فشل الولايات المتحدة في تركيا بداية لتراجع الناتو
من الواضح أن أوباما ووكالة المخابرات المركزية ارتكبوا خطأ بالانقلاب في تركيا, نحن نعلم جميعا أن اوباما ووكالة المخابرات المركزية وراء ذلك الانقلاب حيث ظهرت صورة فيها أحد الضباط الأتراك من الذين شاركوا في الانقلاب مع سفير الولايات المتحدة يخرجون معا من المقهى قبل يوم من الانقلاب.
هذا الخطأ سيكلف الولايات المتحدة كثيرا بما يخص قوتها الإجمالية الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وهي ليست تكاليف تدفع في ليلة واحدة ولكنها عملية معقدة وطويلة. أنا اعتقد أيضا أننا يجب ألا نستبعد حقيقة أن النظام التركي يلعب لعبة معقدة جدا. هذه المسألة ستعيد مناقشة القضايا والمواقف تجاه روسيا وتعمل على تشكيل ائتلاف أقوى. من ناحية أخرى تركيا لديها منافع من حلف شمال الأطلسي. وأنا لا أرى تركيا ستنسحب من حلف شمال الأطلسي على الفور، لأنها مسألة معقدة جدا. لكن الثقة بين أردوغان والولايات المتحدة لن تعود مرة أخرى، وهذه الاختلافات ليست في طريقها إلى الزوال.
حلف شمال الأطلسي في حالة اضمحلال في الوقت الراهن ولكنه لن ينهار فورا لأنه ليس نفس حلف وارسو. الناتو قوة عسكرية يديرها حكم الأقلية من واشنطن العاصمة وحكومة النخب الأوليغارشية، والتي تدير المجمع الصناعي العسكري. الشعب الأمريكي ليس متطورا للغاية عندما يتعلق الأمر بالسياسة العالمية. تم غزو روسيا عدة مرات وخسرت أكثر من 40 مليون شخص خلال الحرب الوطنية العظمى. من ناحية أخرى، الشعب الأمريكي ليس لديه فهم لما يعنيه ذلك. وهذا يعني أن كل أسرة روسية قد فقدت شخصا واحدا على الأقل. في الولايات المتحدة لم نفقد الكثير، بضعة آلاف في فيتنام ونصف مليون خلال الحرب العالمية الثانية.
الشعب الأمريكي لا يربح شيئا بوجود الناتو أو عدم وجوده. كل شيء في أيدي قلة قليلة من النخبة القليلة في الولايات المتحدة.
إذا بقيت تركيا غير مستقرة فهذا يعني أن حلف الناتو غير مستقر أيضا من حيث أهدافه. أعتقد بصدق أن حلف شمال الأطلسي أراد أن يحاصر روسيا ويدمرها ويدمر حكومتها ويضرب أولا الشخص الذي يثير القلق بوتين. بوتين يدرك ذلك. وسيكون من السذاجة لروسيا أن تفكر بأن ضربات حلف شمال الأطلسي ستكون متواضعة بوجود الأسلحة النووية. لذلك فعلى روسيا أن تكون مستعدة دائما. نحن نشهد الآن، تجمع العاصفة لحرب عالمية مقبلة محتملة، نموذجها الحرب السياسية الجديدة.