عن روسيا.. والمساعدات الإنسانية البريطانية والأممية لمدنيي حلب

03.12.2016

مع تقدم القوات السورية المدعومة بغطاء جوي روسي في أحياء حلب، وخروج المسلحين وتحرير المدنيين، تتزايد الإنتقادات الغربية للدور الروسي في الأزمة السورية، إذ اتهمت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، موسكو بإعاقة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة في حلب.

وانتقدت وزارة الدفاع الروسية بأشد العبارات هذه التصريحات البريطانية، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف السبت 3 ديسمبر/كانون الأول، إن المركز الروسي لتنسيق المصالحة يقدم يوميا مساعدات إلى المدنيين المتضررين منذ إطلاق الجيش السوري عملية استعادة حلب، في حين لم تقدم بريطانيا، على مدى أكثر من 5 سنوات مرت منذ اندلاع الأزمة السورية، غراما واحدا من الطحين أو حبة دواء أو بطانية واحدة لمساعدة السكان المحتاجين.

ولفت كوناشينكوف انتباه المسؤولين البريطانيين إلى أن قوات الجيش السوري تمكنت منذ 28 نوفمبر/تشرين الثاني من استعادة حوالي نصف الأحياء الخاضعة لسيطرة المسلحين في شرق حلب، ما أتاح تحرير نحو 90 ألف شخص يقطنون فيها من قبضة المتشددين، فضلا عن 28 ألفا آخرين، بمن فيهم 14 ألف طفل، فروا من الأحياء الشرقية إلى المناطق الآمنة الخاضعة لسيطرة القوت الموالية للحكومة السورية.

وتسائل المسؤول الروسي: "تثير هذه التصريحات الغريبة سؤالا عما إذا كانت المتحدثة باسم تيريزا ماي تعبر عن موقفها الشخصي أم موقف قيادتها؟".

كما اتهم كوناشينكوف لندن بفقدان الرؤية الموضوعية لما يجري في سوريا، وداخل حلب على وجه الخصوص، في ظل النزعة المعادية للروس المتعاظمة داخل بريطانيا.

كما توجه الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إلى المسؤولين البريطانيين قائلا: "إذا رغبت الحكومة البريطانية فعلا في تقديم مساعدات إلى سكان المناطق الشرقية (من حلب) فإن جميع الظروف متاحة لذلك.. وفي حال لا توجد هناك أي مساعدات بريطانية - لا تمنعوا الآخرين من تقديم المساعدة".

وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قد وجه إلى روسيا اتهامات عارية بالوقوف وراء الهجوم على قافلة مساعدات إنسانية قرب حلب مساء 19 سبتمبر/أيلول الماضي، ما أودى بأرواح 20 مدنيا على الأقل.

وفي تصريحات أخرى دعا رئيس الدبلوماسية البريطانية إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة الروسية في لندن، ما يمثل مخالفة واضحة للمعايير الدبلوماسية السارية في العالم، وردت روسيا على ذلك بشدة محذرة لندن من تأجيج الهستيرية المعادية لموسكو والالتزام بالمعايير الدبلوماسية.

وعلى صعيد متصل، استهجنت موسكو تصريحات المسؤول الأممي يان إيغلاند، حول مساعدة سكان حلب، مؤكدة أنه لم تصل أي مساعدات أممية حتى الآن إلى الأحياء التي سيطر عليها الجيش السوري شرقي حلب.

وأشار اللواء إيغور كوناشينكوف، إلى أن إيغلاند، الذي يترأس مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية لسوريا، كان يصر طيلة الشهر الماضي، على إيصال مساعدات إنسانية إلى أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة الإرهابيين. لكن بعد بسط القوات الحكومية سيطرتها على ما يربو عن 40% من الأحياء الشرقية، حيث يسكن قرابة 90 ألف مدني، توقفت الأمم المتحدة عن تقديم مقترحات المساعدة على الإطلاق لتلك المناطق.

وأضاف كوناشينكوف: "للأسف الشديد لا توجد أي مساعدات أممية في المناطق المحررة في حلب الشرقية. ونحن لا نعرف عما تحدث إيغلاند، عندما قال في مقابلة مع وكالة "رويترز" إن 27-30 ألف شخص من سكان المدينة يتلقون تلك المساعدات".

وأوضح أنه من أجل إغاثة سكان أحياء حلب الشرقية، يقوم ضباط المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا، بإرسال أطنان من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الأولية إلى حلب يوميا.

وأضاف قائلا: "نحن نأمل أن ينتقل السيد إيغلاند، بصفته مستشارا للمبعوث الأممي إلى سوريا، من تصريحات لا أساس لها، إلى أفعال حقيقية لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان حلب الشرقية".