زيارة الأمير السعودي للولايات المتحدة.. توقيت فاشل للغاية

14.06.2016

وصل ولي عهد المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان آل سعود اليوم، إلى الولايات المتحدة. وممثل جيل الشباب السعودي، الثاني في ترتيب ولاية العرش الملكي، والمبادر بحرب اليمن، يحاول الحصول على دعم الولايات المتحدة. وبرنامج الزيارة - لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وغيرهما من كبار المسؤولين.

طموحات كبيرة

يبلغ الأمير محمد من العمر 31 عاما. وقد شغل منصب وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، ويعتبر واحدا من الحكام الفعليين للبلاد، ويعاني الملك سلمان، والده من خرف الشيخوخة. أيضا، جزء كبير من الوظائف الحكومية مركزة في يد محمد بن نايف، ولي العهد وابن شقيق الملك، والذي يعتبر واحدا من أكثر الشخصيات المؤيدة للولايات المتحدة في العائلة المالكة. الأمير محمد - مؤيد لتحول المملكة العربية السعودية إلى قوة مهيمنة في المنطقة، ويدعو إلى مواجهة صعبة مع إيران. وكان هو المبادر بفكرة التدخل العسكري في اليمن. بدأ الأمير مؤخرا بإصلاحات رئيسية - الغرض منها الابتعاد عن اقتصاد الموارد الخام وبناء نظام اقتصادي أكثر تنوعا، وجذب مستثمري القطاع الخاص للاقتصاد.

مشاكل السعودية

مبادرة الأمير محمد تصطدم بالحدود الطبيعية. يظهر الجيش السعودي عدم قدرته حتى مع دول الخليج الأخرى، على قمع مقاومة الحوثيين في اليمن. وتتطلب الحرب تمويلا ضخما، وتظهر عدم فعالية النظام السعودي. محاولات تحديث التنمية الصناعية تصطدم بعدم استعداد النظام التعليمي وعدم وجود قاعدة تكنولوجية. المملكة العربية السعودية لا تنتج شيئا سوى النفط. ومن دون دعم الولايات المتحدة - العسكري والسياسي والتكنولوجي والاقتصادي، المملكة العربية السعودية لن تبقى على قيد الحياة.

المشاكل مع الولايات المتحدة

الولايات المتحدة مستعدة لمواصلة التحالف مع المملكة العربية السعودية، ولكن هناك عدد من المشاكل. أبرزها النظرة إلى هذا البلد من قبل المجتمع الأمريكي على أنه من الدول الراعية للإرهاب. ومما صب الزيت على النار، وعد الجانب الأمريكي بكشف معلومات عن تورط السعوديين في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، في ابريل/نيسان الماضي. وبابتزاز المملكة العربية السعودية لإفشال مفاوضات الدوحة بشأن حصص إنتاج النفط. تسعى الولايات المتحدة لمنع نمو أسعار الذهب الأسود، من أجل الحفاظ على ضغط فعال على العدو الجيوسياسي الرئيسي - روسيا. ولهذا السبب تراجعت العلاقات السعودية الأمريكية. وفي الوقت نفسه عملت وكالة المخابرات المركزية على الدعم الكامل للمملكة العربية السعودية في محاولة لإنقاذ الموقف. زيارة الأمير محمد يمكن أن تحسن العلاقات بين البلدين. ومع ذلك، تأتي الزيارة في جو غير ملائم تماما، بعد المذبحة في أورلاندو، حيث أطلق أمريكي مسلم النار على مثليين جنسيين.
الرئيس أوباما - "بطة عرجاء"، سيستبدل قريبا بدونالد ترامب أو هيلاري كلينتون. ترامب اتهم مرارا السعوديين بدعم الإرهاب وأعلن أنه لن يقدم "الحماية" للمملكة العربية السعودية، إذا أصبح رئيسا. حتى هيلاري كلينتون، التي شارك السعوديون في حملتها الانتخابية بـ25 مليون دولار، بعد الهجوم الإرهابي في أورلاندو، وصفت المملكة العربية السعودية إلى جانب الكويت وقطر بالدول الراعية للإرهاب، وطالبت من السلطات وقف دعم الإسلام المتطرف في جميع أنحاء العالم.
محاولة تطبيع العلاقات، تأتي في وقت في غاية السلبية. والفشل الواضح لزيارة الأمير محمد بن سلمان، يؤثر على موقفه داخل البلاد.