السلطة الروسية في مملكة المرايا العوجاء
س: قمتم بشكل متكرر بانتقاد عادل وحاد لسياسات الاقتصاد الشاملة المتبعة، وطرحتم بدائل معقولة على أساس علمي. وأثبتتم أن الأزمة التي نلاحظها اليوم، في الاقتصاد، ناجمة عن الإجراءات غير الكفؤة للسلطات النقدية. موقفكم حظي ليس فقط بدعم الأكاديميين، ولكن أيضا بدعم رجال الأعمال والمحللين وآخرين. برأيكم، لماذا لم يتغير شيء، البلاد تستمر في السياسة الاقتصادية الانتحارية؟
ج: السياسة الاقتصادية هي دائما نتيجة للمصالح الاقتصادية. ومهما برع المدافعون عن نظرية أن السياسة الجارية موضوعية وتم تحديدها على أساس المعرفة وهدف نمو الإنتاج والرفاه في المجتمع، في الواقع، هم يدافعون عن مصالح ذلك الجزء من النخبة الحاكمة، المستفيد من السياسات المنتهجة، بغض النظر عن عواقبها على الشعب والاقتصاد الوطني.
س: ومن هو المستفيد؟
ج: الجواب على هذا السؤال، تطرحه الإحصاءات التي تشير إلى زيادة كبيرة في مضاربات العملات، والتي زاد حجمها خلال سنتين، عدة مرات ووصل إلى 1000 مليار روبل في ربع السنة الأخير، على خلفية هبوط الإنتاج والاستثمار، فضلا عن الدخل.
س: هذا أكثر بعشر مرات من الناتج المحلي الإجمالي، وأكثر بـ15 مرة من التصدير والاستيراد!. هل هذا يعني أن بورصة موسكو تمتص كل المال المتداول فيها، ولذلك، فإن الأموال غير كافية للاقتصاد الحقيقي؟
ج: أنت على حق تماما. أصبحت بورصة موسكو المركز الرئيسي لتوليد الأرباح في الاقتصاد الروسي. البنوك تخفض معدلات إقراض المشاريع الصناعية، التي يقل معدل ربحيتها بكثير عن أسعار الفائدة. وبعد تراجع ائتمان الشركات، ينخفض رأس المال العامل، وتتقلص الاستثمارات، ما نلاحظه في انخفاض الناتج المحلي الإجمالي والاستثمارات في الأصول الثابتة. تلك الشركات التي يسمح لها السوق برفع الأسعار، اضطرت للقيام بذلك، من أجل نقل جزء من فائدة الائتمان إلى المستهلكين، وهكذا يحدث التضخم. أصبحنا في فخ الركود التضخمي، بعد أن رفعنا سعر الفائدة الرئيسي بضعف ربحية قطاع الإنتاج، وحول البنك المركزي تدفقات الأموال من الاقتصاد إلى السوق المالية، الذي بدأ يتضخم فيه بسرعة القطاع المالي. وبعد خروج البنك المركزي من سوق العملات الأجنبية، وترك سعر الصرف للمضاربين، حدث ما كانوا يتمنوه. في غياب البنك المركزي، شرعوا بالتلاعب في سعر صرف الروبل من أجل الخروج بأرباح مفرطة بفضل تقلباته.
س: ولكن هذا يعتبر جريمة!
ج. إذا كنت تتذكر، قال ماركس ذات مرة، إن رأس المال من أجل ربح بنسبة 100٪، يمكنه أن يدوس على كل القوانين البشرية، ومن أجل ربح ينسبة 300%، لا يوجد جريمة فالمضارب سيقدم على ارتكابها، حتى تحت تهديد المشنقة.
هم ليسوا خائفين، لأن الرقابة المالية التي تم مؤخرا نقل مهامها للبنك المركزي، بدلا من تثبيط التلاعب في سعر صرف الروبل، هي فعليا تدعمه بعدم تطبيقها التدابير المقبولة دوليا لتحقيق الاستقرار في سعر صرف الروبل.
س: نذكر أن نائب وزير المالية السابق وممثل اليابان لدى صندوق النقد الدولي، في اجتماع المائدة المستديرة في غرفة التجارة، ذكر كيف انه تمكن من جعل سعر صرف الين مستقرا، بعد هجوم المضاربين. هو بكل بساطة طلب من المدعي العام، إصدار مذكرة لإلقاء القبض على المضاربين الذين تآمروا لإسقاط الين. وفورا توقف هجوم المضاربين.
ج: هناك طرق أكثر إنسانية - التعليق المؤقت للتداول، والحد من نفوذ الإئتمان، والحد من نقاط النقد الأجنبي. هناك عشرات الطرق لتطبيقها في حالة التقلبات الحادة للعملة الوطنية. بنك روسيا ليس فقط لا يفعل هذا، هو فعليا نأى بنفسه عن الوفاء بالتزاماته الدستورية من أجل ضمان استقرار العملة الوطنية، ببساطة انسحب من السوق وتركها تحت رحمة المضاربين. وحتى أنه يساعدهم في هز سوق العملات من خلال إعادة تمويل البنوك التجارية المضاربة بالروبل وبالعملة الأجنبية. ويمكننا وفقا للنمو المستدام لحجم المضاربة على العملة، أن نحكم على التلاعب في السوق.
في ظل ظروف المنافسة العادلة، فإن عدد المضاربين الرابحين، سيساوي تقريبا عدد الخاسرين، وتقلبات السوق لا أهمية لها عند نقطة التوازن التي يحددها لاعبو القطاع الحقيقي: المستوردون الذين يشترون العملات الأجنبية، والمصدرون الذين يبيعونها. سيطر المضاربون تماما على السوق، هم لديهم 90٪ من المعاملات. انخفض عدد اللاعبين، وزاد حجم المعاملات عدة مرات، وهذه علامات واضحة على التلاعب. الروبل تأرجح بشكل مصطنع لتحقيق أرباح هائلة بسبب زعزعة الاستقرار في السوق، ما يسبب انخفاض دخل الروبل ومدخرات المواطنين.
س: ولكن هذا يقتل التنمية الاقتصادية! رجال الأعمال في ظل ظروف اضطراب الأسعار هذه، لا يمكنهم تخطيط الاستثمارات وعمليات التجارة الخارجية، هم يوقفون نشاطهم ...
ج: بالطبع. لذلك، في جميع بلدان العالم يعتبر استقرار العملة الوطنية المهمة الرئيسية للسلطات النقدية. هذا، في الواقع، هو الغرض من مراكمة احتياطيات النقد الأجنبي. وهي مصممة لتخفيف الصدمات الخارجية، وضمان استقرار العملة الوطنية، رغم التقلبات في البيئة الخارجية .
س: إلفيرا نابيولينا محافظة المصرف المركزي تؤكد العكس تماما: التعويم الحر للروبل، ضروري لتخفيف الصدمات الخارجية ....
ج: هذا يماثل رفع جميع الأشرعة أثناء العاصفة، من أجل زيادة متعة الإهتزاز في الأمواج الهائجة، وزيادة تأثيرها على السفينة، أو تعطيل الفرامل على طريق جبلي. بعبارة أخرى، محافظة البنك المركزي تقول شيئا يتعارض مع الحس السليم والنظرية الاقتصادية والممارسة.
س: هذا مثل مملكة المرايا العوجاء في الحكاية الشهيرة!
ج: في الحكاية تم تثبيت المرايا المشوهة في شوارع المدينة، ولكن عندنا تم تثبيتها في ...
س: في مكتب الرئيس؟!
ج: أنا لم أر أي مرايا هناك ...
س: حسنا، انها قصة رمزية. هناك تلفزيون، تقارير من أعضاء الحكومة ومن رئيس البنك المركزي نفسه، والمنتديات والمؤتمرات والاجتماعات المكرسة لمعارف الخبراء السرية ...
ج: في العلم، ليس هناك معرفة سرية. إذا كان شخص ما يحاول إثبات ادعاءاته بهذا التبرير، فهو مخادع وغشاش.
س: ولكن هذا بالتحديد ما يقوم به الليبراليون، فهم رغم موقف العلم والخبرة العملية، يقنعون رئيس الدولة بأشياء سخيفة؟! نفس كلمات نابيولينا عن تعويم سعر الصرف الحر من أجل تخفيف الصدمات الخارجية. أو، عندما قال شوفالوف أن الانخفاض التدريجي لقيمة الروبل قبل الأزمة الأخيرة، تم القيام به من أجل المواطنين، لإعطائهم الوقت لتحويل المدخرات من الروبل إلى العملات الأجنبية. أو عندما قام كودرين، والآن سيلوانوف بإقناع الرئيس بالآثار المفيدة للانكماش النقدي وارتفاع أسعار الفائدة على الحد من التضخم! أو عندما يقف الجميع مع المصرفيين للصراخ عن عدم جواز فرض قيود الصرف، ومع المصدرين عن خطر البيع الإلزامي للعملة الصعبة ... هم بقومون بخداع متعمد لرئيس الدولة، من أجل إقناعه باتخاذ قرارات كاذبة، مفيدة لهم وضارة للاقتصاد؟! وليس لهم فقط - مئات من الخبراء "المستقلين" والصحفيين وكتاب الأعمدة. يعيشون في مملكة المرايا العوجاء؟
ج: من المهم أن نفهم من هو المستفيد. كان الانخفاض التدريجي للروبل مفيدا للمضاربين، الذين عرفوا مسبقا استراتيجية البنك المركزي، وتمكنوا دون مخاطرة من ربح أموال طائلة بسبب انخفاض قيمة دخل ومدخرات المواطنين والشركات، الذي صدقوا الدولة وحفظوا مدخراتهم بالروبل. ابتعاد البنك المركزي الآن عن ضمان استقرار الروبل، يتم أيضا في مصلحة المضاربين. ووفقا لتقديرات المضاربين، هم حصلوا من خلال المضاربات في العملات الأجنبية، على حوالي 50 مليار دولار كربح صاف، في حين انخفضت ربحية قطاع بناء الآلات إلى ما يقرب من الصفر. رفض استخدام الممارسة الشائعة في البلدان النامية الناجحة حول قيود النقد الأجنبي، لصالح أثرياء الحسابات الخارجية والمضاربين الذين يعملون عبر حسابات خارجية. رفع أسعار الفائدة بشكل كبير وانكماش الائتمان، أمر مفيد لرؤساء البنوك المملوكة للدولة، والتي أصبحت أسياد الاقتصاد - يمكنهم إفلاس أي مقترض عبر تحويل أصوله للشركات التابعة لهم، والحصول على أموال من الدولة لتغطية الخسائر الناجمة. هذه السياسة تضر بالمؤسسات الصناعية والسكان. وبطبيعة الحال، بالاقتصاد ككل، والذي يفقد قدرته على التطور.
س. كما يربح أيضا أعداء روسيا، الذين فرضوا عقوبات ضدنا ويتمتعوا بالصعوبات والخسائر التي نشهدها. أوباما قفز بصورة مباشرة من الفرح، مصرحا بأنه تمكن من "تمزيق الاقتصاد الروسي". توجد، على الأرجح، مرايا خارجية تنظر فيها حكومتنا؟ على سبيل المثال، صندوق النقد الدولي، أو "خبراء" الغرب المتألقين في منتدى غايدار ...
ج: أعتقد أنك على حق. صندوق النقد الدولي - مرآة منحنية عملاقة، بكل سذاجة ينظر لها قادة العديد من الدول، الذين تقبلون تقييم هذه المؤسسة على أنه صادق، وينفذون التوصيات بثقة عمياء. لا يوجد في العالم دولة واحدة، استفادت من هذه التوصيات، التي انتهت بالعديد من الكوارث الاقتصادية. لكن حتى الآن، الكثيرون يصدقون بسذاجة الصلاحية العلمية لمشورة صندوق النقد الدولي، ويعتبرونها منظمة محترمة، جديرة بالثقة. في الواقع صندوق النقد الدولي هو أساسا أداة ضغط سياسي ومالي على الدول المستقلة رسميا، بهدف تنفيذ سياسة تطبيق التحرير الكامل، وفتح اقتصاداتها ليمتصها رأس المال الأمريكي. دائما وفي كل مكان، صندوق النقد الدولي يفرض سياسات واشنطن، والتي يتلخص مضمونها في عدد قليل من العقائد - رفض القيود على صرف العملات الأجنبية لسلاسة عبور رأس المال للحدود؛ التنازل عن السياسة النقدية السيادية وربط العملة الوطنية بنمو احتياطيات النقد الأجنبي؛ خصخصة الممتلكات، بما في ذلك الموارد الطبيعية، من دون قيود على رأس المال الأجنبي. التخلي عن الرقابة على الأسعار، والتخطيط، ومنح السوق المحلية للاحتكارات العالمية. وقد أدت هذه السياسات إلى تدهور واستعمار الاقتصاد الروسي، الذي يفقد سنويا أكثر من 100 مليار دولارلمصلحة النظام المالي الأمريكي. ببساطة، باتباعنا لتوصيات صندوق النقد الدولي، أصبحنا بقرة حلوب للبنوك والشركات الغربية، ويتم اليوم امتصاص المواد الخام ورأس المال والتكنولوجيا والعقول من بلدنا ...
س: صندوق النقد الدولي، كما في الواقع، المؤسسات الخارجية الأخرى، تتعامل بسياسة الكيل بمكيالين، هم يعرضون علينا شيئا لا يشبه بتاتا ما يعرضوه على سادتهم الغربيين...
ج: هذه حقيقة، إذا ما قارنت أحدث التوصيات الصادرة عن صندوق النقد الدولي لروسيا وللولايات المتحدة، فستندهش تماما. الصندوق يوصينا برفع أسعار الفائدة، ويوصي الولايات المتحدة بعدم رفعها. وهذا في وضع روسي تفوق فيه أسعار الفائدة بثلاث مرات متوسط ربحية الصناعة التحويلية، وفي الولايات المتحدة هي أقل من حيث القيمة الحقيقية. يمنعونا من خلق المال لتمويل عجز الموازنة، ولكن في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتم سنويا طباعة تريليونات الدولارات واليورو. ويصدر 90٪ من هذه العملات تحت بند ديون هذه الدول. يفرضون علينا التحرير الكامل للنشاط الاقتصادي الأجنبي، ويحيطون أسواقهم المحلية بالحواجز، ويقومون باتخاذ تدابير وقائية ويفرضون قيودا على العملة، ولا يخجلون من اختلاس أموال الآخرين. بسمارك قال: "عندما يحدثكم البريطانيون عن التجارة الحرة، فإنهم يرشون الرمل في أعينكم، لتنظيف جيوبكم..".
س: في كتابكم الجديد، "الحرب العالمية الأخيرة: الولايات المتحدة تبدأ وتخسر"، انتم توردون أدلة مقنعة على أن الكذب والغش والخداع هي نفس الأدوات الدبلوماسية الأنجلوسكسونية، التي تستخدمها المملكة المتحدة والولايات المتحدة بنجاح في الدبلوماسية منذ عدة قرون. ما رأيك، لماذا حكومتنا لا تزال تنظر في منحنيات مرآة الساسة الغربيين، وتصدق كلامهم، خلافا للواقع الواضح؟
ج: ربما يكون عدم السبب، وجود استمرارية في تركيبة النخبة الحاكمة الروسية. على مدى القرن الماضي، هي تغيرت جذريا ثلاث مرات، وبذلك فقدت جزءا كبيرا من الذاكرة التاريخية. حتى داخل النظام السياسي الواحد، عادة يكون تغير رؤساء الدول مصحوبا بفقدان الوعي السياسي وفقدان الذاكرة. على سبيل المثال، الامبراطور الروسي الأخير، دخل بثقة في تحالف مع البريطانيين، وكسر التحالف الاستراتيجي مع ألمانيا، ناسيا الدور الريادي للمملكة المتحدة في إثارة العدوان اليابانى. تسببت هذه السذاجة بانهيار الإمبراطورية وقتل العائلة القيصرية. كيف يمكن شرح سذاجة غورباتشوف، الذي قدم طوعا الاتحاد السوفييتي للمخابرات الأمريكية؟ وذلك بعد عقود من الحرب الباردة والمواجهة الصعبة بين القوتين العظميين. أتذكر مقولة الشخصية المشهورة في الإمبراطورية الروسية، اللواء يدريخين فاندام "الأسوأ من الحرب مع الأنجلوساكسون، هو مصادقتهم".
س: اليوم، قادتنا السياسيون يثقون كثيرا بالشركاء الغربيين. ضحايا هذه السذاجة، لم يصبح فقط شركائنا التقليديين وحلفائنا (ليبيا ويوغوسلافيا والعراق)، بل ونحن أيضا أنفسنا، بعد أن جعلنا أوكرانيا تحت رحمة المعتدين الأمريكيين...
ج: نتذكر كلمات يانوكوفيتش قبل أشهر قليلة من الانقلاب الذي نفذ من قبل وكلاء الغرب. هو قال لأعضاء حزبه أن زيادة اهتمام السياسيين الغربيين بشخصه، يدل على زيادة أهمية أوكرانيا، واعتقد بجدية أن الاتصال المتكررة به من قبل كبار المسؤولين من الدول الغربية، يدل على نفوذه السياسي المتزايد. هو كان يعتقد بسذاجة، أنه يتعامل مع سادة محترمين يمكن الثقة بوعودهم. وهم، كما حذر بسمارك، ببساطة "رشوا الرمل في عينيه". ليس فقط لتنظيف جيوبه، وسحب أوكرانيا تحت ظلال الاتحاد الأوروبي، ولكن أيضا للاستيلاء على البلاد، وجعلها مستعمرة عاجزة، وجعل يانوكوفيتش مجرما هاربا ...
س: هل تعتقد أن محادثات مينسك هي ايضا مرآه عوجاء أيضا؟
ج: سيكون من السذاجة الاعتقاد بخلاف ذلك، إذا كنت تقصد كلمات القادة الأميركيين. فهم لن يمتثلوا لاتفاق مينسك، هم يستخدموه للحصول على الوقت الذي يحتاجونه لتجريد أوكرانيا من الروس، وتعزيز وتسليح النظام العميل لهم، وكذلك لنقل الاقتصاد الأوكراني تحت سيطرة الشركات الأمريكية. يعمل الوقت ضدنا: سلطات الاحتلال الأمريكية تطحن يوميا الآلاف من الوطنيين الروس، يحتلون مئات الشركات الأوكرانية، يزرعون ويسلحون الفاشية الأوكرانية المعادية لروسيا.
س: وماذا عن زيارات كيسنجر وغيره من "أصدقاء روسيا، والوعود بالرفع السريع للعقوبات، مقابل موقف روسيا البناء؟
ج: أمل أن تكونوا وضعتم كلمة "أصدقاء" و "بناء" بين أقواس؟ سيكون من السذاجة أن نرى في العدو الحقيقي صديقا لبلادنا. ولعل هذه المرآة، الأكثر تشويها وإعوجاجا من كل ما ذكر من المرايا. قبل أن نستمع إلى نصيحته، من المناسب أن نشير إلى تجربة يانوكوفيتش الحزينة، الذي صدق بسذاجة القادة الغربيين. هم تعاملوا معه فقط لحين تمكن النازيين الجدد من مراكمة ما يكفي من القوة للاستيلاء بالقوة على السلطة. مثل ما يحدث الآن، الأميركيون يتظاهرون بالامتثال لاتفاقيات مينسك، في الوقت نفسه يسلحوا ويعززوا وضع الفاشية التابعة لهم، لحين تصبح مستعدة لاستخدام القوة والسيطرة على دونباس والعدوان ضد روسيا.
س: السؤال الأخير، من هم هؤلاء "صناع المرايا"، الذين علقوا مراياهم العوجاء في أروقة السلطات الروسية؟
ج: يمكنك النظر وستعرف من المستفيد من هذه السياسة، أولئك الذين يديرون بورصة موسكو اليوم؟
س: هل تعني كودرين، الذي يرأس هيئة الرقابة عليها؟
ج: ليس بالتحديد. هو فقط يعلق المرايا. التي تصنعها وتحضرها وتركبها جهات قوية جدا، تحمي عملائها بكل الطرق.
س: ولكن سنجد من سيكسر هذه المرايا؟ أنت، على سبيل المثال ...
ج: أنا أكسرها كل يوم، ولكنهم يجلبون المزيد والمزيد والأقوى كل يوم. ولكن أعتقد أن الله في الحقيقة، وهو سيساعد قيادتنا على التخلص من الأوهام، وعلى بدء العمل الحقيقي لانتعاش اقتصادنا.