سورية بدأت تستعيد عافيتها...

02.02.2017

من جديد تعود صحيفة «العروبة» في حمص و«الفداء» في حماة و«الوحدة» في اللاذقية للإصدار الورقي بعد توقف دام قرابة ثلاث سنوات بسبب الحرب الكونية التي تعرّضت لها سورية من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في المنطقة.

تعود الصحف الثلاث لإصدارها الورقي لتؤكد للعالم أنّ سورية عصية، وهي كانت وستبقى رقماً صعباً في المعادلات الدولية. وإصدار هذه الصحف مجدّداً هو رسالة هامة بأنّ سورية وبعد ما يقارب السنوات الست باتت في ربع الساعة الأخير لإعلان النصر على الإرهاب وعلى الإرهابيين ومرتزقة العالم الذين جيء بهم لإسقاط الدولة السورية التي صمدت قيادة وشعباً في وجه أكبر حرب تتعرّض لها دولة في العالم.

وأعتقد أنّ الولايات المتحدة الأميركية بعظمة قدرها وجلالها لو تعرّضت لمثل الحرب التي تعرّضت لها سورية لكانت قد سقطت منذ السنة الأولى. ولم تعد هناك أميركا ولا ولايات متحدة أميركية…

في الأحوال كلّها، فإنّ عودة الصحف الثلاث للإصدار الورقي هو فأل خير لسورية قيادة وشعباً ولجيشها البطل الذي صمد خلال السنوات الماضية ودحر الإرهاب في كثير من المواقع والمناطق الساخنة التي أريدَ لها أن تكون إمارات للإرهاب ومستنقعات للفكر التكفيري الذي رعته الإدارة الأميركية، وموّلته مملكة آل سعود الوهابية، والذي سقط وأسقط معه كلّ المؤامرات التي لم ترد لسورية خيراً بل أرادت تقسيمها وتفتيتها خدمة للمشروع الصهيو أميركي، وها نحن نشهد بأمّ العين كيف يخرج المسلحون من تلك المناطق السورية يجرّون أذيال الخيبة هم ومشغّلوهم الذين شعروا بالهزيمة وأصيبوا بهستريا السقوط جراء الانتصار الذي حققه الجيش العربي السوري على الإرهاب والإرهابيين، وهو في النهاية انتصار على المشروع كلّه، وعلى مَن دعم وموّل ذلك المشروع الذي أراد أن يمحو سورية من الخارطة. سورية الدولة القوية الممانعة وسورية المقاومة للكيان الإسرائيلي والتي تدعم كلّ المقاومين وكلّ دول التحرّر في العالم ضدّ الظلم والقهر والاستبداد .

لم تترك الولايات المتحدة الأميركية أسلوباً إلا واستخدمته في حربها ضدّ سورية، ولم تترك أيّ سلاح إلا وقدّمته للإرهابيين في سورية ولم تتوقّف عن رسم السيناريوات إثر السيناريوات كي تحقق الانتصار الذي تطمح إليه، وتكون لديها أوراق لتفاوض بها، ولكنّ سورية وحلفائها الإيراني والروسي وحزب الله كانوا أذكى من العقول التي أدارت الحرب، إذ إنّ معظم تلك الأوراق تتساقط من أيدي الإدارة الأميركية. ويمكن القول إنّ البساط يُسحب من تحتها تدريجياً لتكون في النهاية خالية الوفاض من أية أوراق تفاوض فيها. فالميدان السوري يقول كلمته بتوقيع رجال الجيش السوري حماة الوطن الذين يحققون الانتصارات اليومية وينتصرون على الإرهاب وعلى داعميه، ولذلك فإنّ الإرهابيين في بعض المناطق الساخنة اليوم يبدو أنهم فقدوا رشدهم وبدأوا باستهداف بعض المشاريع التي تؤثر على معيشة المواطن، كما فعل الإرهابيون في وادي بردى باستهدافهم منابع المياه في عين الفيجة، والذي اعتبرته الأمم المتحدة بمثابة جريمة حرب، وكذلك استهداف حقل حيان للغاز… إنّ هذه الأعمال الطائشة والغبية لا تدلّ على هستيريا المجموعات الإرهابية المرتزقة في سورية فحسب، بل تدل على الهستيريا التي أصابت الإدارة الأميركية وحلفاءها الذين لم تعُد بأيديهم أية أوراق أو سيناريوات ينفذونها أمام انتصارات الجيش السوري، فتلك المجموعات الإرهابية تهزم في المواقع كافة وتتراجع ذليلة مهزومة أمام الضربات القوية لجيشنا الباسل والنتيجة تبدو محسومة لصالح سورية ولصالح جيشها، وتبدو الرهانات على انتصار تلك المجموعات الإرهابية كالوهم، ولذلك يقومون بالتدمير والتخريب قبل هروبهم من تلك المناطق التي اغتصبوها .

إنّ انتصار جيشنا آتٍ لا محالة. وهذا ما تؤكده المؤشرات اليومية التي تظهر في المناطق الساخنة كلها، وكما كان عام 2016 بداية الانتصار الساحق على المجموعات الإرهابية نأمل أن يكون عام 2017 هو عام إعلان الانتصار على الإرهاب وعلى المشروع الأميركي ـ الصهيوني الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة .

صحف «العروبة» و«الفداء» و«الوحدة» كانت وستبقى شاهداً وموثقاً للنصر الأكيد على الإرهاب، وعودة هذه الصحف للإصدار الورقي تؤكد أنّ سورية بدأت باستعادة عافيتها وقوّتها إيذاناً بإعلان الانتصار الحتمي على كلّ قوى الشرّ والطغيان، وإنّ غداً لناظره قريب…