للمرة الأولى في التاريخ.. لقاء يجمع رؤساء روسيا وإيران وأذربيجان

08.08.2016

تستضيف العاضمة الأذربيجانية باكو اليوم، الاجتماع الثلاثي لرؤساء روسيا وإيران وأذربيجان. وعلى جدول الأعمال، التعاون في منطقة بحر قزوين، والمشاريع الاقتصادية المشتركة، والصراعات في سوريا وأفغانستان، وتسوية نزاع ناغورني قره باغ.

البعد الاقتصادي

وخلال القمة، سعقد محادثات بين رؤساء الثلاثة، فضلا عن عقد اجتماعات ثنائية. وأحد المشاريع الاقتصادية الكبرى التي ستناقش في الاجتماع، هو خلق ممر النقل "الشمال-الجنوب". ووفقا للرئيس الروسي، الذي أعطى مقابلة عشية للصحافة الأذربيجانية، هذا المشروع سيخلق أفضل فرصة "لتحريك عبور البضائع من الهند وإيران ودول الخليج إلى أراضي روسيا وفي وقت لاحق إلى شمال وغرب أوروبا."
وسيعمل الجانبان على مناقشة المشاريع المشتركة في قطاع الطاقة، فضلا عن قسم من حقول النفط والغاز في بحر قزوين: روسيا وأذربيجان من جهة وإيران من جهة أخرى تصر على مبادئ مختلفة من التمايز. أيضا ستناقش قضايا التعاون في مجالات السياحة والتجارة. في الواقع، اللقاء أبعد من بناء مثلث موسكو وباكو-طهران في التكامل الاقتصادي الأوراسي، المكمل لمشروع EAEC وسيؤدي في المستقبل للدخول الرسمي لإيران وأذربيجان في الهيكل الأوراسي. من الممكن أيضا مناقشة التكامل الأوراسي لتركيا، إذ تعقد هذه القمة عشية اجتماع فلاديمير بوتين التاريخي برجب طيب اردوغان.

البعد السياسي

لا يقل أهمية البعد السياسي للقمة. أظهرت روسيا وإيران موقفا موحدا بشأن القضايا الدولية الرئيسية، بما في ذلك سوريا. تقارب تركيا مع روسيا يعطي فرصة فريدة لإنشاء اتحاد سياسي أوراسي قوي. أذربيجان لا يمكن أن تبقى بمعزل عن تشكيل وحدة، تشمل شركائها الدوليين الرئيسيين والدول القريبة تاريخيا. تحول أنقرة إلى موسكو يعزز موقف باكو كحلقة وصل مهمة بين موسكو وأنقرة وطهران، تربط بشكل وثيق جميع الدول الثلاث ذات التجربة التاريخية من كونها جزءا من روسيا، واتباعها الطائفة الإسلامية الشيعية بشكل مهيمن، ولغتها التركية.
من المهم في هذا المجال، مشاركة ايران في حل نزاع كاراباخ. فمن جهة، هي مقربة من أذربيجان بسبب الأغلبية الشيعية من الأذربيجانيين، ومن ناحية أخرى، لدى ايران دائما علاقات جيدة مع أرمينيا. وهكذا، فإن روسيا وإيران لا تحاولان زعزعة توازن المصالح بين أرمينيا وأذربيجان من أجل الحفاظ على السلام في المنطقة.