شويغو: ما الجهة التي يحاربها الغرب في سوريا - الإرهابيين أم روسيا؟
أبدى وزير الدفاع الروسي سرغي شويغو استغرابه من تصرفات الدول الغربية بشأن عدم السماح للسفن الروسية بدخول موانئ أوروبية، مؤمدا أنه حان الوقت "لشركائنا الغربيين تحديد ما هي الجهة التي يحاربونها في الواقع - الإرهابيين أم روسيا".
وأشار شويغو الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى إن هذه الخطوة من قبل الدول الغربية أظهرت "كيف يفهم شركاؤنا إسهامهم في مكافحة الإرهاب الدولي في سوريا".
كما أبدى شويغو استغرابه من الضجة التي أثارها الغرب بشأن توجه مجموعة السفن الحربية الروسية إلى المتوسط، وموقف بعض الدول التي منعت السفن الروسية من دخول موانئها تحت ضغط واشنطن وحلف الناتو.
وأوضح شويغو أن مجموعة السفن الروسية بقيادة الطراد "بطرس الأكبر" قامت الأسبوع الماضي بمسيرة في الجزء الشرقي من المحيط الأطلسي متوجهة إلى البحر الأبيض المتوسط، موضحا أن سفن الدعم زودت المجموعة المذكورة بكافة أنواع الإمدادات المطلوبة.
وأكد الوزير الروسي أن رفض بعض الدول لدخول موانئها لم ينعكس بأي شكل على مسيرة السفن الحربية الروسية، مشيرا إلى أن مجموعتي القوات الروسية في حميميم وطرطوس مزودتان كذلك بكل ما يلزم. وأضاف أن القوات الروسية في حميميم وطرطوس تتلقى تقريبا ألفي طن من مختلف الشحنات يوميا.
وقال شويغو إن هذه الخطوة من قبل الدول الغربية أظهرت "كيف يفهم شركاؤنا إسهامهم في مكافحة الإرهاب الدولي في سوريا". مؤكدا أنه "حان الوقت لشركائنا الغربيين لتحديد ما هي الجهة التي يحاربونها في الواقع - الإرهابيين أم روسيا".
وكان الأسطول الروسي قد أعلن السبت 15 أكتوبر/تشرين الأول عن انطلاق مجموعة سفن تتقدمها حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" باتجاه سواحل سورا وتضم طراد "بطرس الأكبر" الصاروخي الذري الثقيل، وسفينتي "سيفيرومورسك" و"الأميرال كولاكوف" الكبيرتين المضادتين للغواصات، إضافة إلى عدد من سفن الإمداد.
كما أعاد وزير الدفاع الروسي التأكد على أن العسكريين الروس في سوريا لا يستخدمون الطيران في حلب منذ 16 يوما بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين.
وقال شويغو "بأمر من القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية لا نستخدم الطيران منذ 16 يوما في حلب"، موضحا أنه في الوقت ذاته "أكثر من ألفين ممن يطلق عليهم "المعارضين المعتدلين" شنوا هجمات كثيفة على أحياء سكنية ومدارس ومستشفيات بدعم من 22 دبابة "معتدلة" و15 مدرعة و8 سيارات "جهادية" يقودها انتحاريون وراجمات صواريخ". موضحا أن الجزء الأكبر من الآليات المذكورة للإرهابيين قد دمرت.
وأكد الوزير الروسي أن خطوات "المعارضة المعتدلة" تؤخر بدء العملية السياسية في سوريا إلى أجل غير مسمى، مضيفا أن المسلحين يقتلون عشرات المدنيين في حلب يوميا لمحاولة الاقتراب من الممرات الإنسانية.
وتساءل شويغو: "هل هذه هي المعارضة التي يمكن التوصل إلى اتفاق معها؟ ويجب لتصفية الإرهابيين في سوريا العمل بشكل مشترك وليس عرقلة عمل الشركاء. ويستغل المسلحون ذلك في مصلحتهم".
وعلى صعد متصل، علق المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، على تصريح لجون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أشار فيه إلى اختلافات جذرية في الوضع بين حلب السورية والموصل العراقية، إذ أوضح كوناشينكوف أن الوضع في الموصل يختلف عنه في حلب بعدم وجود منافذ إنسانية وصحفيين ومتطوعين ونشطاء.
وقال كوناشينكوف: "سمعنا عن "اقتحام" وشيك يلفه الغموض على الأحياء السكنية والسكان المدنيين في الموصل، إلا أن ما يقلقنا هو عدد الضحايا الكبير المحتمل سقوطه جراء هذا الاقتحام.. دون أن نسمع بالمطلق عن تأمين أي منافذ إنسانية، وكأن المدينة ذات المليون نسمة ونيف لا يقطنها سوى الإرهابيين".
وذكّر كوناشينكوف في هذه المناسبة بأن "السلطات السورية وروسيا فتحتا ستة ممرات إنسانية في حلب، جاهزة لخروج المدنيين، الذين لا يستطيعون الاستفادة منها نتيجة تفخيخ مداخلها واستهدافها من قبل المسلحين".
وقال كوناشينكوف إن ممثلي الأمم المتحدة والصليب الأحمر وغيرها من المنظمات الدولية بالإضافة إلى الصحفيين، ينشطون في حلب (على عكس ما هو عليه في الموصل)، مضيفا: "أما في الموصل بالمصادفة الغريبة، لا وجود يذكر لأي صحفيين أو ناشطين أو متطوعين من ذوي القبعات البيضاء أو غير البيضاء، ولذلك فكل ما تستطيع القنوات الأمريكية والأوروبية بثه هو التقارير البراقة الخاضعة للرقابة عن النجاح الباهر الذي حققه التحالف والنصر العظيم على الإرهابيين، الذي لم يؤكده التصوير الفعلي".
وأشار كوناشينكوف إلى أن التحالف الدولي نفذ خلال الساعات الـ24 الماضية 21 غارة جوية على الموصل ومشارفها، مذكرا بأن القوات الجوية الروسية والسورية لم تنفذ أي غارات على حلب منذ أكثر من أسبوعين.
وقال: "تتعرض الموصل لضربات القاذفات الاستراتيجية الأمريكية "B-52H" والقاذفات "F / A-18" .. فقط خلال الـ24 ساعة الماضية قام التحالف بـ25 طلعة جوية، نفذ خلالها 21 غارة بالصواريخ على المدينة وضواحيها".
وكان جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، صرح في وقت سابق من الثلاثاء، بأن واشنطن لا ترى أنه يصح عقد مقارنة بين الوضع في حلب السورية والموصل العراقية.