ماذا قال عبد الله الثاني في واشنطن ؟

13.02.2017

تروي شخصية فلسطينية تربطها صلات قربى بأحد مستشاري البلاط في الاردن أن الملك عبدالله الثاني، وقبل مغادرته الى واشنطن، زار سرا احدى الدول العربية حيث تداول مع المسؤولين فيها حول جدول محادثاته مع الرئيس دونالد ترامب.
وليس خفيا أن الزيارة التي حصلت في وقت مبكر من ولاية الرئيس الاميركي تمت بتنسيق بريطاني، وعلى أساس اذا كان هذا الاخير يريد صورة بانورامية عن الشرق الاوسط ما عليه سوى الالتقاء بالعاهل الاردني.

عبد الله الثاني حمل معه رؤيته لازمات المنطقة، وكذلك رؤية المسؤولين في الدولة العربية اياها، الى البيت الابيض.
وبحسب ما تنقل الشخصية الفلسطينية، فان الملك الذي كان أول من اطلق مصطلح «الهلال الشيعي»، رأى أن تفكيك هذا الهلال الذي زعزعته التطورات السورية لا يمكن أن يحصل الا بتدخل عسكري أميركي مباشر، والا باستطاعة الإيرانيين ارباك المصالح الاميركية في المنطقة بل والسعي الى اقامة خارطة جيوستراتيجية تكون على تضاد تام مع السياسات الاميركية.

لا بد من ضرب «الحشد الشعبي» في العراق، وقد بات كالجيش الموازي، بمدرعاته ومدفعيته، وترسانته الصاروخية، والذي يخطط لارسال اكثر من 10 الاف مقاتل الى سوريا فور ان يتم تطهير الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية.
الملك اعتبر أن بقاء الحشد الشعبي يعني تحويل العراق، او على الاقل السلطة في بغداد، الى رهينة في يد ايران، اذ ان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني هو من خطط لوصول قوات الحشد الى تلعفر، والهدف تأمين التواصل الجغرافي مع سوريا. بالاحرى مع قوات النظام السوري وحلفائه.
يعرف العاهل الاردني أن ضغوطا مارستها واشنطن لمنع الحشد الشعبي من الدخول الى المدينة. هذا لا يكفي لان وحدات من الحشد تتمركز في نقاط استراتجية بالغة الحساسية على الطريق بين سوريا والعراق.
وفي كل الاحوال، اذا كانت الولايات المتحدة ترفض ان يكون العراق قاعدة ايرانية ما عليها الا ان تتعامل عسكريا مع الحشد، مع استعداد دول عربية اضافة الى تركيا، للتنسيق العملاني واللوجيستي.
وتبعا لما تنقله الشخصية الفلسطينية، فان الاردن جاهز للمشاركة على المستويات كافة ودون ان تكون هناك اي مشكلة بالنسبة الى تغطية النفقات الاميركية في هذا المجال.
مثلما الحشد الشعبي في العراق «حزب الله» في سوريا. واذا كان النائب السابق لوزير الخارجية الاميركية ريتشارد ارميتاج قد اعتبر ان الحزب هو القوة الارهابية الاساس وتنظيم القاعدة القوة الاحتياط، فان ما ينقل عما حدث في البيت الابيض يؤكد ان كلاما اكبر بكثير وصل الى اذني دونالد ترامب حول «حزب الله».
حديث عن ان الحزب يتمتع بقيادة ذات كفاءات عالية جداً ان في التخطيط او في التنظيم ليتحول الى قوة اقليمية بما تعنيه الكلمة.
واذ لا امكانية لمواجهة الحزب في لبنان بالنظر الى هشاشة الوضع في هذا البلد، فان وجود الحزب في سوريا يعطي واشنطن فرصة ذهبية للتعامل معه او لتفكيكه ما دام الفارق واضحا بين موسكو وطهران حول النظرة الى سوريا وحول النظر الى مستقبل سوريا.

المعركة الحقيقية ضد ايران يفترض ان تجري على الارض العراقية كما على الارض السورية، ودون ان تكون واردة الحرب المباشرة بين اميركا وايران بالنظر لتداعياتها الكارثية على المنطقة برمتها.
هذا الكلام، وبحسب الشخصية الفلسطينية، جرى في البيت الابيض. الافكار (العربية) باتت في رأس دونالد ترامب.