علاقات "آسيان" بالصين وبحرها الجنوبي
برز فتور في التبادل الاقتصادي بين الصين ودول «آسيان»، إثر التحكيم الدولي في بحر جنوب الصين الأسبوع الماضي. وتشير الأرقام الرسمية الى أن تبادلات دول آسيان مع الصين انخفضت 8.1 في المئة في النصف الأول من العام. وهبطت الاستثمارات الأجنبية «الآسيانية» (دول آسيان) المباشرة في البر الصيني 57 في المئة في حزيران (يونيو) المنصرم قياساً على الوقت نفسه من العام الماضي. وتخالف هذه النسب معدل نمو التجارة الثنائية بين دول المنظمة هذه والاستثمارات في 2015.
وتشير داتا وزارة التجارة الى أن مجمل التبادلات التجــارية الصينـــيــة مع دول «آسيان» ارتفـــع من 7.96 بليـــون دولار فحـــسب في 1991 الى 472.16 بليون دولار فـــي 2015، ومعـــدل الزيـــادة السنــوية بلغ 18.5 في المئة.
ويدور السؤال على إمكان وضع صيغة جديدة للتعاون الاقتصادي والتعاون الجغرافي- السياسي بين الصين و «آسيان» ، إثر التحكيم (الدولي) في بحر الصين الجنوبي. وكثر يسعون الى الوقوف على جواب المسألة هذه في زيارة وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، لاوس ولقاءاته مع وزراء خارجية دول «آسيان» بين 24 و27 الشهر الجاري. وليست في محلّها نسبة فتور العلاقات الاقتصادية الصينية – «الآسيانية» الى التصعيد في نزاع بحر الجنوب الصيني فحسب. ولا شك في أن مصالح الصين تصبّ في جذب الاستثمارات الأجنبية، لكنها اليوم ترجح كفة الاستثمار في قطاع التكنولوجيا العالية (المتقدمة)، من جهة. لذا، تشبك علاقات جديدة مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي. ومن جهة أخرى، لا غنى لها عن التبادلات الاقتصادية مع دول آسيان. فهذه التبادلات هي نواة العلاقات المستدامة الصينية - «الآسيانية».
ولا يخفي عدد من دول هذه المنظمة أهمية العلاقات الاقتصادية هذه مع الصين. ولذا، التزمت مواقف حذرة ومتوازنة من النزاع في بحر الصين الجنوبي، ولم تنحز الى الفيليبين.
وعلى رغم دعوات صينية على الإنترنت لمقاطعة منتجات دول آسيان، حريّ بالصين الانصراف الى تقوية العلاقات الاقتصادية معها في سبيل المصالح المشتركة الناجمة عن التعاون التجاري. والفرص سانحة أمام تحسين التعاون الاقتصادي. فمعرض الصين - آسيان في نانينغ سيعقد في أيلول (سبتمبر) المقبل، وقد يتحول الى منبر لترويج التجارة الثنائية والاستثمارات. وفي وسع الصين اقتراح التعاون في الترويج لمنتجات دول آسيان على مواقع إلكترونية في السوق الصينية. والتعاون في مجالات الطاقة والزراعة والإنتاج واعد. وسبق أن أرسيت منابر كثيرة للترويج للنمو الإقليمي. لكن مستويات النمو والتطور متباينة بين دول كتلة آسيان العشر. لذا، تمسّ حاجة الصين الى توطيد التعاون الثنائي.
"غلوبال تايمز" الصينية