الفلسفة المنتصرة
أولئك الذين استمروا بالبقاء ضمن نموذج الحضارة الليبرالية-الفاشية التي وجدنا انفسنا في حرب معها, وجدوا انفسهم بوضوح خارج الفضاء الأيديولوجي الذي ظهر بوضوح بعد الحرب العالمية الثانية
وفي غضون ذلك ، ان وجود وحضور المانيا في عشية الحرب العالمية الثانية في الاتحاد السوفييتي كان مُعرفاً وحاضرا
بينما ان وجود الغرب الليبرالي-الفاشي الروسوفوبي
في عشية العملية العسكرية الخاصة كان يُقارب ان يكون كلياً وكاملا
التقنيات الميثولوجية والأعراف والكيفيات والى حد ما القيم التي تتخل مجتمعنا ككل ، هذا يتطلب اصلاحا جذريا ، لكن من سيحققه؟ ، هل سيحققهم أولئك الذين تشكلوا اثناء البيروسترويكا ؟
ليبراليون ومجرموا التسعينيات ؟
المولودون في الثمانينيات والتسعينيات الذين حصلوا على تعليمهم في بداية الالفية؟
كل هذه الفترات قد تم التاثير عليها بشكل تاسيسي من قبل الليبرالية كايديولوجيا وكنموذج ، وكموقع أساسي وعالمي في الفلسفة والعلوم والسياسة والتعليم والثقافة والتقنية والاقتصاد والاعلام بل حتى الموضة والحياة اليومية.
روسيا المعاصرة تعرف فقط بقايا القصور الذاتي للنموذج السوفييتي وكل شيء اخر هو ليبرالية غربية نقية
لا يوجد هنالك نموذج بديل ببساطة ، على الأقل ليس عند النخب ومن هم في السلطة في المستوى الذي يجب ان يكون صدام الحضارات الحالي موجودا فيه.
اليوم ، نحن نعارض الغرب كحضارة ضد 'الحضارة'
ويجب علينا ان نحدد أي نوع من الحضارة نحن والا فان أي نجاح عسكري واقتصادي وسياسي لن يُساعدنا وكل ما حقق سيمكن عكسه وارجاعه والاتجاه سيتدمر وكل شيء سينهار .
انا حتى لا أتكلم حول حاجة الشرح للاوكرانيين حول انهم من الان فصاعدا سيكون ضمن مناطق نفوذا او في داخل روسيا مباشرة
من نحن في النهاية ؟
في هذه اللحظة يوجد هنالك فقط الخمول الخاص بالذاكرة السوفييتية التي تتكلم عن (الجدة التي تحمل العلم) ، وعلى الجهة الأخرى الدعاية النازية التي تتكلم عن (المحتلين)
الان هنالك نجاحاتنا العسكرية الأولية والارتباك الكامل عند السُكان المحلبين ، هنا يجب ان يُسمع صوت الحضارة الروسية بشكل واضح ومقنع وبتميز ، وان ضوضائها يجب ان تُسمع في أوكرانيا واوروسيا والعاان كله ، هذا ليس شيئا مُبتغاً فحسب ، بل هذا الشيء حيوي ، مثله كمثل الاحتياج للرصاص والصواريخ والمروحيات والسترات الواقعية للرصاص على الجبهة
ان اكثر مكان منطقي للبدء بالإصلاح هو الفلسفة ، من الضروري تشكيل كوادر الشعارات الروسية اما على أساس مؤسساتي موجود (وبالمحصلة ، لا يوجد هنالك اليوم أي مؤسسة إنسانية تفعل او قد تفعل هذا ، لا زالت الليبرالية والتغريبية تسيطر على كل شيء)
او بواسطة شيء جديد كُلياً ، لقد قال هيغل بان عظمة الدولة تبدأ بتكوين فلسفة عظيمة ، هيغل قالها وقز فعلها كذلك ، وهذا ما يحتاجه الفلاسفة الروس اليوم ، ليس الى اتفاقٍ غامض مع سياق وسائل التواصل الاجتماعي ، ، نحتاج الى فلسفة روسية في محتواها وجوهرها ، وبالتالي فان كل تفرعات المعرفة الإنسانية والعلوم الطبيعي يجب ان تبدأ من هذا النموذج ، علم الاجتماع السياسي وعلم النفس وعلم الانسان وعلم الثقافة وكذلك الاقتصاد وحتى الفيزياء والكيمياء والبايولوحيا وغيرها ، كلهم مبنيون على الفلسفة وهم مشتقات منها .
العلماء غالبا ينسون هذا ، ولكن انظر الى المرادف الغربي لكلمة شهادة الدكتوراة في ايٍ من العلوم الإنسانية والطبيعية ، (دكتور) فلسفة ، أي بمعنى ان لم تكن فيلسوفاً فعلى الأقل انت في افضل الأحوال مُتدرب ولست عالماً (وان كلمة دكتور هي الكلمة اللاتينية لكلمة (عالم)
هنا بالضبط ، ان اهم معركة داخلية لاجل المبادرة بالإصلاحات الحضارية في روسيا بذاتها (وكذلك في مجال توسعنا وكل منطقة نفوذنا) ستحدث ، وهي المعركة لاجل الفلسفة الروسية
هنا ، يوجد هنالك بكل وضوح قطب نموذجي للعدو الداخلي ، يتمثل بممثلي النموذج الليبرالي ، من الفلسفة التحليلية الى فلسفة ما بعد الحداثة الى المعرفيين وما بعد البشريين المهووسين بالاصرار على تحويل الانسان الى الك ، انا لا أتكلم حتى عن الليبراليين التقدميين ، دعاة المفهوم السلطوي للمجتمع المفتوح والنسوية والدراسات والثقافة الخاصة بالشواذ التي تكونت وترعرعت بالمنحات الدراسية (الاخوية) ، الذي سبق أعلاه هو طابور خامس بشكل خالص ، شيء مشابه لكتيبة ازوف المحظورة في روسيا.
ان اللوحة الخاصة بفلسفة عدو الفكرة والحضارة الروسية ذات سهلة التتبع والاقتفاء ، ان مسالتها ليست ببساطة مسالة روابط مع المراكز العلمية والاستخباراتية الغربية (التي تكون غالباً بمفاهيم مماثلة) ، ولكن كذلك مسالة تقيد الى حد ما بالمواقف الرسمية وهي :
- الاعتقاد بكونية الحضارة الغربية (مركزية اوروپا, والعنصرية الحضارية)),
- المادية المفرط بها, من خلال الايكيولوجية البيئية العملية والانطولوجية الوجودية الشيئية الغرضية ,
- الفردانية الأخلاقية والميثولوجية ، بالتالي الفلسفة الجنسية الجندرية (كخيار اجتماعهي)
وفي المحصلة في النهاية ، ستكون ما بعد الانسانوية
- التقدمية التقنية ، وتطوير الذكاء الصناعي والشبكات العصبية المُفكرة
- الحقد على اللاهوتيات و الروحيات والتقاليد وفلسفة الخلود,
- سخرية او انكار للهوية ,
وغيرها… واستعداء الجوهرية
انها شيء وكانه 'أوكرانيا فلسفية' منتشرة تقريبا في كل مؤسسة علمية واكاديمية تمتلك أي نوع من أنواع الروابط بالفلسفة او المعرفة الأساسية البسيطة.
هذه كلها إشارات لوجود روسوفوبيا فلسفية وذلك لان الفكرة الروسية مبنية على اساس مبادئ مناهضة لتلك المبادئ المذكورة أعلاه ، وهذه المبادئ هي
هوية الحضارة الروسية (الاوراسية – السلاڤوفيلية-دانيلوڤية)
- وضع الروح في مرتبة اعلى من المادة
- الزمالة والقواسم المشتركة والانثروپولوجيا الجمعية
- إنسانية عميقة
- اخلاص للتقاليد
- حفاظ حريص ودقيق على الهوية والقومية
- الاعتقاد بالطبيعة الروحية لجوهر الأشياء
أولئك الذين يضعون ويحددون نغمة الفلسفة الروسية المعاصرة يدافعون بقوة شديدة عن المواقف الليبرالية ويرفضون بنفس مستوى الشدة المواقف الروسية
وهذا معقل قوي للنازية في روسيا
انها هذه النقطة بهذا العلو في ميدان رماية العدو التي يجب غزوها في المرحلة القادمة ، وان الليبراليين النازيين يدافعون عن انفسهم بنفس الشراسة التي عند كتيبة ازوف او باقي الإرهابيين الاوكران في بوباسانا
يشنون حروبا معلوماتية ، يكتبون ادانات انتقاصية من الوطنيين ويستخدمون كل عتلات رافعات الفساد وأجهزة التاثير
انه من المناسب الان لو انني استحضرت قصة شخصية ، لكنها ذات كشوفات ، حول اقصائي من جامعة موسكو الحكومية في صيف عام صيف عام {2014} , ويجب ان تتذكروا هذا التاريخ جيدا..
*ملاحظة (لقد تم اقصاء الپروفيسور دوگين من مكانته الاكاديمية في في عام 2014 بعد فشل الربيع الروسي في دونباس)
منذ عام 2008 وحتى عام 2014 , في قسم علم الاجتماع في جامعة موسكو الحكومية ، جنبا الى جنب مع مرشد ومؤسس القسم ڤلاديمير ايڤانوڤيتش دوبرينكوف ، نظمنا سويا نركزا فعالا للدراسات المُحافظة ، حيث تعاملنا بالتحديد مع التالي : تطور النموذج الابستمولوجي للحضارة الروسية ، لم نتردد في دعم الربيع الروسي ، على كل ، تلقينا كرد عريضة لاذعة من الفلاسفة الاوكران المدعومين من النازي سيرگي داتسيوك وهو يدعو الى ''اقصائي ودوبرينكوڤ معي من جامعة موسكو الحكومية'' وان الامر الذي كان في غاية الغرابة ، ولكن آنذاك لم يكن مُستغرباً ، هو ان جامعة موسكو فعلت ما طلبه بالضبط ، وتمت ازالتي ، وتمت إزالة دوبرينكوڤ كمرشد ، ولكن بصراحة ، لقد غادرت بنفسي مع ان الامر بدى كما لو انه كان تسريحا ، وقد تم عرض البقاء علي ، بشروط مهينة .
بالطبع ، لم يكن سادوڤنيتشي هو نفسه الذي كان سابقا مهذبا ومنفتحا على تعييني كرئيس للقسم ومضى بكل إجراءات التصويت في مجلس جامعة موسكو الاكاديمية ولكن حينها حدث شيء ، الربيع الروسي تم إيقافه ومشكلة العالم الروسي والحضارة الروسية والشعارات الروسية تم ازالتها بشكل كامل من الاجندة ، ومع ذلك ، فان هذا رمزي ، المروجون لانهاء مركز الدراسات المحافظة في جامعة موسكو كانوا اوكران قوميين ومنظرين ومن ممارسي إبادة الروسية في دونباس وشرق أوكرانيا على وجه العموم ، هم بالضبط الذين نحن في حرب معهم الان.
هكذا اخترقت القومية الليبرالية داخل روسيا ، او بعبارة اصح ، اخترقتها منذ فترة طويلة ، هذه هي ميكانيكية عملها ، تَرَد من كييڤ شكوى ، ثم يقوم شخص في داخل الإدارة بدعمها ، وهكذا تنهار مبادرة أخرى لنشر الفكرة الروسية ، بكل تأكيد ، لا تستطيعون ايقافي ، لققد كتبت أربعة وعشرين جُزءاً من النوماخيا ، واخر ثلاث متفانون وخصصون للشعارات الروسية ، ولكن المؤسساتية الخاصة بالفكرة الروسية قد تم تاجيلها مرة أخرى ، مثالي انا ليس معزولا والوحيد بالطبع ، شيء مماثل قد مر به اغلب او كل المنظرين والمفكرين الملتزمين بتبرير هوية الحضارة الروسية ، انها حرب فلسفية ضروس ومعارضة منظمة بشكل جيد للفكرة الروسية يتم الاشراف عليها من الخارج ولكن تنفذ بواسطة المكتبات المحلية او بواسطة مجرد موظفين يتبعون الموضات والاتجاهات بشكل سلبي ، إضافة الى استراتيجيات معلوماتية منظمة مكونة من عملاء مباشرين مخصصين للتاثير
نحن الان في نقطة حيث ان مؤسساتية الحوار الروسي أصبحت ضرورة ، الكل قد شاهد في حربنا المعلوماتية كم ان عمليات ومزاجيات المجتمع يمكن ان يُتلاعب بها وتتم السيطرة عليها
ان اكثر شيء جدية هو الصراع الحاصل على مستوى النماذج والمعرفة
لقد قال ميشيل فوكو : ان الذي يسيطر على المعرفة ، يمتلك القوة الحقيقية ، وان القوة الحقيقية هي القوة التي تسيطر على عقول وارواح الناس.
ان الفلسفة هي اهم جبهة ، التي تكون عواقبها اعظم من الاخبار القادمة من أوكرانيا ، حيث ان كل روسي يبحث ويتسائل بلهفة عن حال وأداء الجنود والخطوط التي تمت السيطرة عليها او ان كان العدو قد تعثر ، هنا بالضبط تقبع العقبة الأساسية امام نصرنا .
نحتاج الى فلسفة انتصار ، بدونها ، كل شيء سيكون بدون فائدة ، وكل نجاحاتنا ستتحول الى هزائم .
كل الإصلاحات يجب ان تبدا في عالم الروح
ودام ان الاخبار من الجبهة يجب ان تطلب في الاخبار ، وماذا عن مؤسسة الفلسفة؟ ، هل لا زالت قائمة ؟ ، هل استسلمت بالفعل؟
تمت ترجمة المقال بواسطة خالد وليد.