أوبك توشك على اقرار خفض الإنتاج وروسيا ستشارك
أرسلت بعض الدول المنتجة للنفط اليوم (الخميس) إشارات إيجابية حيال اتفاق لخفض الإنتاج ورفع أسعار النفط والذي سيكون مطروحاً على طاولة «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) الأسبوع المقبل في فيينا، إذ أكدت فنزويلا أن الاتفاق بات «وشيكاً»، فيما أعلنت روسيا أنها ستخفض إنتاجها إذا جرى تنفيذ الاتفاق، في حين أفادت أذربيجان بأن المنظمة قد تقترح على غير الأعضاء خفض إنتاجهم 880 ألف برميل يومياً لمدة ستة أشهر.
ومن المقرر الانتهاء من تفاصيل الاتفاق عندما يجتمع وزراء نفط «أوبك» في فيينا في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وذلك بعدما اتفق أعضاء المنظمة في الجزائر قبل شهرين، على تقييد الإنتاج مع منح استثناءات خاصة لليبيا ونيجيريا وإيران لأن إنتاجها تأثر بفعل الحروب والعقوبات.
وارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في شهر مع تزايد التوقعات بين المتعاملين والمستثمرين بأن «أوبك» ستتفق على خفض الإنتاج. واستقرت أسعار خام القياس العالمي مزيج «برنت» عند حوالى 49 دولاراً للبرميل.
وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في كلمة لعمال شركة النفط الوطنية الفنزويلية «بي دي في أس إيه»: «هناك اتفاق وشيك لدول أوبك في شأن تثبيت الإنتاج وخفضه وموازنة السوق ورفع الأسعار على نحو واقعي وعادل ومسؤول»، مشيراً إلى أنه سيوفد وزير النفط إيولوخيو ديل بينو إلى روسيا للمساعدة في حشد بقية المنتجين للمشاركة.
وأكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن بلاده قد تعدل خطط إنتاج النفط للعام 2017 بالخفض إذا جرى تنفيذ اتفاق لتثبيت الإنتاج العالمي. وقال للصحافيين: «وفقاً لخططنا سيرتفع إنتاج النفط (الروسي) في العام المقبل. إذا أبقينا الإنتاج عند المستوى الحالي فهذا إسهامنا وهو ما يعني بالنسبة إلينا خفضاً بما يتراوح بين 200 ألف و300 ألف برميل يومياً» (في 2017). وأضاف أن المناقشات مع «أوبك» مستمرة على نحو إيجابي، مشيراً إلى أن موسكو ستجري مباحثات مع عدد من المنتجين المستقلين ومن بينهم قازاخستان والمكسيك. ولفت إلى عدم إجراء اتصالات في شأن تثبيت الإنتاج العالمي للخام مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الاتصالات مع النروج تظهر أن أوسلو لن تشارك في الاتفاق.
ونقلت صحيفة «ريسبوبليكا» الأذربيجانية عن وزير الطاقة الأذربيجاني ناطق علييف قوله: «من المتوقع أن يطلب من الدول غير الأعضاء خفض أحجام إنتاجها للأشهر الستة المقبلة اعتباراً من أول كانون الثاني، بواقع880 ألف برميل يومياً من مستوى إنتاجها الحالي." وقال مصدر في «أوبك» إن المنظمة لم تتقدم بعد بمقترح نهائي للدول غير الأعضاء بشأن خفض مشترك للإنتاج، وهو ما سيناقش في اجتماع فيينا.
تراجع الاستثمارات
في موازاة ذلك، رجح مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول استمرار تراجع الاستثمارات الجديدة في إنتاج النفط في عام 2017، فيما تستمر تخمة الإمدادات العالمية، ما يذكي التقلبات في أسواق الخام.
وقال بيرول أمام مؤتمر للطاقة في طوكيو: «تحليلاتنا تظهر أننا ندخل فترة تقلبات أكبر في أسعار النفط لأسباب من بينها تراجع الاستثمارات النفطية العالمية لثلاث سنوات على التوالي، في عامي 2015 و2016 وعلى الأرجح في 2017».
وتابع: «هذه هي المرة الأولى في تاريخ النفط التي تتراجع فيها الاستثمارات لثلاث سنوات على التوالي»، مضيفاً أن هذا قد يسبب «صعوبات» في أسواق النفط العالمية في غضون سنوات قليلة.
وعلى هامش المؤتمر، قال بيرول لـ «رويترز»: «تحليلاتنا تظهر أنه حين ترتفع الأسعار إلى 60 دولاراً فإن ذلك يجعل مقداراً كبيراً من النفط الصخري الأميركي مربحاً، وفي غضون 9 أشهر إلى 12 شهراً قد نرى استجابة من النفط الصخري وغيره من مناطق الإنتاج المرتفع التكلفة (...) وقد يضع هذا ضغوطاً نزولية على الأسعار من جديد». وأضاف: «هذا المستوى سيكون كافياً للعديد من شركات النفط الصخري الأميركي كي تستأنف الإنتاج المتوقف، لكن وصول الإمدادات الجديدة إلى السوق سيستغرق نحو 9 أشهر. وأوضح بيرول أنه ما زال من المبكر التكهن بتأثير رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة على سياسات الطاقة.
المصدر/ وكالات