للمرة الأولى منذ سنوات عديدة، شهدت مدينة القدس هجوما على حافلة ركاب، لم يسفر عن قتلى، في حين أصيب عدد قليل بجروح. ووقع الهجوم عشية الاحتفال بعيد الفصح اليهودي، على خلفية تفاقم الصراع بين اليهود والفلسطينيين على الحرم القدسي الشريف.
طلبت اليونسكو يوم الجمعة الماضي، من السلطات الإسرائيلية، اعادة السيطرة على المقدسات الاسلامية إلى الفلسطينيين. وبالإضافة إلى ذلك، حثت المنظمة الصهاينة على إتاحة وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى وعدم منعهم من أداء وظائف إدارة وترميم الموقع. وهذه النقطة الأخيرة لها أهمية خاصة، لأن أعمال الترميم الأثرية الإسرائيلية في المكان المقدس للمسلمين، تقابل بسلبية من الفلسطينيين. ذلك أن اليهود يحاولون التسبب في انهيار المسجد الأقصى، بهدف فتح المجال لإقامة الهيكل الثالث. وكان رد فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلبيا على التوصيات، ورفض الامتثال للمتطلبات. وخلال أسبوع قبل الهجوم، سارع نتنياهو للإعلان عن ركود موجة العنف، الناجم عن قيام القوات الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، بمنع وصول المسلمين إلى الحرم القدسي الشريف.
تعتبر منطقة الحرم القدسي مكانا مقدسا للمسلمين ولليهود. إذ يؤمن المسلمون بأن النبي محمد، أسرى إلى المسجد الأقصى من مكة، ومن هذا المكان عرج إلى السماء. في حين يعتقد اليهود بوجود معبد القدس في هذا المكان، وهو مركز الديانة اليهودية والمكان الوحيد للعبادة وتقديم القرابين، وبرأي اليهود، يجب إعادة بناء الهيكل إستعدادا لقدوم "ميشياه" (المسيح اليهودي)، الذي يؤمن المسيحيون الأرثوذكس والمسلمون بأنه المسيح الدجال.
وقع الهجوم على خلفية تفاقم للعلاقات بين اسرائيل وحركة "حماس" المسيطرة على قطاع غزة. ففي نفس اليوم، تم العثور على أنفاق من غزة إلى المناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية، وزعم أنها تستخدم لتنفيذ "هجمات إرهابية". الحصار المفروض على غزة، والإجراءات العقابية الدورية، وعدم اليقين مع إمكانية إنشاء دولة فلسطينية، تعزز من حالة الغضب في فلسطين. وعلى الأرجح، ستلي هذا الهجوم موجة جديدة من العنف. وردا على ذلك، ستواصل إسرائيل قصف غزة.