم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن العديد من النقاط في النهاية للحد من عمليات "درع الفرات" التركية في شمال سوريا ووفقا للمصالح السورية. 
وتم القبول بأن يكون ضباط أركان الجيش الروسي بمثابة "حكام" للمساعدة في التحكم بالمخططين لعملية درع الفرات التركية.
وكانت النقطة الأولى التي فرضت على تركيا هي عدم تجاوز عدد محدد من القوات المنتشرة من قبل  الجيش التركي في سوريا بحيث لا تتجاوز 8000 جندي (لواءين ميكانيكيين، فوج مدفعية وكتيبة من القوات الخاصة، وسرب من طائرات إف 16، ووحدات مختلطة شكلت من المروحيات وعربات النقل الهجومية البرمائية).
والنقطة الثانية التي تم التوافق عليها هي منطقة تحرك الجيش التركي في سوريا التي تمكنها من القضاء على مقاتلي "الدولة الإسلامية". وهو شريط بين مدينتي  كوراح كولري وجرابلس (90 كم) وعلى عمق 30 كيلومترا من الحدود التركية السورية. في الوقت نفسه التزمت تركيا  بعدم السماح لمتمردي "الجيش السوري الحر" بالعمل في هذا القطاع بشكل مستقل دون أوامر من وحدات الجيش التركي.
وعلى الرغم من أن الجيش السوري تدخل للدفاع عن مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية التي حاصرها المتمردون الإسلاميون في حي الشيخ مقصود في حلب في 21 أغسطس 2016، فقد هاجمت "وحدات حماية الشعب" الجيش السوري في مدينة الحسكة، من أجل الاستيلاء عليها. لذلك شملت نقاط الاتفاق أيضا في المجموعة الثانية أن الجيش التركي لديه إذن من الحكومة السورية بإجلاء المتمردين الاكراد (حتى في المعركة) من الضفة الشرقية لنهر الفرات والتي احتلت مدينة منبج من "الدولة الإسلامية" بمساعدة من القوات الخاصة الأمريكية. كذلك فإن أنظمة صواريخ S-400 الروسية لن تسقط الطائرات التركية التي تحلق خارج الشريط المتفق عليه 90*30 كم إذا كانت تعمل ضد إرهابيي حزب العمال الكردستاني.
النقطة الثالثة المتفق عليه تتعلق بانسحاب معظم الجماعات المتمردة التي تسيطر عليها المخابرات التركية في مناطق القتال حول مدينة حلب وفي محافظة اللاذقية. وهذه المناورة ستساعد الجيش السوري على تحقيق النصر النهائي في معركة حلب.
تركيا تتعهد أنه عندما يبدأ الهجوم من المتطوعين الإيرانيين والجيش السوري بتطويق وتصفية "الدولة الإسلامية"، فإن الأتراك سينفذون مناورة للقوات والوسائل جنبا إلى جنب مع الجيش السوري. بغض النظر عن الإجراءات التي سوف يتخذها الأكراد ضد "الدولة الإسلامية"، وتركيا سوف تؤمن السلامة على طول الحدود السورية التركية لمنع انتشار مقاتلي "الدولة الإسلامية" إلى دول أخرى.