كيري: موقف العرب تجاه إسرائيل "صدمة"
لا يخفي وزير الخارجيّة الاميركي، جون كيري، دعمه الصريح و الواضح لـ "إسرائيل". لكن المفاجأة كانت صدور تصريحات عربية تميل الى دعم ما يطرحه جون كيري نفسه. وكشفت مصادرأمريكية لصحيفة هآرتس الاسرائيلية إن دولا عربية عدة مثل الأردن والسعودية، ومصرأصدرت بيانات تدعم طروحات جون كيري حول مفاوضات السلام بين بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ولفتت المصادر عينها أنّ وزارة الخارجيّة الأميركية تنظر بعين الرضا إلى التأييد الذي حصلت عليه مبادئ الوزير كيري، من الدول العربيّة، وذلك على خلفية اعتراف الوزير بيهوديّة "إسرائيل".
ونقلت المصادر الأميركية قائلة إن كيري أوضح في خطابه، وبشكلٍ غيرُ قابلٍ للتأويل، أنّه يدعم إقامة دولتين، واحدة يهوديّة والأخرى عربيّة، مُشدّدًا على أنّه يجب الطموح إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الدوليّ، والذي يحمل الرقم 181، والقاضي بتقسيم البلاد إلى دولتين يهوديّة وعربيّة، التي تعترف الواحدة بالأخرى، وتمنحان حقوقًا متساويةٍ لمواطنيهما.
أما ردود الفعل العربيّة على الخطاب، لم تشمل تحفظًا من هذا المبدأ، أيْ حلّ الدولتين، الأمر الذي يعني، بحسب المصادر، أنّ الدول العربيّة عبّرت عن تأييدها غير المشروط بخطاب رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، والذي أعلن فيه عن تقبّل "إسرائيل" لحلّ الدولتين، في العام 2009.
ونقل المُراسل الإسرائيليّ باراك رافيد عن مسؤولين كبار في وزارة الخارجيّة الأميركية، والذين شاركوا في صياغة خطاب كيري، يوم الأربعاء الماضي، نقل عنهم قولهم إنّ ردود الفعل في العالم العربيّ مُشجعة كثيرًا، تمامًا مثل ردود الفعل في دولٍ أوروبيّةٍ مثل ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبيّ أيضًا، بحسب تعبيرها. بالإضافة إلى ذلك، قالت المصادر إنّ دولاً عربيّةً أخرى أعلنت رسميًا وعلنيّةً عن تأييدها لما ورد في خطاب كيري، مثل قطر، البحرين والإمارات العربيّة المُتحدّة.
وكشفت المصادر الأميركية نفسها، أن الوزير كيري فوجئ من ردّة الفعل في العالم العربيّ، مُوضحةً في الوقت عينه أنّ عددًا من وزراء الخارجيّة العرب اتصلوا هاتفيًا بوزير الخارجيّة الأميركي، بُعيد الخطاب وقالوا له بالحرف الواحد إنّهم انتظروا هذا الخطاب عشرات السنين،، على حدّ تعبيرهم.
وشدّدّت المصادر الأميركية الرفيعة في سياق حديثها للصحيفة العبريّة على أنّ الدول العربيّة التي أعربت عن تأييدها غير المشروط بما ورد في خطاب كيري، هي نفس الدول التي يقول رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، إنّه طرأ تحسّنا دراماتيكيًا في علاقاتها مع "إسرائيل"، وتساوق سياستها مع تل أبيب في العمل المُشترك من أجل وقف التمدد الإيرانيّ في منطقة الشرق الأوسط.
هذا وقد عبّر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية في الرياض عن ترحيب السعودية بالمقترحات التي طرحها وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول الحلّ النهائي للنزاع الفلسطينيّ الإسرائيليّ. وأوضح المصدر أنّ المملكة ترى بأنّ المقترحات تتماشى مع غالبية قرارات الشرعية الدولية وعناصر مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت العربية في 2002، وقمة مكة الإسلاميّة في 2005، وتُشكّل أرضيةً مناسبة لبلوغ الحل النهائي للنزاع الفلسطينيّ الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره.
من ناحيته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إنّه لمس في خطاب كيري اتجًاها صادقًا، وإنْ جاء متأخرًا، نحو تسوية النزاع الفلسطينيّ-الإسرائيليّ بصورة عادلةٍ ودائمةٍ ونهائيةٍ ورؤية متوازنة إلى حدّ بعيد لمحددات الحلّ النهائيّ بصرف النظر عن الاتفاق أوْ الاختلاف مع بعض ما حملته هذه الرؤية من تفاصيل لا يُمكن حسمها إلّا من خلال العملية التفاوضيّة نفسها، كما أكّد أبو الغيط في بيانٍ رسميٍّ.
المصدر:وكالات