تشكيل كتائب مشتركة لقتال "داعش" .. تفاؤل حذر في الأستانة
أصبح واضحا أن هدف لقاء الأستانة الذي تنسقه روسيا وإيران و تركيا بين الدولة السورية وممثلين عن الفصائل المسلحة التي تقاتل في سوريا هو تثبيت وقف إطلاق النار كخطوة نحو إنهاء الحرب الدائرة منذ 6 سنوات، وتشير المعطيات الإقليمية على جدية وإصرار بين الدول المنظمة لهذه المحادثات على الوصول إلى اتفاق شامل ونهائي للأزمة السورية.
وفي الوقت الذي اختار فيه مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا ممثلين عنه لحضور اجتماع «أستانا» المقرر عقده في 23 الجاري، أكدت موسكو أن جميع الموقعين على اتفاق «الهدنة» في سورية، مدعوون للانضمام إلى هذا الاجتماع. جاء ذلك في معرض رد لافروف على سؤال حول موقف موسكو من مشاركة ميليشيا «جيش الإسلام» في الاجتماع. وقال إجابة عن هذا السؤال: «سيمثل وفد المعارضة السورية (إلى اجتماع أستانا) أولئك الذين وقعوا على اتفاق الهدنة في 29/كانون الأول» الماضي.
وأفاد مصدر مقرب من وفود الفصائل المسلحة المشاركة في لقاء أستانا، أن الوفود التي ستحضر المحادثات السورية اتفقت بعد اجتماعات فيما بينها على عدة نقاط لطرحها خلال مؤتمر أستانا، أهمها تحييد "جيش الإسلام" وانسحابه من العاصمة دمشق، وتسليم الفصائل أسلحتها والانسحاب المتبادل.
وقال المصدر يوم الخميس "إن محمد علوش سيفاوض على تحييد "جيش الإسلام"، والانسحاب من محيط العاصمة، وأن المفاوضات في أستانة ستقتصر على بند واحد هو تثبيت وقف إطلاق النار".
وأضاف المصدر، أنه وفقا لطرح الفصائل المسلحة "هذا يعني حصرا: "تسليم سلاح الفصائل، الجيش لا يسلم سلاحه لأنه "جيش الدولة"…انسحابات متبادله لتوسيع وتبعيد المسافات بين المتقاتلين، حتى خارج مرمى النيران، فلا يكون أحدهما في مرمى الآخر أثناء مرحلة جمع السلاح".
وقال المتحدث إن طرح الوفود يتضمن، في حال وافقت الفصائل على البنود السابقة، وينتج لاحقا: انسحاب "حزب الله" وإيران، واستقدام قوات فصل لجمع السلاح عبر مراقبين أمميين، وتجري بالتوازي عودة الجيش السوري إلى ثكناته.
وجاء في البنود المقترحة وفقا للمصدر، أنه إلى ذلك الحين تُشكل كتائب مشتركة من الفصائل والجيش السوري لمقاتلة "داعش"، ويتولى ضباط روس وأتراك قيادة هذه الكتائب.
ومن جهته قال الرئيس السوري بشار الأسد “ليس لدينا، لنقل، توقعات من مؤتمر الأستانة، بل لدينا آمال في أن يشكل منبراً لمحادثات بين مختلف الأطراف السورية حول كلّ شيء”.
وخلال حديث لـ قناة TBS اليابانية قال الاسد “لكني أعتقد أنه سيركّز في البداية، أو سيجعل أولويته، كما نراها، التوصل إلى وقف إطلاق النار، وذلك لحماية حياة الناس والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مختلف المناطق في سورية. ليس من الواضح ما إذا كان هذا المؤتمر سيتناول أي حوار سياسي، لأنه ليس واضحاً من سيشارك فيه. حتى الآن، نعتقد أن المؤتمر سيكون على شكل محادثات بين الحكومة والمجموعات الإرهابية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار والسماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سورية، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة. هذا هو الشيء الوحيد الذي نستطيع توقعه في هذا الوقت.”
ما يفائل في لقاء الأستانة هو أنه لقاء بين القوى الحقيقية الفاعلة على الأرض بإشراف روسيا وتركيا وإيران، الخوف هنا يأتي من انقلاب المجموعات التي يؤثر فيها النفوذ السعودي والأمريكي على الاتفاق أو عرقلته، وفي هذه الحالة سيسلم من القوة العسكرية السورية والروسية من يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، أما المجموعات التي ستحاول الاستمرار بقتال الجيش السوري، فسيتم القضاء عليها وهذه المرة بدعم إقليمي أكبر.