ما الذي يريده كيري من لافروف وبوتين؟

يبدأ زير الخارجية الأمريكي جون كيري،  يوم 23 آذار/مارس زيارة رسمية إلى موسكو. وعلى جدول الأعمال، سورية وأوكرانيا. وفي كلا القضيتين، تأمل واشنطن بالحصول على تنازلات جديدة من روسيا.

سورية

زيارة كيري لم يكن مخططا لها. هذه الزيارة جاءت بمبادرة اميركية بعد الإعلان عن سحب معظم القوات الروسية من سورية. ما يدل على أن هذا القرار كان مفاجأة للولايات المتحدة. الأمريكيون الآن يريدون معرفة ما تخطط موسكو لفعله. والسؤال الرئيسي الذي يسعى وزير الخارجية الأمريكي للحصول على إجابة عليه، هل سحب القوات الروسية يعني "تسليم سورية"؟ أم أن الحديث يدور الآن عن تغيير شكل الوجود العسكري الروسي؟ بالطبع كيري سيحاول إقناع موسكو بتسليم سورية. ولكن من غير المعروف ما الذي سيطرحه الأميركيون في المقابل. وبالإضافة إلى ذلك، موسكو ليست مستعدة لمثل هذا التغيير المفاجئ في سياستها.

أوكرانيا

الولايات المتحدة غير مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة في أوكرانيا. هم مستمرون في دعم النظام في كييف. والنظام في كييف يواصل قصف الجمهوريات الشعبية في دونباس. وفي ذكرى إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية انها لن ترفع العقوبات عن روسيا إلا بعد إعادة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا. فيكتوريا نولاند وهي المفاوض الاميركي الرئيسي فيما يتعلق بدونباس، أكدت لكييف بأنها ستعيد حدود المنطقة تحت السيطرة الأوكرانية بحلول خريف 2016. هذا "الحل الوسط" بالنسبة لروسيا، وخاصة قبل الانتخابات البرلمانية، مستحيل. أي تسويات في أوكرانيا وسورية، حيث قدمت موسكو في وقت سابق تنازلات للغرب، ستتعارض مع المصالح الوطنية للبلاد.

التوقعات

مما سبق فإن هذه الزيارة لن تسفر عن نتائج مهمة على الأرجح. وسيعرب الطرفان عن التزامهما بالاتفاقات السابقة، وعن التوافق على أن المشكلة يجب أن تحل على طاولة المفاوضات، وسيتم اتخاذ قرارات بشأن القضايا الثانوية. وكل جانب سيفسر نتائج هذا اللقاء لصالحه.