الهيمنة الأمريكية في الدول الاسكندينافية
تقرر عقد قمة بين الولايات المتحدة وقادة الشمال في البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم 13 مايو/نيسان بحضور كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع كل من رئيس وزراء الدنمارك والنرويج والسويد وأيسلندا ورئيس فنلندا.
ستكون القمة فرصة بالنسبة للقوى الأطلسية المهيمنة للتشاور مع قادة الدول الاسكندينافية في المجال الأوربي الذي يدعى "حافة الأرض" (نظرية جيوسياسية تعتبر أن الدول كيانات حية وغير ثابتة وتتغير حسب المصالح الجيوسياسية) للتشاور حول قضايا مختلفة كالأمن الأوروبي والتجارة عبر الأطلسي وتعزيز القيم الديمقراطية فضلا عن الإرهاب والتعصب الديني والبيئة والأمن النووي وقضايا القطب الشمالي ومعالجة الهجرة وأزمة اللاجئين بطريقة إنسانية ومنظمة.
يمكن للأمن الأوروبي أن يتحقق فقط في سياق التعزيزات العسكرية ومحاولة احتواء روسيا. وهنا تجدر الإشارة أن للنرويج وفنلندا فقط حدود مشتركة مع روسيا في حين أن الدنمارك والسويد تحتلان موقعا استراتيجيا عند مدخل بحر البلطيق.
عرضت شبكة "RT" الروسية في فبراير/شباط من هذا العام تقريرا أظهرت فيه أن الناتو يقوم بتخزين الدبابات ومختلف الأسلحة في كهوف منطقة الحرب الباردة شمال النرويج وبالقرب من حدود روسيا، النرويج مع الدنمارك وأيسلندا تشكل جزءا من حلف الناتو، على الرغم أن روسيا لم تهدد أية دولة من هذه الدول، ولكنها محاولة أطلسية ضمن إستراتيجية الاحتواء وهي تتعلق بمسألة "تنسيق قضايا القطب الشمالي".
وتتعدد مصالح الأطلسيين في القطب الشمالي، أولا من حيث المنظور الجيوسياسي وبناء القواعد العسكرية ( وربما وضع أسلحة نووية) وهناك سوف تضع الولايات المتحدة وحلفاؤها أسلحة إستراتيجية وقريبة من روسيا، وثانيا هناك محاولة للحصول على الموارد الطبيعية من القطب الشمالي وأهمها النفط الذي يعتبر أمره حاسما بالنسبة للاقتصاد الأمريكي. إنها لعبة محصلتها صفر والهدف منها هو المطالبة بالمناطق الحيوية في القطب الشمالي قبل روسيا وربما قبل الصين التي لديها فرصة لذلك.
علاوة على ذلك فإن جميع هذه الدول هي أعضاء في مجلس القطب الشمالي، ولكن هذا سيسمح للولايات المتحدة بتجاوز روسيا التي هي عضو في هذا المجلس، وهي التي بنت مسبقا في حقبة الاتحاد السوفييتي مجموعة من القواعد العسكرية في القطب الشمالي كما بنت بعض القواعد الجديدة فعلا.
الزمن وحده هو الكفيل بأن يكشف لنا إذا كان القطب الشمالي سيتحول إلى منطقة نزاع جديدة بين حضارتين تعتمد إحداهما على القوة البحرية والأخرى على القوى البرية. إن القمة الأمريكية مع دول الشمال الأوروبي سترتب بعض الآثار التي سيكشف عنها لاحقا. لكن يبدو أن روسيا ملتزمة تماما بمواجهة إستراتيجية الاحتواء الأطلسية في منطقة القطب الشمالي ومصممة على حماية مصالحها الوطنية على الرغم من كل الشدائد.