لماذا لن تنجح أية اتفاقية سلام مع الولايات المتحدة حول سوريا؟
لأن الهدف الأميركي ليس تحقيق السلام، ولكن تحقيق المزيد من الضحايا.
لأنه عندما يكون هناك المزيد من القتلى، فسيكون هناك "مساحة حرة" أكبر، لاستجذاب الآخرين.
لأن المطلوب هو تحقيق الهدف بغض النظر عن الوسيلة والعواقب- المزيد والمزيد من القتلى. فيما إذا كان هناك هدنة أم لا، فإن الفظائع ما تزال مستمرة وما يزال الناس يقتلون.
لأن طقوسهم تتطلب زيادة عدد الإصابات.
لأن هؤلاء المقاتلين العالميين المرتزقة من كل الأنواع التكفيرية المؤدلجة من النازيين الأوكرانيين والشرطة الأمريكية، والجيش الإسرائيلي، والوهابيين غير قادرين على أي شيء آخر. وضعهم في أي مجتمع يعني المزيد من الموت. وإن خلق "البيئة الطبيعية" لهذه الأنواع من آلات القتل البشرية يتوافق تماما مع عقيدة "ولادة الحياة" النازية.
لأن هناك الكثير جدا من الأمراض في صلب الأسس التي تقوم عليها الولايات المتحدة التي لا يوجد لديها الكثير من المستعمرات، وكان عليهم تسريع التاريخ. عقيدة دولة الولايات المتحدة تعمل على إنتاج تاريخ دولة خاص بهم منذ التأسيس. هذا هو التاريخ الفقير. تعلموا من الإنجليز والهولنديين والفرنسيين كيف ينشرون الموت ويقهرون العالم من خلال شلالات الدم كلما كان ذلك ممكنا.
استراتيجية الحرب الغربية الجديدة هي تلك الاستراتيجية الجبانة. الشرطي المسلح هو البطل في ألمانيا المحتلة عندما يقبض على عالم عمره 93 سنة لأنه يدعي أنه لا وجود للمحرقة. إنه انتصار عسكري كبير، يتم تحت التهديد الاقتصادي، ويدمر جيش بلد ومن ثم تنقض الولايات المتحدة لتكون هي الفائزة وتحتفل بالنصر الذي لم يحدث مطلقا. هذا لا يحدث حتى في الرسوم الكاريكاتورية.
أصبحت الازدواجية الأوروبية العقلانية هي الازدواجية "العملية" ”البراغماتية" الأمريكية. شيطان الشر لديكارت وخدعه ما تزال على قيد الحياة وبصحة جيدة - ثنائية الجسد والروح، المادة والروح، الفكرة والتجربة - أصبحت كل هذه الثنائيات معمول بها في المجتمع الأمريكي. في حين يظهر الناس سعداء فارغي الذهن، يتغذون بالبروزاك، وبأجنحة الكائنات المعدلة وراثيا كالدجاج أمام شاشات التلفزيون المنزلية ذات الحجم الكبير، والحروب تستعر في أجزاء أخرى من العالم، وهؤلاء المواطنون لا يعرفون حتى أين تقع هذه الحروب و"في أي أجزاء أخرى من العالم" هي. إنهم لا يعرفون أنهم في حين يفرغون سلال أجنحة الدجاج المعدلة وراثيا، يتم تخديرهم من قبل الجيش الأميركي حول وداع الحروب وقتل الناس، وسلب أراضي وموارد الآخرين، وكل شيء. ثم يلومون شخصا آخر ويشغلون الآلة الإعلامية. ثم يلعبون دور الضحية. لقد أصبحوا أكثر وأكثر وضوحا فالولايات المتحدة وإسرائيل هما الدكتور جيكل والسيد هايد.
السياسة والدبلوماسية التي تبرر صناعة الموت والأنواع المختلفة من الحروب (التقليدية والبيولوجية والكيميائية والكهرومغناطيسية والنفسية...) ليست سياسة ولا دبلوماسية بل صناعة موت مقنعة. ممثليهم دمى لا تعمل على المستوى البشري. ليس هناك سمة إنسانية يمكن العثور عليها في نفوسهم. إنهم مثل أكلة أجنحة الدجاج - من واشنطن إلى لندن، من بروكسل إلى تل أبيب، وإلى الرياض. نحن لا نتعامل مع بشر في الحرب العالمية الثالثة. ليس هناك استراتيجية حرب، ليس هناك شيء يشبه الاتفاقات، وليس هناك قانون أخلاقي، وليس هناك ناس. ليس هناك سوى جيش من الروبوتات في الهيئة والزي تنفذ جدول أعمال صناعة الموت.