ربع الساعة الأخير من معركة الأحياء الشرقية في حلب

12.12.2016

دخل المشهد الميداني في معركة حلب الشرقية التي اعتبرها الكثير من الخبراء أنها معركة مفصلية في الأزمة السورية في الربع ساعة الأخير، هذا المشهد الذي ترافق مع استمرار المفاوضات والنقاشات الدبلوماسية في الأقنية الدولية حول حلب والتي لم تنتج حلا سياسيا لمعركة حلب حتى هذه اللحظة.

ويتابع الجيش السوري تقدمه وسيطرته على ما تبقة من أحياء حلب الشرقية، حيث تقدمت قوات الجيش مع الحلفاء أمس باتجاه القسم الجنوبي من أحياء حلب الشرقية بعد إخراج آلاف المدنيين من المنطقة وسيطروا على حيي الصالحين وباب المقام وسط تقدم باتجاه حي كرم الدعدع وحصول انهيارات في صفوف المسلحين. وسيطرت على أبرز معاقل “جبهة النصرة” في القسم الجنوبي حي الشيخ سعيد، إضافة الى السيطرة على أحياء كرم الدعدع والفردوس والجلوم.

وبهذا التقدم تكون القوات قد حصرت المسلحين في أحياء الكلاسة، بستان القصر، المشهد، السكري وتل الزازير على مساحة 5 كم مربع من أصل 45 كم مربع هي مساحة الأحياء الشرقية، وهي ما تشكل حوالي 2% من مساحة مدينة حلب.

وبدأ الجيش السوري بتأمين طريق أوتوستراد مطار حلب الدولي من الجهة الجنوبية بالكامل، بعد تحرير الشيخ سعيد، حيث سيفتح  الأوتوستراد خلال الساعات المقبلة. مع العلم أن أعمال الصيانة في مطار حلب الدولي بدأت منذ أيام وتشير مصادر إلى المطار سيعود لاستقبال الطائرات المدنية خلال الفترة القريبة القادمة.

على صعيد آخر نفى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف توصل موسكو إلى اتفاق مع واشنطن بشأن خروج المسلحين من شرق حلب. ولفت ريابكوف إلى أن الولايات المتحدة تصرّ في محادثاتها مع روسيا، على شروط غير مقبولة بشأن وقف إطلاق النار.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن خروج 728 مسلحاً وأكثر من 13 ألف مدني، خلال الليلة الماضية من شرق حلب.

وتزامن الربع الساعة الأخير في معركة مدينة حلب مع دخول مسلحي تنظيم "داعش" إلى مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا أمس الأحد وانسحاب وحدات الجيش السوري والحلفاء من المدينة إلى مناطق قريبة من تدمر مشكلة خطوطا دفاعية لمنع عناصر تنظيم داعش من السيطرة والتمدد باتجاه طريق حمص- تدمر. وذلك بعد استقدام تنظيم "داعش" لمئات المقاتلين من العراق باتجاه سوريا بعد ميل كفة المعارك الدائرة في الموصل لصالح الجيش العراقي.

وتختلف التوقعات حول وجهة القوات السورية بعد استعادتها مدينة حلب بالكامل، فأمامها الكثير من الجبهات ولن تستطيع فتحها في نفس الوقت، إلا أنه أصبح من المرجح اتجاه جزء منها نحو مدينة الباب شمال حلب، بالإضافة إلى تقدم وحدات أخرى في الريف الغربي لمدينة حلب باتجاه خان العسل، ثم لاحقا نحو حدود محافظة إدلب التي لا يوجد فيها أي سيطرة أو تمركز لقوات الجيش السوري.