حوار مع نائب وزير الخارجية الروسية حول سوريا
لدينا توجه عام عن أهمية البدء بالتقدم إلى الأمام بإتجاه التسوية السياسية للأزة السورية. كما فهمت أن وفد الهيئة العليا للمفاوضات بعد التشاور مع السيد ميستورا وافقت على جدول الأعمال الذي طرحه، ما يوحي الأمل أن هذا المسار ممكن ان يتحرك من النقطة الميتة . من ناحيتنا عبرنا عن دعمنا الكامل لجهود السيد ميستورا و أيدنا توجه إستئناف الحوار السوري بالطبع كنا نرغب في مشاهدة مفاوضات مباشرة، بين وفد الحكومة السورية و وفد معارض واحد، لكن يجب أن نعترف أنه في الوقت الحالي في غير المنال و المعارضة السورية ممثلة هنا في جنيف بمجموعات متعددة.
بالإضافة للهيئة العليا للمفاوضات تتواجد هنا مجموعة موسكو و مجموعة القاهرة التين إلتقينا بهن. بشكل عام أجرينا مشاورات مع كافة ممثلي المعارضة، و كان لدينا عدة جولات من المفاوضات مع السيد ستيفان دي ميستورا، و وضعنا كل الجهود الممكنة من جانبنا من أجل بدء عملية المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة،
الجديد في هذا الوضع المستجد الآن في جنيف هي أن الأطراف وافقت على طرح دي ميستورا مناقشة كافة الموضوعات بشكل متوازي عدة مسارات مسألة جسم الحكم الإنتقالي، مسائل الإنتخابات و الدستور، و بإصرار من وفد الحكومة السورية أضيفت سلة مكافحة الإرهاب، في نهاية المطاف إذا وصلنا إلى توافق عام بأن كل تلك المسائل سوف تتم مناقشتها بشكل متوازي مسارات تسير بشكل متوازي فهذا سيكون خطوة كبيرة للأمام لأن هذا الطرف أو ذاك كان قبل ذلك يصر على شرط على مناقشة اولية لهذه المسألة أو تلك ، من ناحية المعارضة (هيئة عليا) كانت مسألة تشكيل جسم حكم إنتقالي و من ناحية الحكومة كانت تركز على مسألة مكافحة الإرهاب. الأمر الذي نؤيده لأن خطر الإرهاب هو في الواقع المسألة الذي يجب أن يتم حله في أول سلم الأولويات. و قد أبلغنا السيد ميستورا هذا الأمر بشكل واضح و مباشر. و إن كان من الممكن بدء جولة المفاوضات على هذه الأسس فهذا يوحي بالأمل على التقدم إلى الأمام.
و في رد على سؤال حول خطط البنتاغون و تركيا فيما يتعلق بالتوجه نحو الرقة.
أجاب غاتيلوف:
لا أعرف ما تتضمنه خطط البنتاغون و الإدارة إلا ان كل الذين تحدثنا إليهم كرروا لأكثر من مرة شددوا على الدور الروسي المركزي في إطلاق عملية التفاوض و أكدوا أن جنيف باتت ممكنة فقط بعد ما تم إنجازه في أستانا، أستانا هي بمثابة جسر إلى جننيف، و في الكثير دفعت الأمم المتحدة و السيد دي ميستورا لبدء تلك المفاوضات هنا في جنيف.
هم إستوعبوا موضوع خروقات الهدنة و حاولوا طرح الموضوع كأن القوات المسلحة السورية عززت من عملياتها العسكرية ، لكن تم تقديم الدلائل لهم بأن خروقات نظام وقف إطلاق النار من جانب المعارضة كانت بمقدار أكبر بعدة مرات من وجود إحتمال خروقات من جانب القوات الحكومية. تكون لنا إنطباع أنهم لا يملكون المعلومات حول حقيقة الوضع على الأرض، لذلك طرحنا عليهم إسترمار التواصل بهذا الشأن لأنه لدينا معطيان موضوعية بأن الوضع عمليا ليس كما يرونه. و من وجهة النظر هذه اللقاء مع (الهيئة العليا للمفاوضات) كانت مفيدة.
قلنا لهم أن ( هيئة عليا للمفاوضات) تعتبر لاعب هام في هذه العملية التفاوضية و لكن ليست الوحيدة، لأنه معروف وجود منصات أخرى بالأخص منصة موسكو و القاهرة المتواجدة هنا في جنيف، كذلك عرضنا عليهم اللقاء بزملائهم بهدف تشكيل منصة معارضة مشتركة، و لكن شعرت أنه حتى الآن لا توجد لديهم رغبة و ثقة بأنه ممكن التوصل لهذا.
و في إجابة على سؤال بشأن المواعيد:
هذه المسائل تتم معالجتها لا أريد الحديث عن مواعيد محددة لكن بالنسبة للقاء في أستانا فهذا من المحتمل بشكل كامل، كما هو الحال بالنسبة للحولة القادمة في جنيف، و لكن حول ذلك يمكن أن يصرح السيد دي ميستروا في نتيجة هذه الجولة.
حول أستانا لا أستطيع أن أقول شيء الان لأن كل شي في مرحلة التحضيرات و التوافق، أما فيما يتعلق بتركيا و الراعين الآخرين، أو اللاعبين الأساسيين في التسوية السورية، فإن ال( هيئة العليا توجهت لنا لكي تقوم روسيا بالضغط على الحكومة السورية في مجال وقف العمليات القتالية و الضربات الجوية إلى ما هنالك، و حاولوا تصوير و كأن كامل مسار العملية التفاوضية متعلق بكيف ستتصرف في هذا الشأن روسيا! من ناحيتنا أجبناهم أن روسيا تتخذ كافة الإجرآت الضرورية، و تعمل مع الحكومة السورية، و لكن يجب أن تفعل كذلك دول أخرى خارجية و التي لديها تأثير على المعارضة و التي تقوم بعملية عسكرية على الأراضي السورية. و من دون توحيد للجهود بهذه الطريقة من الصعب المراهنة على نجاح المفاوضات و نجاح الحوار السوري.
و حول قبول المعارضة بمناقشة أولوية مكافحة الإرهاب قال:
لا أستطيع الحديث بثقة كاملة حول هذا الأمر و لكن كما قالوا أنهم سيستمرون كما قالوا مناقشة هذا الأمر مع السيد ديميستورا، و لكنهم يعلمون أن موضوع الإرهاب تم طرحه أدرج، و هو موجود، و وفد الحكومة السورية مصر على أن تصبح هذه المسألة سلة على قدر المساواة مع سلات المواضيع الأخرى التي إقترحها ميستورا على شكل جدول أعمال اليوم، و إن كانت هناك شروط مبدئية (أولية)، او محاولة وضع عنوان تقديمه على العناوين الأخرى، فمن المستبعد أن يكون ذلك منتج و قد يوصل كامل مسار العملية التفاوضية إلى طريق مسدود. هنا المطلوب الإرادة الطيبة و الليونة من كافة الأطراف و فقط بهذه الطريقة ممكن المراهنة على التقدم إلى الأمام.