هل تسفر الإنتخابات الفرنسية عن حل الناتو والإتحاد الأوروبي

30.11.2016

حظيت الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشح الرئاسي لليمين الفرنسي باهتمامٍ عالمي وترقب ملحوظ، خاصة وأن الموسم الإنتخابي الفرنسي يأتي بعد سابقة وصدمة انتخابية أمريكية أثارت الكثير من الجدل.

ومن الواضح أن نتيجة الإنتخابات الرئاسية الفرنسية ستؤثر على موازين القوى في أوروبا، وقد تحدد مستقبل الغرب، خاصة في حال فوز المرشَّح الرئاسي اليميني فرانسوا فيون، ما سيضع مصير التحالف الغربي على المحك.

بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، أصبح مستقبل الغرب يتوقف الآن على سلسلة من الانتخابات في أوروبا خلال الأشهر القليلة المقبلة.

فالاستفتاء الدستوري المقرر عقده في الرابع من ديسمبر/كانون الأول في إيطاليا، قد يحدد ما إذا كانت حكومة اليسار الوسط الإصلاحية ستنهار وستحل مكانها حكومة اليمين الشعبوي. وقد تجلب الانتخابات في النمسا وهولندا قادة اليمين الراديكالي إلى السلطة.

ولعل الأهم من ذلك، احتمالات تحول الانتخابات الفرنسية في الربيع المقبل، إلى منلفسة بين اليميني فيون والقومية مارين لوبان. وانتصار أحدهما سيسبب مشاكل وعقبات كبيرة ، خاصة لو فازت لوبان، التي ستكون مع ترامب، سببًا في انهيار حلف شمال الأطلسي (الناتو) وربما الاتحاد الأوروبي.

المراقبون يولون اهتمامًا كبيرًا للجولة الثانية من الانتخابات الأولية للحزب الجمهوري في فرنسا، التي انتهت الأحد بفوز فيون. إذ أن التصويت في الجولة الأولى للانتخابات الأولية، في نهاية الأسبوع الماضي، شكل صدمة كبيرة، بسبب هزيمة آلان جوبيه والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، المناهض بشدة للإسلاميين، والفائز على عكس المتوقع، كان رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون.

خرج ساركوزي من السباق، فيما فاز فيون، الذي حظي بـ44% من الأصوات. وبات المرشح الأوفر حظًا في الانتخابات العامة، ومن المتوقع أن يواجه لوبان في الجولة النهائية من الانتخابات في الربيع المقبل.

هذا الأمر سيكون غير مريحً للأمريكيين الذين يؤمنون بضرورة انخراط بلادهم في التحديات العالمية. فيون، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في عهد ساركوزي لمدة خمس سنوات، يشارك الرئيس الأمريكي المنتخب الإعجاب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك يتشارك مع ترامب في وجهة نظر أنه يتعين على الغرب الانضمام إلى تحالف روسيا مع الرئيس السوري بشار الأسد.

يضع ذلك فيون في نفس المركب مع لوبان الموالية بشدة لموسكو. وكلاهما أيضًا مناهض للولايات المتحدة: وعد فيون بـ"مواجهة خطيرة مع الولايات المتحدة" لإنهاء هيمنة واشنطن على الاقتصاد الأوروبي وهو كذلك يعارض معاهدة التجارة الحرة عبر الأطلسي.

يختلف فيون عن لوبان في عدم تفضيل انسحاب فرنسا من منطقة اليورو أو إجراء استفتاء بشأن عضويتها في الاتحاد الأوروبي. ويبدو أنه يحظى بتأييد كتلة الناخبين الرئيسية لليمين الفرنسي بوعوده بتنفيذ إجراءات لتحرير الاقتصاد.

يقول فيون إنه سيخفض الإنفاق الحكومي والخدمة المدنية وسيلغي ضريبة الثروة، ورفع سن التقاعد. وهذا الأمر بمثابة الدواء الذي يرى الجميع تقريبًا في النخبة السياسية الفرنسية الآن أنه ضروري لإنعاش النمو وخفض معدل البطالة، الذي ارتفع على مدى السنوات الـ20 الماضية وبلغ 9.3%.

استعداد فيون للقتال من أجل هذا التغيير، خطوة جيدة في أي بلد غربي في الوقت الراهن. ويبقى على المراقبين متابعة ما ستؤول إليه الأمور. الآن وقد حقق فيون الفوز على المرشحيْن اليساريين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، يبدو أن الصراع الرئاسي سينحصر بينه وبين مرشحة أقصى اليمين ماريان لوبان. وهذا يعني أن الانتخابات الفرنسية قد تنتهي بشكل لا يمكن التنبؤ به، كما حدث في الانتخابات الأمريكية.