ال"سي آي إي" وترامب والحرب الأهلية الأمريكية

28.02.2017

مقابلة حصرية مع ضابط في وكالة المخابرات المركزية

ما هي تجربتك الشخصية مع وكالة المخابرات المركزية / وزارة الدفاع، وخاصة بما يخص ثقافة الشركات والثقافة الحزبية؟
كمحلل ملتزم، رأيت الكثير من الاحتراف لدى المحللين، سواء من الملتزمين أو الموظفين لدى الحكومات. تعكس الوكالات الحكومية اتجاهات الناس للأسف الذي رأيت فيها الكثير من "التأثير الأوبامي" لدى الشعب كما هو الحال في الميول لدى اليسار  ومدرسة فرانكفورت  والعلمانية المؤيدة للمثلية الجنسية "الزواج" وخاصة لدى موظفي الحكومة في العاصمة واشنطن. وعلى الرغم  من أن هناك مسيحيين محافظين هنا وهناك، فقد شهدت السنوات الثماني الماضية للأسف تحولا إلى الماركسية الثقافية من خلال مدرسة فرانكفورت بين الكثيرين في العاصمة.
هل يمكنك أن تصف التغييرات الرئيسية في هياكل الوكالات الخاصة الأمريكية في الآونة الأخيرة؟ كيف أثر "الخطر من الداخل" منذ قضية سنودن على هذه الوكالات؟
أصبحت الحكومة الأمريكية ذاتها نشطة للغاية في صراعها ضد تسريب المعلومات والتدابير الأمنية السرية الحساسة، كما هو الحال في الأجهزة الإلكترونية وفي أي شيء آخر يمكن أن يكون خطرا، فأصبحت الاجراءات صارمة جدا. سبب سنودن الكثير من الضرر، جنبا إلى جنب مع برادلي مانينغ، لذلك فالحكومة الأمريكية تحاول جاهدة ألا يحدث هذا مرة أخرى وهذا شيء جيد كما أعتقد. ، مثل أي بلد آخر، تحتاج الولايات المتحدة لحماية المخابرات ومصادر تضمن سرية المعلومات.
- ما هو رأيك في إدارة ترامب؟ هل تتوقع أية تغييرات خطيرة على المخابرات والجيش؟
إدارة ترامب ستكون مع القوانين الموالية للطبيعية والمؤيدة للمسيحية. على عكس السنوات الثمانية من التحزب العنيف من الجناح الأيسر( مدرسة فرانكفورت) والدعاية الأوبامية اليسارية، حيث أنجز أوباما قانونا للزواج بين مثليي  الجنس ، أوباما غير الثقافة الحكومية  ودفع باتجاه العلمانية والماركسية الثقافية، كما أيد أوباما القوى المناهضة للمسيحيين في سوريا، والتي سببت الفوضى في الشرق الأوسط، واستفز روسيا المسيحية أكثر من مرة مع "الديمقراطية الأصولية "كما يقول بات بوكانان. الآن يحاول ترامب عكس كل ذلك نحو الأفضل. وراء ترامب هناك العديد من المفكرين الاستراتيجيين من الدرجة الأولى مثل ستيف بانون، وهو كاثوليكي ومدافع عن الحضارة الغربية، كونواي، من المحافظين المدافعين عن الكنيسة ، ومستشار الأمن القومي فلين، والمدير السابق ل DIA الذي عزله اوباما لأنه قال له ان ما يسمى بالمعتدلين في سوريا هم مجرد خدعة أو أسطورة ، والجنرال ماتيس ذو الموهبة غير العادية والآن وزير الدفاع الذي هو البطل الحقيقي للشعب المحافظ ويعتبر من المفكرين ين والقياديين من الدرجة الأولى. مع كل هؤلاء الناس غير العاديين سوف يبني ترامب سياسة أكثر ذكاء، وواقعية ولكن مؤيدة للمسيحية التي ستقدم أمل تغيير العالم نحو الأفضل.

- دعونا نتحدث عن التغيرات والتوقعات العالمية. فقد أصدرت الهيئة الوطنية للاستثمار تقريرا خاصا عن الاتجاهات العالمية. وقد أكد بعضها توقعات المحللين عن طريق الصدفة على مر السنين. كيف يمكن للمصالح الوطنية أن تتوافق مع النوايا لخلق واقع في المستقبل، وفي الوقت نفسه تكون موضوعية؟ 
يقدم مكتب إدارة الاستخبارات الوطنية  في معظم الأحيان وثائق سرية أمام الكونغرس والجمهور. وأود أن أقول أن أكثر تلك الوثائق هي قليلة الدقة بعض الشيء، وخاصة عندما تكون حول سنوات مستقبلية قادمة. على سبيل المثال، كانت التقديرات التي قدمتها وكالة المخابرات المركزية في عام 2000 حول مستقبل العالم عام 2015 تشكل خيبة أمل كبيرة. في حين أن بعض الأشياء الدقيقة كانت موجودة فيما يتعلق بالسكان، لكن بعض اتجاهات الاقتصاد الكلي أظهرت فشلا كبيرا فلم يستطع أحد توقع حجم اقتصاد الصين في عام 2015، ولا أحد توقع الانهيار الكبير في النظام الاقتصادي والمصرفي العالمي  عام 2008، لم يستطع أحد أن يتوقغ نهوض روسيا كلاعب عالمي قوي ومسيحي، لا أحد توقع ما يسمى بالربيع العربي، وغيرها. فنحن لسنا جيدين في هذا النوع من التحليلات التي تتحدث عن سنوات مستقبلية قادمة، كما شرحت ذلك في العديد من الندوات حول تحليل المعلومات الاستخبارية.
نحن أفضل بكثير عندما نبحث في موضوع ملموس قبل بضعة أشهر فقط على مستوى تقييم المستوى الاستراتيجي. الجزء الأكبر من هذه التقديرات على المستوى الاستراتيجي يكون خاليا من السياسة، وهي لا تتأثر بمصالح البيت الأبيض خلال هذه الفترة القصيرة.
على العكس من ذلك، هناك تقارير فورية تلعب السياسة ومصالح البيت الأبيض دورا أساسيا فيها كما هو الحال بالنسبة لأسلحة الدمار الشامل العراقية الوهمية، أو "النفوذ" الروسي في عدم انتخاب عميل أوباما، "الساحرة" هيلاري كلينتون، كما سماها الكاتب الإسباني الكبير خوان مانويل دي برادا. 
تستخدم مصطلحات مثل العدو والتهديد. كيف يجري تبرير ذلك؟ يوجد مزيد من "التعابير" من حقبة الحرب الباردة أو أنها نعبر عن نوع من الشك؟
القضية الكبرى هي في المحافظين الجدد من الصقور  أصحاب أفكار العولمة من الحزب الجمهوري. يجب أن يفهم الناس شيئا: هناك حرب أهلية داخل الحزب الجمهوري. على الجانب الأول هناك المحافظين الجدد من الصقور  أصحاب أفكار العولمة وعلى الجانب الآخر هناك المحافظين التقليديين  الذين يمثلون الجناح اليميني في الحزب. تولى المحافظون الجدد السلطة في الحزب الجمهوري مع بوش الأب وحكموا الحزب لمدة 30 عاما. الآن يعود المحافظون التقليديون مرة أخرى إلى السلطة (الحمد لله!) ولكن الحرب الأهلية ماتزال مستعرة بشكل قوي كما كانت دائما. في الجانب الأول من المحافظين الجدد  الصقور السيناتور ماكين الذي يكره ترامب، ويكره المحافظين التقليديين، وهو يعتقد أن الاتحاد السوفياتي لا يزال موجودا  مثل حلف وارسو، لم يلاحظ أن روسيا لم تعد شيوعية ولكن أصبحت الآن مسيحية ، وهو يريد العيش في الحرب الباردة إلى الأبد.

هؤلاء الرجال جماعة ماكين يفضلون الحرب الأبدية مع روسيا، وهذا هو الهدف من وجودهم أو ما يبرر وجودهم أو هدفهم في الحياة (لقد أصبحوا مشهورون وأقوياء وأغنياء من خلال عدائهم لروسيا في الأيام الخوالي في زمن الاتحاد السوفياتي، والآن لا يمكنهم التخلي عن هذه الأداة لأنهم مدينون لها في حياتهم المهنية).
المحافظون التقليديون يتبعون بات بوكانان وتوماس فليمنغ (كلاهما كاثوليكيان تقليديان)، وكان آخرهم بانون، وتبني نفس أفكار بيلوك وتشيسترتون  واللورد أكتون وإدموند بيرك، وغيرهم من اليمينيين القدامى الذين اتبعوا سياسة خارجية براغماتية تعتمد المسيحية التقليدية والمصالح الامريكية كدليل لأهدافها . انهم يعارضون الاستفزازات والنوايا المتشددة من جانب المحافظين الجدد أصحاب نظرية العولمة كما يعارضون المحاولات اليائسة لبدء محرقة الحرب العالمية الثالثة.

وكالة المخابرات المركزية المعروفة بالعمليات الخاصة وأنشطتها الخاصة غير المشروعة في الخارج. كيف يتم عمل المحلل مع عملية التأثير على صنع القرار من خلال هذا النوع من العمليات؟

كما شرحت في العديد من الندوات ، فالعمليات السرية والمجموعات السرية هي المكونات الأساسية لجميع أجهزة الاستخبارات الكبرى في العالم. ونحن المحللون ندعم ذلك لأنه جزء من واجبنا بغض النظر عن المهمة اليوم. 

- ما هو في رأيك حجر الزاوية في وكالة المخابرات المركزية وماهي مادتها الشرفية؟ وما هو الخاطيء وغير الفعال؟
وكالة الاستخبارات المركزية هي إحدى أكثر الوكالات قوة وفعالية في العالم، كما أنها تحتوي على أهم الموارد والقدرات. ومع ذلك، فأفضل لاعب في العالم، وفقا للتدريب والتفاني الإيديولوجي، هو وكالة المخابرات  الكوبية. فقد عرف الكوبيون أنهم غير قادرين على مجارات قوة الولايات المتحدة عسكريا ، ولذلك قرروا منافسة الولايات المتحدة من خلال أجهزة الاستخبارات. للأسف، استخدمت الحكومة الشيوعية في كوبا هذه الأجهزة في خلق الحركات المتمردة والإرهابية في أمريكا الجنوبية والوسطى التي تسببت في مقتل مئات الآلاف ، وتدمير العديد من الحكومات الموالية للمسيحية هناك.
شكرا لإجاباتك. هل ترغب في إضافة أي شيء؟
يحدوني الأمل جدا، ككاثوليكي تقليدي وأمريكي بإدارة ترامب. وبعد الرؤى الرائعة جدا من كبار المفكرين مثل بات بوكانان وخوان مانويل دي برادا ونسيم طالب، وما إلى ذلك فنحن نبحث عن مستقبل مشرق للسياسة الخارجية لترامب. كما يقول بليز يوسف "هل ترامب قسطنطين جديد"  وكذلك كروكر "هل ترامب هو طارد الأرواح الشريرة من السلوك السياسي"، ونحن التقليديون لدينا إيمان بأن الإدارة الأمريكية الجديدة سوف تستخدم قوتها ومختلف الموارد من أجل الخير في الساحة الخارجية. الحرب العالمية التي  يحلم بها صقورالمحافظين الجدد لن تحدث، وروسيا المسيحية تتحدث إلى أمريكا المسيحية، الجهاديون في سوريا (ويعرفون أيضا باسم المتمردين المعتدلين) سوف يتوقفون عن ذبح المسيحيين والعلويين، ولن يكون هناك انقلابات أكثر عدائية لروسيا في الشرق وأوروبا، والعمال الأميركيين يرون العديد من فرص العمل التي تم إنشاؤها أو حفظها في أمريكا العميقة، من بين أمور أخرى كثيرة يمكن أن نتوقعها من هذه الإدارة.

___________

الأسئلة من قبل ليونيد سافين.

رون أليدو، مسؤول حكومي كبير سابق لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية (GS 15 /برتبة عقيد). مسؤول سابق في "مطور الأعمال التجارية الدولية L-3 للاتصالات". مسؤول في مصادر التحليل الاستراتيجي للاستخبارت. كتب تقاير استخباراتية للبيت الابيض. كتب المذكرات الإعلامية المستخدمة من قبل وزير الامن الداخلي جانيت نابوليتانو في اجتماعات خاصة مع رئيس المكسيك. شغل منصب مستشار الاستخبارات والعمليات في قسم الأمن الداخلي للعلاقات الدولية. تخرج من مدرسة الجيش الأمريكي اللوجستية. درجة الماجستير في العلاقات الدولية، أكثر من 20 عاما من الخبرة كمطور للأعمال، ضابط في الجيش ومكتب التحقيقات الاتحادي، محلل في وكالة الاستخبارات المركزية.  محلل استخبارات. خبير في الشؤون الخارجية، والتحليل الكلي الاقتصادي، والحد من المخاطر، والأمن الدولي، والعلاقات، واستراتيجية الاستثمار. كتب في تحليل  للجيش الأمريكي عام 2002: العراق على الأرجح لم يكن لديه أسلحة دمار شامل.تلقى تدريبا خاصا، في مخيم بيري، فيرجينيا. ظهر مرات عديدة في التلفزيون الوطني والإذاعة فيما يخص قضايا أمنية والإرهاب والجيوبوليتيكا وتحليل المعلومات التجارية. وبقي سنة كاملة في أوروبا كمستشار للمخابرات الاقتصادية. أكثر من 8 سنوات خبرة في الخارج تشمل 5 سنوات في ألمانيا، سنة في أفغانستان، سنة في اسبانيا ونصف عام في كولومبيا. درس في إسبانيا وألمانيا وإنجلترا. طور قدرات العمل في "اتصالات L-3" في أكثر من 10 بلدا.