انسحاب الولايات المتحدة من سورية ناتج عن صفقة سرية مع تركيا

23.12.2018
وفقاً لنضال السبع، فإنَّ احتمال نشوء تحالف بين كل من أنقرة و دمشق لمواجهة الانفصال الكردي مستبعد تمامًا.

بيروت، 20 ديسمبر. (تاس). صرَّح المحلل اللبناني نضال سبع - الخبير البارز في الملف السوري - لوكالة تاس يوم الخميس، إن قرار الرئيس الأمريكي بسحب القوات من سورية جاء نتيجة اتفاق سري بين واشنطن وأنقرة.

وقال أنه بعد فترة من الخلافات المريرة بين الولايات المتحدة وتركيا، ’’اكتسبت أنقرة ثقتهم بالكامل مجددًا، وسوف تعزز مرة أخرى المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط‘‘. وقال السبع ’’ إن السياسات الإقليمية لأنقرة وواشنطن تسعى لتحقيق نفس الأهداف وهي موجهة إلى تفتيت سورية والعراق‘‘.

ويعتقد أنه من المرجح أن يستخدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتفاق مع الولايات المتحدة لنقل الجماعات المتطرفة، التي يتم الآن سحبها من منطقة خفض التصعيد في إدلب، إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات. إلى جانب ذلك، يعتقد السبع أن انسحاب القوات الأمريكية سيشكل كارثة للتحالف العربي الكردي المعروف بالقوات الديمقراطية السورية. ويتوقع أن يؤدي الانشقاق داخل صفوف هذا التحالف في نهاية المطاف إلى مواجهة كبيرة بين القبائل العربية والجماعات الكردية في شرق سورية.

وقال المحلل اللبناني: ’’في هذا الوضع الجديد، ستتاح للجماعات الكردية فرصة واحدة فقط لتفادي الوضع، حيث تم تركها وجهًا لوجه مع القوات التركية: إعادة التنسيق مع الدولة السورية وتجاهل خطط الفيديرالية السورية‘‘. ووفقًا له، فإن وضع تتعاون فيه كل من أنقرة ودمشق لمواجهة الانفصال الكردي مستبعد تمامًا. وقال السبع ’’إنَّ الرئيس السوري بشار الأسد لن يتوصل أبدًا إلى اتفاق مع أردوغان الذي يعتبره المسؤول الرئيسي عن إراقة الدماء على الأراضي السورية‘‘، وأضاف أن الأسد ’’لا يثق بأردوغان لأنه مدرك لطبيعة علاقاته بأصوليي الإخوان المسلمين” (المحظور في روسيا)، الذين كانوا القوة الدافعة الرئيسية وراء ما يدعى بمشروع الربيع العربي‘‘.