البحرية الصينية تنفذ مناورات عسكرية في بحر الصين الجنوبي

غادرت ثلاث سفن تابعة للبحرية الصينية من أسطول نانهاى أمس الأربعاء، ميناء سانيا بمقاطعة هاينان، لتنفيذ المناورات العسكرية السنوية في بحر الصين الجنوبي والمياه المتاخمة له.

التفاصيل التقنية

مدمرة الصواريخ خيفي، والفرقاطة الصاروخية سانيا وسفينة الامداد هونتشو ستنضم للمدمرتين الصاروخيتين لانتشو وقوانغتشو، وكذلك لفرقاطة الصواريخ يولين، التي تتواجد حاليا في مكان آخر.
وستنفذ السفن دوريات في مناطق بحر الصين الجنوبي، في الجزء الشرقي من المحيط الهندي وغرب المحيط الهادئ.
كذلك ستشارك في التدريبات عشرات المروحيات وعناصر من القوات الخاصة. وبالإضافة إلى ذلك ستتم تعبئة الطيران البحري، والقوات الحامية في جزر شيشا ونانشا، وكذلك قوات أسطول بيهاى.
وتهدف المناورات إلى تحسين الاستعداد القتالي وتنسيق الممارسات بين السفن والطائرات والقوات الأخرى.
 

رد بكين على الاستفزازات الأمريكية

من الواضح أن المناورات تأتي ردا من الصين على جهود واشنطن التي تسعى لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة، وتقوم باستعراض قوتها بين الحين والآخر. وفي وقت سابق، نفذت الولايات المتحدة عددا من التدريبات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية واليابان بالقرب من حدود الصين. وبالإضافة إلى ذلك، زار المنطقة وزير الدفاع الأمريكي، الذي كان في جولة طويلة في المنطقة. وتسببت عسكرة كوريا الجنوبية بمساعدة من الولايات المتحدة وخطط إضافية لتعزيز الوجود العسكري الأمريكي، بردة فعل سلبية في بكين.
قبل بضعة أيام، رفضت الصين طلبا من الولايات المتحدة، لدخول حاملة الطائرات الأمريكية جون ستينيس والسفن المرافقة لها في ميناء هونغ كونغ. وتمت مناقشة هذا الحدث في الكونغرس الأمريكي. وبالإضافة إلى ذلك، تعتقد الولايات المتحدة أن أساليب روسيا (مناورات الطائرات فوق السفن) هي مثال للصين لكيفية الضغط على الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق، في فبراير/شباط 2016، نشرت الصين بطاريتي صواريخ أرض-جو من طراز HQ-9  وكذلك رادار على جزيرة وودي، وهي جزء من مجموعة جزر باراتسل. ويبلغ مجال هذا السلاح - 200 كم. وتطالب فيتنام وتايوان بهذه الجزيرة بالإضافة إلى الصين. وفي الصراع الإقليمي تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية بنشاط، واقفة إلى جانب معارضي للصين.

محور أوباما في المحيط الهادئ والتوسع الصيني

بما أن النمو الاقتصادي الصيني يهدد مباشرة هيمنة الولايات المتحدة، تسعى واشنطن للترويج لفكرة "التهديد الصيني" وتستخدم تابعيها في الإقليم. ويخدم النزاع حول الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي مصالح الولايات المتحدة، التي تسعى لتعزيز قدراتها العسكرية ونشر قواعد جديدة في المنطقة.
الصين، من جانبها، تواصل التوسع الاقتصادي السلمي في الجنوب، دون فرض أي شروط على الشركاء المحتملين.
وفي الوقت نفسه، تدرك الولايات المتحدة أن المسار الرئيسي للتجارة العالمية، يمر عبر بحار جنوب شرق آسيا، وخاصة بحر الصين الجنوبي، والذي يطلق عليه خبراء الجيواستراتيجية الأمريكيون اسم "البحر الوسطي" (قلب البحر)، وفقا لمفهوم هارتلاند القاري العالمي (أوراسيا روسيا) لماكيندر. هذا هو السبب في أنه من المهم بالنسبة للولايات المتحدة إقامة هناك وجود عسكري سياسي دائم لمتابعة ومراقبة طرق النقل البحري العالمية.