الجذب والتأثير والترابط الكوني .. كيف تؤثر مشاعرنا وأفكارنا على واقعنا

23.11.2016

سأحاول أن أتحدث بلغة بسيطة سهلة وأختصر قدر الإمكان وأقول أن ما يقوله قانون الجذب هو أن "الأشياء المتشابهة تنجذب لبعضها البعض" . فنحن دائما نفكر ونشعر بالأشياء حولنا وهذه الأفكار والمشاعر تنتشر في هذا الكون الواسع حولنا - أردنا أم لم نرد – فالعقل والقلب يرسلان موجات كهرومغناطيسية إلى الكون المحيط. إذاً فكل فكرة نفكر بها أو شعور نشعر به (سعادة، رضىً، إيثارا، خوفاً،...) سوف يجذب إليه فكرة مشابهة أو شعورا مشابها. وبالتالي نستطيع القول أننا إذا غيرنا تصورنا عن العالم الخارجي الذي يشكل كل منا عنصر من عناصر الطاقة فيه إلى شكل إيجابي فسوف نجذب إلينا أشياء إيجابيه نتمناها ونرغبها.
هذا القانون صالح دائماً للجميع ولكل شيء. فنحن جميعاً نتعامل مع قدرة غير متناهية، نحن نوجه أنفسنا حسب نفس القوانين, القوانين الطبيعية في غاية الدقة إنه حقاً إبداع الله. فعندما نراقب شيئاً ما باهتمام فسوف ينتج عن هذا فكرة ( أو أفكاراً ) وكل فكرة يتبعها شعور وبالتالي فإن موجات وترددات سوف تصدر عنا. وهنا تكمن عظمة هذا القانون لأننا إذا أجدنا استخدام هذا القانون فسنجعله أداة بين أيدينا نستطيع من خلالها تحقيق طموحاتنا وتغيير حياتنا. إن قانون الجذب هو السر الذي عرفه وطبقه الكثير من عظماء التاريخ فأصبحوا من خلال ذلك عظماء. إذاً فلماذا يكسب 1% من سكان العالم 96% من نقود العالم؟ ببساطة لأنهم يفهمون السر .
يعتبر الإنسان عنصراً مترابطاً مع بقية عناصر هذا الكون ليتشكل نظام كوني واحد يسميه العلماء بحقل الطاقة الكمي، وهو الحقل الكوني الشامل الذي يضم كل العناصر الأصغر المشكلة له وتتواصل فيه عناصر هذا الكون بطريقة دقيقة وعلمية، ترسَل له كل الإشارات والترددات والمعلومات فيستلمها ويحيلها إلى أهدافها ويعالجها ويعيدها لأصحابها بالشكل الذي فهمها. لذلك يسعى العلماء دائماً لاكتشاف هذه الأسرار وتوضيحها وتعميم الاستفادة منها. إن قانون الجذب يتحدث عن العلاقة بين الإنسان ومحيطه ويشرح لنا كيف نرسل رسائلنا إلى هذا النظام الكوني بشكل صحيح ليقوم بدوره بتحقيقها وإعادتها لنا.

إذاً كيف نرسل رسائلنا إلى هذا النظام العجيب بشكل واضح ليعيد لنا ما نتمنى ونطلب؟
1-  نحن نفكر بشكل دائم أردنا أم لم نرد والدراسات تقول أن عدد الأفكار التي تمر بخلدنا يومياً قد تصل إلى 60000 فكرة (ستون ألف)، هذه الأفكار لديها تردد وطاقة كهرومغناطيسية . الأفكار لا تنتشر باتجاه واحد محدد، إنها تنتشر في كل الاتجاهات. الفكرة المحملة بالطاقة لها تردد محدد وتبحث عن موجة لها نفس التردد لتشكلان معا انسجاماً بين الموجتين    (Resonanz)  فتعود إلينا الموجة التي أرسلناها (الطلب) مع الموجة التي تداخلت معها (الإجابة). بمعنى آخر الأشياء المتشابهة تنجذب لبعضها. لذلك علينا أن نعرف ماذا نبني من حقول طاقة بواسطة أفكارنا أكان ذلك من خلال العقل الواعي أو العقل اللاواعي(الباطن).
2 -  كما أن العقل يرسل موجة تحمل الطاقة الكهرومغناطيسية فإن القلب يرسل أيضاً موجة تحمل نفس الطاقة الكهرومغناطيسية ولكن القلب ينتج حقل الطاقة الأكبر. وعندما لا نفهم ذلك فقد يكون هذا سبباً لعدم تحقيق الكثير من طلباتنا. يجب أن نعلم أن ضخ الدم في الجسد هي واحدة من وظائف القلب وأن وظيفته العظيمة أنه مرسل طاقة جبار إلى الحقل الكوني الشامل.
لقد وجد العلماء أن حقل الطاقة الذي ينبعث من قلب الإنسان يتواصل مع أجزاء الجسد الأخرى كما يتواصل مع الحقل الكوني الشامل وأن لدى طاقته القدرة على إحداث التغيير في الجسد على سبيل المثال، الطاقة التي ينتجها القلب أكبر بمائة مرة كهربائياً وبخمسة آلاف مرة مغناطيسياً من الطاقة التي ينتجها الدماغ. المشاعر تنطلق من القلب فعندما نفكر بشيء يجب أن نحبه ونؤمن به حتى يكون شعورا قلبيا منطلقا من أعماق قلب صاف ونظيف.
3 - الدراسات أثبتت أيضاً أن هناك عاملاً شديد الأهمية وهو قناعاتنا العميقة (الدفينة) أي القناعات المزروعة في أعماق عقولنا (العقل الواعي أو العقل الباطن)، لأن القلب يقوم بتحويل جميع هذه القناعات والمشاعر العميقة إلى موجات كهرومغناطيسية. إذاً فالذي سيتحقق لنا أكثر هي تلك الرغبات المزروعة في أعماق قلوبنا. إذاً عندما نريد تحقيق شيء ما يجب أن ننقله من التفكير إلى مركز القلب، بمعنى آخر نحن نحتاج إلى الشعور الإيجابي لتحقيق الأمنيات. وكلما كان الشعور أعمق في القلب كانت شدة الموجة أكبر وكذلك سرعة التحقق . أحيانا قد يعيق نجاحنا في الحصول على ما نطلب بعض الترسبات السلبية الموجودة في عقلنا الباطن والتي قد تشكل عائقاً أمام أهدافنا.
إذاً فنحن نتحدث عن إبداع رباني عجيب فكل منا يشكل عنصراً من عناصر لا متناهية العدد لهذا الكون الكبير نؤثر ونتأثر، نرسل رسائل ونستقبل رسائل, لدينا طلبات نبعثها إلى هذا الكون ونستقبل استجابات لهذه الطلبات أحياناً تكون الإجابة كما نحب ونتمنى إذا علمنا كيف نحدد طلبنا ونصوغ رغبتنا ونزيل العوائق من أمامها، وأحياناً لا تأتي الإجابة مطلقاً أو تأتي بشكل غير الذي أردناه إذا لم نفهم هذا العلم الذي يتطلب أيضاً أن نبتعد عن كل المشاعر السلبية.
ويمكن هنا أن نتحدث عن أحد الاكتشافات العلمية الحديثة والهامة والذي يملك أهمية كبيرة في عملية تحقيق أمنياتنا. لقد أظهرت الدراسات أن ال DNA الموجود لدى كل إنسان منا يؤثر بشكل مباشر على العالم الخارجي المادي وليس مجرد جين وراثي يحدد هويتنا.
كنا نعتقد سابقاً أن أي شيئين منفصلين لا يملكان التأثير على بعضهما البعض، كما كنا نعتقد أننا كأشخاص في حالة انفصال تام عن غيرنا وأن الأحداث التي تحدث لنا هي محض صدفة وأننا لا نستطيع أن نغير قدرنا. تبارك الله الخالق المبدع الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم فجعله حقاً قادراً على التأثير في كل شيء حوله. لقد تغير العلم كثيراً في السنوات الأخيرة وأصبحنا نعلم أن كل شيء مرتبط بكل شيء ويؤثر فيه ويتأثر به.
نعود لموضوع ال DND وكيف قام البروفيسور الروسي فلاديمير بابونيان بإجراء مجموعة من التجارب لإظهار أثر الDNA  على فوتونات الذرة (الفوتونات هي جسيمات صغيرة جداً في الذرة). قام بتفريغ أنبوب من الهواء لجعله خالياً (Vakuum) وهنا يجب أن نوضح معلومة ضرورية أن مفهوم الخلاء لا يعني الخلاء المطلق لأن فوتونات الذرات تبقى موجودة فيه. عندما قام هذا العالم بتفريغ الأنبوب من الهواء تظهر الفوتونات (بواسطة وسائط قياس حديثة) وهي تنتشر في هذا الأنبوب بشكل عشوائي، وعندما قام بوضع قطعة من ال DNA في هذا الأنبوب تغير حال الفوتونات العشوائي وأصبحت متوضعة بشكل منتظم محدد. إذاً فقد غيرت الفوتونات نظامها بتأثير ال DNA . الملفت للانتباه أنه عندما قام البروفيسور بإزالة قطعة ال DNA من الأنبوب حافظت الفوتونات على نفس النظام الذي اكتسبته من تأثير ال DNA على الرغم من إبعاد عينة ال DNA من الأنبوب. لقد أظهرت مجموعة التجارب التي قام بها السيد بابونيان وجود حقل طاقة كمي يجعل كل شيء مترابط مع غيره. إنه حقل طاقة عجيب نعرف بوجوده من خلال نتائجه، ونحن من خلال مشاعرنا التي تصل إلى العالم الخارجي نرى واقعاً جديداً، هذا الشيء الذي يربط بين مشاعرنا والواقع المحيط بنا هو حقل الطاقة الكمي أو لنقل المصفوفة الإلهية إنه شيء رباني عجيب، إنه قدرة خلقها الله ونحن نكتشفها، تعلم أكثر لتعرف الله أكثر.
لقد كان العلماء سابقاً يعتقدون أن الخلاء فارغ تماماً ولكن الحقيقة أنه مليء بالطاقة والمعلومات. وأفكارنا ومشاعرنا تحتاج إلى حامل لينقلها إلى أهدافها إنه حقل الطاقة الكمي الذي يؤمن الإمكانية لنا لنتواصل مع الجميع ومع كل شيء (بوعي أو بلا وعي).
إن كل كائن إنساني هو حقل طاقة يتفاعل ويتواصل مع حقول الطاقة الأخرى ضمن هذا الحقل الكبير للطاقة. والتفاعل يتم بغض النظر عن القرب والبعد فكل عنصر طاقة هو جزء من هذا النظام الكوني الكبير وهذا النظام الكوني يتفاعل مع كل عناصره فيسجل لديه المعلومات ويخزنها ويعالجها ويعيد إرسالها. ونحن لا نوجد في هذا الحقل بل نحن هذا الحقل. وإذا أردنا أم لم نرد فكل ما نفكر به أو نشعر به يرسل إلى النظام الكوني وبالتالي فنحن نتفاعل مع كل شيء وكل شيء يتفاعل معنا وسيعيد لنا هذا الكون إجابات على طلباتنا.