توقعات حول قمة حلف الأطلسي القادمة في وارسو

16.06.2016

تدور حول قمة حلف شمال الأطلسي التي ستعقد يومي 8 و9 يوليو 2016 في وارسو في بولندا، العديد من الأسئلة بشأن النتائج المحتملة لهذا الاجتماع. ومن بين الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال"التركيز الكبير على الاستعداد القتالي في أوروبا الشرقية والتركيز القليل جدا على الجنوب قرب تركيا"، فضلا عن "مستقبل شراكات الناتو" و"توسيع حلف شمال الأطلسي". تم ذكر أربعة دول بشأن خطط التوسع المستقبلي للناتو وهي جورجيا وأوكرانيا والجبل الأسود والجمهورية اليوغوسلافية السابقة مقدونيا. وبطبيعة الحال أعطي الجبل الأسود حالة "عضو مراقب" في الجلسة الـ19 في مايو 2016 - وهذا يعني أنها قريبة من توقيع وثيقة انضمامها إلى المنظمة، التي قصفتها دون أي تفويض من الأمم المتحدة عام 1999.

ووفقا للمنظمة الأطلسية "المركز الأوروبي الأطلنطي للتكامل والديمقراطية" هناك ثلاث أولويات عالية الاحتمال في قائمة منظمة حلف شمال الأطلسي يجب القيام بها وهي:
1) إيقاف الحرب في أوكرانيا والتأكد من أن حكومة القلة التي تدعمها الولايات المتحدة في كييف حققت المكاسب بالسيطرة الكاملة على نوفوروسيا (روسيا الجديدة) في الشرق الأوكراني.
2) تجنب مواجهة واسعة النطاق بين الناتو وروسيا.
3) بناء علاقات جديدة مع روسيا في الوقت الذي تتواصل فيه عملية توسيع حلف الأطلسي نحو الشرق.

بالنسبة للنقطة الأولى فإن سيطرة حكومة كييف الكاملة على شرق أوكرانيا ستكون غير مقبولة للشعب الذي يقاتل حاليا من أجل بقائه ووجوده. لا ننسى أن حكومة القلة في كييف هي في تحالف، على الرغم من هشاشته، مع القوميين المتطرفين من كتائب "سفوبودا" و"القطاع الأيمن" و"كتيبة آزوف" (التي تسمى الآن "فوج العمليات الخاصة") وجميعهم يقاتلون بشراسة ومعادون لروسيا.
النقطة الثانية لا تسير على ما يرام بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها في منظمة حلف شمال الأطلسي، فهم يجرون حاليا تدريبات عسكرية عبر مناطق حدودية ضخمة في أوروبا الشرقية ودول البلطيق وصولا إلى حدود روسيا. وبكثير من الاستفزاز توجهت مدمرة الصواريخ الأمريكية يو اس اس بورتر إلى البحر الأسود من أجل "تعزيز السلام والاستقرار". وبعبارة أخرى، يجري نشر جدار من القوات المسلحة "الودية" بشكل وثيق حول روسيا،  من أوكرانيا في الجنوب الغربي وصولا إلى استونيا في شمال غرب البلاد.
النقطة الأخيرة هي نقطة وهمية تماما لعدة أسباب. أولا استمرار التوسع يعني الاحتواء الجيوستراتيجي الكامل لروسيا على معظم حدودها الغربية. وثانيا ذلك التوسع الأطلسي يعزز خطة الهيمنة الليبرالية العالمية ويشكل وضعا غير مقبول بالنسبة لروسيا الأوراسية التي تسعى لإقامة نظام دولي متعدد القطبية. بعبارة أخرى إن محاولة تحسين العلاقات مع روسيا  مع محاولة إغراقها في نفس الوقت لن تكون مقبولة أبدا.

ومهما كانت نتائج  قمة حلف شمال الأطلسي في وارسو بالنسبة للعلاقات الأوروبية والروسية فهناك شيء واضح جدا. هذه القمة لن تحدث أي تغيير إيجابي بين هاتين الكتلتين أوروبا وروسيا. الحل الوحيد بالنسبة لأوروبا أن تحرر نفسها من الولايات المتحدة والمنظمات الأطلسية مثل الناتو، وأن تدخل في نظام عالمي وفقا لشروطها الخاصة،  يفضل أن يكون على الأساس القاري وعلى أساس  الرغبة في إقامة التعددية القطبية. بهذه الطريقة الطريق نحو التعاون وعدم التوسع يكون أقرب لتحقيق المصلحة الحقيقية لأوروبا وروسيا، بل وللعالم بأسره.

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/katehon/public_html/includes/common.inc:2755) in /home/katehon/public_html/includes/bootstrap.inc on line 1232