البالون الكردي .. نقطة الخلاف الأمريكي التركي في سوريا

By VOA - http://www.voanews.com/a/raqqa-syria-islamic-state/3633470.html, Public Domain, https://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=54332223
10.03.2017

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن بلاده ترى مواقف متباينة داخل الإدارة الأمريكية تجاه تنظيم "ب ي د/ي ب ك" الإرهابي، من خلال التصريحات الصادرة عنها، مضيفا-في مؤتمر صحفي في العاصمة التركية"أنقرة"-"هناك "في الإدارة الأمريكية"من يدعو لمراعاة موقف تركيا، وفي المقابل هناك جهود لمواصلة العمليات "في سوريا" عن طريق التنظيم"ب ي د/ي ب ك"، وفقا لما ذكرته وكالة"الاناضول" التركية للأنباء.

وأكد قالن، أنه لا يوجد قرار نهائي حول المجموعات أو الجهات التي ستشارك في عملية الرقة السورية بهدف تحريرها من تنظيم "داعش" الإرهابي، مشددا على أن محاولة قتال "داعش" عبر تنظيم "ب ي د"-الامتداد السوري لحزب"العمال الكردستاني"- يعتبر كمن يقطع الغصن الذي يقف عليه، وأوضح المتحدث التركي، أن بلاده تؤكد منذ البداية على ضرورة اختيار اللاعبين الشرعيين في مكافحة المنظمات الإرهابية، مشيرًا إلى وجود خلافات بين تركيا والولايات المتحدة حول هذا الخصوص.

وتطرق قالن، إلى اجتماع ثلاثي جمع رؤساء أركان تركيا وروسيا والولايات المتحدة الثلاثاء في مدينة أنطاليا جنوبي البلاد، موضحا أن الأطراف المجتمعة بحثوا كافة نواحي العملية "في الرقة" في حال تم التفاهم بين البلدان الـ3 عليها، وقال إن بلاده ستواصل مباحثاتها مع نظرائها في هذا الإطار، وجدد المتحدث باسم الرئاسة التركية، مطالبة بلاده بانسحاب عناصر "ب ي د" الإرهابي من غربي نهر الفرات والانتقال إلى شرقها في سوريا.

وأشار قالن، إلى أن الولايات تدعي عدم ارتباط "ب ي د" بـ"الكردستاني"، مستدركًا أن الأمريكيين أنفسهم يدركون أن إدعائهم غير صحيح، ولفت المتحدث التركي،إلى التقارير التي نشرتها الاستخبارات الأمريكية"سي آي أيه"، العام الماضي، والتي أكدت على أن "ب ي د" هو الامتداد السوري لـ "العمال الركدستاني".

وفيما قال إن تواجد القوات الأمريكية في سوريا سيكون لفترة محدودة، أكد المتحدث باسم التحالف الدولي لمكافحة الارهاب جون دوريان إرسال الولايات المتحدة وحدة مدفعية إلى سوريا، مشيرًا إلي أن عملية عزل الرقة تسير بشكل جيد جدا.

وأضاف دوريان، أن القوات الأمريكية في سوريا ستواصل العمل مع شركائها المحليين ولن تقاتل في الصفوف الأمامية، لافتًا إلى أن القوات الأمريكية الموجودة في سوريا ستبقى لفترة محدودة.

وفيما يبدو أن الحصان الأسود للجيش السوري قد انطلق في شمال سوريا، تظهر الفروقات في القوة بين الجيش السوري والقوات الكردية التي طلبت منه حمايتها من قوات "درع الفرات" التركية غرب منبج وبموافقة روسية، كذلك حقق الجيش السوري تقدما كبيرا في ريف حلب الشمالي الشرقي وحرر أمس الأول منطقة الخفسة ووصل إلى ضفاف بحيرة الأسد طاردا تنظيم داعش من تلك المناطق، واتجهت القوات باتجاه جنوب الخفسة لتحرر المزيد من القرى والمساحات التي كان يسيطر عليها داعش، وبالرغم من استمرار عملية "غضب الفرات" الكردية في ريف الرقة بدعم أمريكي، إلا أنه على الأرجح أن تكون الرقة ودير الزور تحت نفوذ الجيش السوري في الفترة التي ستأتي بعد انهيار تنظيم داعش وانسحابه. 

في الملف الكردي لن تضحي الولايات المتحدة بعلاقتها مع أنقرة من أجل "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية في سوريا، ويشكل الدعم الأمريكي الحالي لهذه القوات موطئ قدم للأمريكي في أي مفاوضات حول سوريا بحكم أهمية الملف السوري على المستوى الدولي. وتدرك الإدارة الأمريكية أن مرحلة ما بعد استعادة الجيش السوري للمنطقة الشمالية الشرقية من سوريا وطرده لتنظيم داعش، لن تكون التوازنات في صالح القوات الكردية، لذلك فهي لا تمانع حالا من التنسيق بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية "قسد".