حروب السعودية وإيران بالوكالة تصل إلى نيجيريا
يتحدث عدد من المراقبين عن حرب بالوكالة بين السعودية وإيران في عدة مناطق من العالم، ويعتقد أن هذه الحرب توسعت اليوم إلى نيجيريا، حيث يتنافس فيها كل من الشيعة بدعم إيراني والسنة بسند سعودي.
تتجه مناطق شمال نيجيريا المسلم الذي يعاني من تمرد حركة بوكو حرام الإسلامية السنية المتطرفة، إلى حرب أخرى بالوكالة بين إيران والسعودية، وذلك بعد مواجهات عنيفة بين مجموعات متنافسة سنية وشيعية.
ففي 12 تشرين الأول/أكتوبر هاجم عناصر حركة "إزالة البدعة وإقامة السنة" السلفية المدعومة من السعودية عناصر الحركة الإسلامية النيجيرية الشيعية المقربة من إيران.
وزادت حدة رفض الشيعة في الآونة الأخيرة في شمال نيجيريا وخصوصا في كادونا التي يهيمن عليها السلفيون. ويقول سكان إن أئمة المساجد لم يعودوا يتورعون عن إلقاء خطب مشحونة بالكراهية ضد الأقلية الشيعية.
توسع حرب الوكالة
وتشير المواجهات والتصعيد الأخير إلى توسع حرب بالوكالة بين السعودية وإيران. ويقول خبراء إن هذه الحرب قائمة منذ مدة في لبنان وسوريا واليمن وباكستان، وهي الآن بصدد الانتقال إلى نيجيريا.
وبحسب المحلل السياسي أبوبكر الصديق محمد، فإن "السعودية مولت في الواقع الحملات ضد الشيعة في العديد من مناطق العالم". وأضاف "إذا تكثفت الهجمات على الشيعة، فمن البديهي أن تهب إيران لمساعدتهم وأن تدعم السعودية الهجمات عليهم".
علاقة إيران والسعودية بالدولة النيجيرية
واتُهم قائد تنظيم "إزالة" عبد الله بالا لو بالتحريض على الشيعة، وقال في تصريح له، إن الدستور النيجيري لا يعترف إلا بالمذهب السني. وتقيم مجموعته علاقات وثيقة مع السعودية وتبث قناته الفضائية خطابا عنيفا ضد الشيعة.
واتصل قادة إيران والسعودية بالرئيس النيجيري محمد بخاري بعد هجمات زاريا. ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى ضبط النفس، وقال: هناك "جماعة" تعمل على "زرع بذور الشقاق بين المسلمين في بلدان إسلامية" في إشارة واضحة إلى السعودية.
وقالت وسائل إعلام نيجيرية إن العاهل السعودي الملك سلمان دعم العملية، التي نفذتها سلطات أبوجا ضد عناصر الحركة الإسلامية النيجيرية الشيعية، ووصفها بأنها "معركة ضد الإرهاب".
وأكد المحلل أبوبكر الصديق محمد، أن "رد فعل إيران والسعودية على المواجهات في زاريا، يعكس وجود تيارات طائفية".
وفي مارس/آذار الماضي، شارك رجال دين سعوديون في مؤتمر لحركة "إزالة" خصص لبحث "الإيديولوجيات الإسلامية المنحرفة" في نيجيريا.
هل الشيعة مستهدفون في نيجيريا؟
وتلقت حركة "إزالة" تمويلات من السعودية، وهي تضم أعضاء أثرياء ما أتاح لها بناء مساجد ومدارس.
وتكثفت خطب "إزالة" ضد الحركة الإسلامية النيجيرية والمذهب الشيعي منذ ديسمبر/كانون الأول 2015. وأيدت "إزالة" علنا قمع الجيش لعناصر الحركة الإسلامية بل أنها دعت إلى مزيد من العنف ضدهم.
وكتب محمد إبراهيم في صحيفة "أهل البيت" الشيعية، "رأى الناس في المنع الذي استهدف الحركة الإسلامية النيجيرية استهدافا للشيعة، لأن هذه الحركة هي الأكثر تمثيلا لهم بسبب أنشطتها العامة مثل مواكب الشارع".
وأضاف "هذا يثير قلقنا لأننا نرى كيف أن المتعاطفين مع ’إزالة‘ يبثون أخبارا، تقول إن الحكومة تريد حظر التشيع والناس بدأت تصدق ذلك".
ويواجه قائد تنظيم "إزالة البدعة وإقامة السنة"، عبد الله بالا لو، اتهامات بالتحريض على مهاجمة الشيعة بتصريحه الذي قال فيه إن الدستور النيجيري لا يعترف إلا بالمذهب السني. وتبث القناة الفضائية لمجموعته، التي تدعم علاقات وثيقة مع السعودية، خطابا عنيفا ضد أتباع الشيعة.
ولا تعترف "الحركة الإسلامية النيجيرية" بالسلطات النيجرية المركزية في العاصمة أبوجا، وهي تدعو إلى إقامة نظام على الطريقة الإيرانية خصوصا في ولاية كادونا.
وجاءت هذه التطورات بعد أن اتهمت "منظمة العفو الدولية" الجيش النيجيري باغتيال أكثر من 350 شيعيا دفن جثثهم في مقبرة جماعية، بين 12 و14 ديسمبر/كانون الأول 2015، في مدينة زاريا بولاية كادونا.
وسارعت حكومة كادونا إلى إجراء تحقيق مستقل خلص، في أغسطس/آب الماضي، إلى أنه تم قتل 347 شيعيا، لكنها لم تقم حتى الآن بمحاكمة أو إدانة أي شخص كان داخل الجيش بشأن هذه المجزرة.
واحتجزت السلطات مع ذلك قائد "الحركة الإسلامية النيجيرية"، إبراهيم الزكزكي، في ديسمبر/كانون الأول 2015، ونقلته إلى مكان لم يكشف عنه، وذلك من دون توجيه أي اتهام إليه، فيما يقع حوالي 100 من عناصر حركته قيد الحبس في كادونا بانتظار المحاكمة.
المصدر: أ ف ب، وكالات