هل ستشدد أوروبا قوانين الهجرة بعد صيف من الإرهاب؟

28.07.2016

مناقشات: الخبراء الروس والألمان يقيمون الآثار المترتبة على الهجمات الإرهابية الأخيرة على سياسة الهجرة في أوروبا.
تعرضت أوروبا لعدد من الانفجارات والعديد من الهجمات الإرهابية على مدى الأسابيع القليلة الماضية. وفي الآونة الأخيرة، في 27 تموز، وقع انفجار (حقيبة سفر) على بعد 200 متر من مركز استقبال للمهاجرين في بلدة زيرندورف قرب نورمبرغ، ألمانيا. حتى الآن، لا توجد إصابات مؤكدة، وفقا للإذاعة الألمانية بايرستشر روندفنك.

على الرغم من أنه ليس من الواضح ما اذا كان محاولة أخرى لهجوم إرهابي، قبل أسبوع واحد فقط، في 22 يوليو/تموز، اهتزت أوروبا مرة أخرى بفعل العنف ( إطلاق النار بالقرب من مركز للتسوق في وسط مدينة ميونيخ، ألمانيا). وعلى الرغم من أن مأساة ميونيخ تأتي بعد أسبوع واحد فقط من العمل الإرهابي في نيس، فرنسا، قالت الشرطة الألمانية يوم 23 يوليو إنه لا يوجد أي علاقة لتنظيم "داعش" بهذا الحادث.
وتشير الأدلة إلى أن الشاب كان "الذئب الوحيد"، على غرار القاتل الجماعي النرويجي اندرس بريفيك، الذي قتل 77 شخصا منذ خمس سنوات. واستنادا إلى روايات الشهود، أعرب المهاجم علي ديفيد سونبولي عن كراهيته للمهاجرين الأجانب قبل بدء اطلاق النار. وفي حين استبعدت أي علاقة لتنظيم "داعش"، يفترض الخبراء أن الدافع الرئيسي لهذا الهجوم كان المشاعر المعادية للمهاجرين.

بعد وقت قصير من إطلاق النار، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء " بافاريان هورست سيهوفر". أرسل بوتين البرقيات، التي قدم فيها تعازيه العميقة للشعب في ألمانيا في أعقاب مأساة ميونيخ.
على خلفية هذا التسلسل المأساوي للأحداث التي حدثت خلال فصل الصيف، يحاول الخبراء الروس والألمان الذين هم أعضاء في "نادي مناقشة فالداي"  الإجابة على سؤال ما إذا كان على السلطات في أوروبا تشديد تشريعات الهجرة.
اندريه بايستريتسكي، رئيس نادي مناقشة فالداي ، أستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد بجامعة البحوث القومية 
من المرجح أن المسلح في ميونيخ هو شخص يعاني من مشاكل نفسية -( احتمال أن الدولة الإسلامية أثرت عليه ضعيف جدا). ويخلص البعض إلى أن الشخص الذي ارتكب هذه الجريمة لم يكن "إرهابيا إسلاميا". ومع ذلك، هذا لا يغير من الوضع العام، فإنه يدل على أي مدى قد تكون أوروبا (وبعض البلدان الأخرى، بما في ذلك روسيا)  عرضة لهجمات من قبل إرهابيين كـ "الذئب الوحيد".
سيستمر الذعر في المجتمع الأوروبي من هجمات أشخاص يقلدون "الذئب الوحيد"، كما فعل الشاب  الإيراني-الألماني البالغ من العمر 18 عاما. كما لا يهم بالنسبة للضحايا من الذي قتلهم ( إن كان متطرفا اسلاميا أو مجنونا). مثل هذه الهجمات العفوية، لا تزال تشكل تهديدات قد تكون أكثر خطورة من تلك التي تفرضها تهديدات المتطرفين الإسلاميين.

هذا ما أسماه  الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز "حرب الكل ضد الكل"، والعنف المستمر ضد المجتمع ككل يسعى إلى أهداف حقيقية أو وهمية. القتلة العفويون اليوم يتابعون  "أفضل" الأمثلة من الارهاب ويستنسخون سلوك قتلة محترفين. وهكذا، نشعر اليوم بأننا نعيش تحت الاحتلال، لم يعد بمقدرونا المشي في الشوارع بابتهاج، ولكن في خوف دائم من التعرض للهجوم. "الذئاب الوحيدة" هي أصعب مقارنة مع الإرهابيين اللذين يمكن الكشف عنهم مسبقا، وهذا مايجعل من الصعب منع هجوم "الذئاب الوحيدة".
ويظهر هذا الحدث في ميونيخ أن هناك جوا من الخوف ينتشر في أوروبا وهو ما يعزز عدم القدرة على التنبؤ السياسي، وهذا لوحظ خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. الشعور بالتحديات القادمة ينمو في حين تغيب رؤية واضحة للمستقبل. يبدو أن التفكك في المجتمع الأوروبي أصبح قاعدة وليس هناك من هو على استعداد للتضحية بشيء من أجل الصالح العام حتى الان. لهذا السبب يميل المجرمين المحتملين لتحقيق أفكارهم المظلمة. انهم يستغلون الوضع الحالي الذي تعيشه أوروبا.
الكسندر راهر، مدير الأبحاث في المنتدى الألمانية-الروسية، عضو في نادي مناقشة فالداي 
كان الجاني الذي نفذ إطلاق النار في ميونيخ يبلغ من العمر 18 عاما إيراني ولد في ألمانيا. قد يكون لديه مشاكل عقلية ومتطرفة بسبب ألعاب الكمبيوتر. كان ضعيفا من الناحية الدراسية ويعاني من عقدة نقص لأنه فشل في الاندماج في المجتمع الألماني. هذا هو السبب في أنه تحول إلى "مسلح".

بشكل ملحوظ، لم يكن لديه أية اتصالات مع "داعش". ولا علاقة للعمل الإرهابي في ميونيخ بالمتطرفين الاسلاميين. إنه بالأحرى "النسخة الأمريكية" لإطلاق النار، مأساة ضخمة مثل تلك التي في كثير من الأحيان ما تحدث في أمريكا. ومع ذلك، فإن حقيقة أن المجرم له أصول إيرانية قد تنشط الدوائر السياسية اليمينية في ألمانيا وتعطيهم سببا لتشديد الرقابة على اللجوء والهجرة من الشرق الأوسط.
ومع ذلك، فإن الحادث في ميونيخ لا يتعلق بالإسلام، وهذا هو السبب في أنه لن يكون هناك أي تداعيات سياسية خطيرة (بالنسبة للمسلمين الذين يعيشون في ألمانيا). على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يعترف بأن التهديد الإرهابي يأتي في المقام الأول من المهاجرين من دول العالم الثالث، الذين فشلوا في الاندماج في المجتمع الأوروبي، فإن أوروبا لن تغلق حدودها، وهي لن تغير تشريعاتها ولن تعمل على "تشديد المسامير". فالسياسيون والأحزاب الأوروبية متمسكون بقوة بالمبادئ والقيم الديمقراطية وفكرة أوروبا الموحدة.

وعلى الرغم من حقيقة أن حركة إرهابيي "الذئب الوحيد" نشطت في أوروبا. فالتعامل مع "الذئاب الوحيدة" هو أصعب بكثير من التعامل مع المنظمات ارهابية. فالذئاب الوحيدة لا يمكن التنبؤ بها ولا تظهر أي علامات قد تجعلها مشتبه بها.
ومع ذلك، فإن الحادث في ميونيخ لا يتعلق بالإسلام، وهذا هو السبب في أنه لن يكون هناك أي تداعيات سياسية خطيرة (بالنسبة للمسلمين الذين يعيشون في ألمانيا). على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يعترف بأن التهديد الإرهابي يأتي في المقام الأول من المهاجرين من دول العالم الثالث، الذين فشلوا في الاندماج في المجتمع الأوروبي، فإن أوروبا لن تغلق حدودها، وهي لن تغير تشريعاتها ولن تعمل على "تشديد المسامير". فالسياسيين والأحزاب الأوروبية متمسكون بقوة بالمبادئ والقيم الديمقراطية وفكرة أوروبا الموحدة.

وعلى الرغم من حقيقة أن حركة إرهابيي "الذئب الوحيد" نشطت في أوروبا. فالتعامل مع "الذئاب الوحيدة" هو أصعب بكثير من التعامل مع المنظمات ارهابية. فالذئاب الوحيدة لا يمكن التنبؤ بها ولا تظهر أي علامات قد تجعلها مشتبه بها.
وبالرغم من حقيقة أنه لا توجد أي علاقة عملية إطلاق النار في ميونيخ و"داعش"، يمكن للمرء أن يتعقب اتجاها يبعث على القلق. بعد كل شيء، فإنه ليس أول هجوم دامي يرتكبه المهاجرون المسلمون في ألمانيا. في الأسبوع الماضي، لاجئ عمره 17 عاما من أفغانستان، والذي كان، بالمناسبة، على اتصال مع داعش، هاجم ركاب القطار بفأس.
ألمانيا، مع نظامها الاجتماعي والاقتصادي الأمثل، كانت دائما تجذب اللاجئين مثل المغناطيس من منطقة الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أنهم لا يعرفون الألمانية، فهم يذهبون إلى هذا البلد، ولكن لا يمكنهم الاندماج بسهولة. لذا، فإن البعض منهم يكون خطيرا جدا بالنسبة للمجتمع. وفي الوقت نفسه، تواجه فرنسا مشاكل أكثر خطورة في هذا الصدد. على سبيل المثال، قبل عدة سنوات قام شاب عربي بإطلاق النار على سيارات في باريس، وهو يردد: "أنتم، الشعب الفرنسي، تقومون بإذلالنا ".